توفي بطريقة غامضة.. عقيد لبناني حذر من نترات الأمونيوم قبل الانفجار بسنوات

هالة أبو شامة

أعاد الانفجار الذي وقع الثلاثاء الماضي في مرفأ بيروت، عقيد الجمارك المتقاعد جوزف سكاف، الذي توفي بطريقة غامضة قبل سنوات، للأضواء مجددًا.

نرشح لك: كيف التُقطت صورة الممرضة التي حملت ثلاث توائم بعد انفجار بيروت؟


فعلى الرغم من أن البعض كان قد ظن في البداية أن الانفجار ما هو إلا عمل إرهابي أو قنبلة نووية، نظرًا لشكل الموجة الانفجارية التي بدت وكأنها على هيئة فطر بحسب بعض الفيديوهات المتداولة، إلا أن التحقيقات كشفت أن السبب وراء ما حدث هو وجود شحنة كبيرة من نترات الأمونيوم، تقدّر بنحو 2750 طنا، مخزنة منذ 6 سنوات في مستودع مرفأ بيروت، بدون إجراءات وقائية.

العقيد العائد للأضواء خلال اليومين الماضيين، كان قد عُثر على جثته عام 2017 مصابة بكدمات في الرأس أما منزله في عوكر، كانت وفاته غامضة، خاصة بعد صدور تقريرين متناقضين من قِبل الطبيبين الشرعيين الذين كلفا بفحص الجثة، عن السبب الذي أدى للوفاة.

ووفقًا لما تم نشره في موقع “النهار” اللبناني بعنوان تقريران متناقضان حول موت العقيد جوزف سكاف.. صدمة وذهول”، في 6 آذار 2017، فإن التقرير الأول يشير إلى أن ما حدث كان قضاء وقدر، أما التقرير الثاني فقد أكد على أن وفاته كانت بفعل فاعل نتيجة الكدمات الظاهرة على رأسه.

وبغض النظر عن سبب وفاته، فقد ربط البعض التقرير الثاني الذي أفاد بوجود شبهة جنائية، بالموقف الذي اتخذه منذ عام 2014 تجاه شحنة نترات الأمونيوم التي تسبب في الانفجار الهائل.

كان “سكاف” أول من حاول لفت أنظار الحكومة إلى خطوة تواجد مثل هذه الشحنة في المرفأ، إذ تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، تقريرًا كُتب بخط يده في 2014، مرسل لرئاسة مصلحة التدقيق والبحث عن التهريب.

وجاء نص التقرير كالآتي: “نحيط جانبكم علمًا أنه وردت لهذه السفينة معلومات عن وجود الباخرة RHosus، وهي راسية على الرصيف رقم 11 في مرفأ بيروت، ومحملة بنترات الأمونيوم، الذي يستعمل للتفجير وهو شديد الخطورة ويشكل خطر على السلامة العامة، علمًا أن هذه الباخرة كانت قد دخلت المرفأ بتاريخ 19\11\ 2013، بالحمولة المذكورة حيث كانت متوجهة إلى الموزانبيق أحد دول أفريقيا”.

تابع: “لذلك نقترح الإبعاد إلى رئاسة ضابطة بيروت للعمل مع السلطات الأمنية لإبعاد هذه الباخرة عن الرصيف رقم 11 إلى كاسر الموج، وإذا أمكن وضعها تحت الرقابة من قبل تلك الأجهزة المتواجدة في المرفأ”.

وعلى من تحذير العقيد الراحل جوزف سكاف، إلا أنه لم يستجب له أحد، وتوفى بطريقة غامضة بعد ثلاث سنوات من ذلك التقرير، ولا يعلم أحد حتى الآن ما إذا كان حادث وفاته أمرًا طبيعيًا أم مدبرًا.