تويتر يحظر حساب صحفية أمريكية كتبت "سأقتلك"

محمد إسماعيل الحلواني

بالنسبة لمعظم المستخدمين، فإن حظر حساباتهم من إحدى منصات التواصل الاجتماعي ليس أمرًا مضحكًا على الإطلاق. يمكن أن يتسبب الحظر في فيسبوك أو تويتر أو يوتيوب في أضرار مهنية ولوجستية ونفسية حقيقية وبصفة خاصة في زمن الحجر الصحي والوباء، عندما يكون الغالبية معزولون عن أصدقائهم وأحبائهم لأشهر، اكتسبت خلالها المحادثات عبر الإنترنت أهمية إضافية أكثر من أي وقت مضى.

نرشح لك: قائمة بأبرز الإعلاميين كارهي مصر على “تويتر”

وتحكي “كيت كلونيك” في تقرير نشرته مجلة “ذي أتلانتيك” الأمريكية قصتها مع الحظر وسببه؛ فهي ليست مثل معظم المستخدمين. على مدار السنوات الخمس الماضية، أجرت “كيت” أبحاثًا وكتبت حول القواعد التي تحكم الكلام عبر الإنترنت وكيفية تطبيقها. على الرغم من أن معظم أبحاثها ركزت على فيسبوك – فقد أمضت العام الماضي في التعاون مع فريق من الشركة في مشروع مهم، ولكنها تعتقد أن العديد من قواعد تويتر وفيسبوك متشابهة.

كانت التغريدة التي وضعت كيت في الحظر الذي تعتبره “سجن وسائل التواصل الاجتماعي” تتضمن عبارة: “إذا أخذت ذلك فسوف أقتلك”، في سياق حوار عادي تغلفه أجواء الدعابة والفكاهة والمرح، ولكن “سأقتلك” لم تمر مرور الكرام على سياسات تويتر، وتعرضت كيت لحظر حسابها على تويتر ليس بسبب إلقاء نكتة سيئة، ولكن لأن تغريدها تضمنت كلمة “سأقتلك”، التي تنتهك قواعد تويتر حول منع التحريض على العنف.

في الإشعار البسيط الذي تلقته كيت من الشركة، فهمت سبب الحظر، فبعد عمليات إطلاق النار الأخيرة في كينوشا بولاية ويسكونسن، تعرضت شركات وسائل التواصل الاجتماعي لتدقيق مكثف لإلغاء المنشورات والحسابات التي تهدد أو تدعو إلى العنف. في مثل هذه اللحظة، يمكن لتويتر إطلاق شبكة واسعة للمخالفات المحتملة باستخدام الخوارزميات التي تولد أيضًا عددًا كبيرًا من الإيجابيات الخاطئة – على سبيل المثال، من خلال وضع علامة على الكثير من المنشورات التي تتضمن كلمة قتل بغض النظر عن السياق.

وأضافت كيت: “على الرغم من كل بريق التكنولوجيا الجديدة، فإن حظر الحسابات أو حذف المنشورات في الولايات المتحدة يتم استعادتها في كثير من الأحيان بالطريقة القديمة الجيدة: من خلال التأثير والاتصالات”، وعلى الرغم من أن كيت كانت قادرة على استرداد حسابها بمساعدة معارفها في شركة تويتر، إلا أنها لم تفعل، وانتقدت هذه الطريقة لأنها نظام غير عادل يحابي المعارف والنخب ولا يحابي المستخدم العادي الذي لا يعرف شخصًا ما في شركة تكنولوجيا أو مسؤول حكومي أو شخص لديه 100000 متابع.

ولأنها لا تتفق مع هذا النوع من المعاملة الخاصة، فقد عقدت العزم على انتظار نتيجة فحص تويتر لطلبها لاسترداد الحساب وهي عملية قد تستغرق ما يصل إلى أسبوعين. لكن لقطة شاشة أرسلتها إلى عدد قليل من أصدقاء البريد الإلكتروني الخاص بحظر حسابها على تويتر سرعان ما شاهدها مسؤول داخلي في تويتر وبعد عشرين دقيقة، تمت استعادة حساب كيت، التي لا تزال لديها أسئلة حول استرداد حسابات أخرى على الرغم من تورطها في تنمر حقيقي وخطاب كراهية حقيقي، ونشر معلومات مضللة بالفعل.