30 يونيو.. الثورة التي واجهت حرب شائعات

تعد الشائعات أبرز أسلحة الحرب النفسية وحملات التشكيك ومحاولات بث اليأس فى النفوس. ويعتبر 30 يونيو الحد الفاصل بين عهد “النظام الإخواني الاستبدادي” وعهد “النظام الإخواني المعزول”، وقد شن النظام الإخواني في الحالتين حرب شائعات كان هدفها الرئيسي إجبار الشارع المصري على تغيير استراتيجيته والعدول عن قرارٍ جمعي، لا رجعة فيه، أصدره الشارع المصري بعزل الرئيس الإخواني وإنهاء حكم المرشد.

فشل الإخوان وحلفاؤهم فى الحشد للمشاركة في ما أسموها “مليونية” 21 يونيو 2013 بميدان رابعة، ومهد لفشلهم لخطوات تالية نحو الصدام المباشر مع الشعب المصرى.

شائعات ضد الجيش

بعد الإعلان الدستورى الاستبدادي الذى صدر بتحصين قرارات مرسى انتشرت على جميع الأصعدة الإعلامية والشعبية المعارضة مناشدات تطالب الجيش بالتدخل وعزل مرسي، وتزامن مع ذلك هجوم شرس من قبل لجان الإخوان الإلكترونية على قادة الجيش وشائعات متجددة يعود تاريخها إلى ثورة يناير بل واتهام القادة العسكريين بتدبير مجزرة رفح الأولى.

شائعات ضد الخارجية

بذل تنظيم الإخوان كل جهد ممكن في أعقاب ثورة 30 يونيو لتشويه الخارجية المصرية والاستقواء بالخارج؛ ولكن الدبلوماسية المصرية تواصل مواجهة هذه الشائعات الإخوانية وتأكيد الإرادة الشعبية التي فرضتها ثورة 30 يونيو. وتحمَّلتْ الدبلوماسية المصرية منذ 30 يونيو مهام ثقيلة في مقدمتها الشائعات التي حاولت جماعة الإخوان ترويجها في الغرب واستقواء عناصرها بالخارج، وكذلك مواقف بعض الدول الرافضة للتغيّرات السياسية التي شهدتها القاهرة.

الشائعات سلاح لإرهاب المصريين قبل 30 يونيو

منذ أوائل يونيو 2013، سادت حالة من الرعب صفوف قيادات مكتب الإرشاد بعد فشل الحشد، خاصة وأن الموعد المحدد شعبيا للتظاهر ضد نظامهم قد اقترب، وحالة الغليان بين المواطنين والقوى السياسية المعارضة تصاعدت فى أعقاب تعيين محافظين جدد لإحكام قبضة التنظيم على رقاب الناس، وكان احتشاد الرافضين لأخونة مؤسسات الدولة أمام دوواين المحافظات خير شاهد على استهجان سياسات التنظيم.

لم يجد قادة التنظيم أمامهم إلا دعوة قيادات الأحزاب الإسلامية والجماعات المتحالفة معهم، لعقد اجتماع طارئ، اتفقوا فيه على اتخاذ مسارين (إعلامى – تنظيمى)، تمثل المسار الإعلامى فى تكليف اللجان الإلكترونية النشطة على مواقع التواصل الاجتماعى، بالترويج إلى أن مجموعات جهادية من أعضاء تنظيم القاعدة، والمشاركون فى العمل المسلح بسوريا، فى طريقهم للعودة إلى مصر لمساندة مرسى والإخوان إذا خرج الشعب الغاضب إلى الشوارع في يوم 30 يونيو.

تطلع الإخوان إلى تحقيق 3 أهداف عاجلة بترويج هذه الشائعة، أولاً: رفع الروح المعنوية لمؤيديهم الذين رأوا بأعينهم الرفض الشعبى المتصاعد ونبذ التنظيم، ووقوف المواطنين ضد تحركاتهم ومسيراتهم، وثانيًا: رسالة إرهاب مباشرة إلى القوى السياسية وحركة تمرد والداعين للتظاهر فى 30 يونيو، وثالثًا: رسالة غير مباشرة لمؤسسات الدولة بأن مصر ستتعرض لموجة إرهاب وعنف حال حدوث أى تغيير فى الخريطة السياسية.

خلال هذه المدة التي بلغت أسبوعا منذ مليونية 21 يونيو حتى بدء اعتصام رابعة منذ الجمعة 28 يونيو، مارس الإخوان كافة أساليب الإرهاب ضد الشعب المصرى بالطرق المباشرة وغير المباشرة، بتصدير مشهد تدخل جماعات إسلامية فى المشهد للدفاع عن شرعية محمد مرسى، وحفلت مواقع التواصل الاجتماعى، وصفحات اللجان الإلكترونية بمئات الأخبار عن الثورة الإسلامية، واشتعال حرب أهلية سيكون الغلبة فيها لسلاح الجهاديين. واستغل التنظيم تاريخ الجماعة الإسلامية الحافل بالعنف والإرهاب، وقيادات ذراعها السياسية حزب البناء والتنمية، كفزاعة لإرهاب أبناء الشعب المصرى، وشباب حركة تمرد، لإثنائهم عن المشاركة فى 30 يونيو، إذ أشاعوا بأن الجماعة ستلجأ إلى حمل السلاح والعنف لحماية رئيسهم، وتولى عاصم عبد الماجد ترويج هذا الخطاب بتصريحاته العدائية التهديدية لمؤسسات الدولة والمصريين.

صناعة الكذب

تعتمد صناعة الكذب عبر الشبكات الاجتماعية على نشر الصور المفبركة ومقاطع الفيديو المجتزئة واستغلال أنصاف الحقائق بهدف إثارة الرأي العام وتغييبه. وتتخذ الشائعات صورًا متعددة مثل التوقعات والنكات والثرثرة التفاعلية والغمز واللمز وادعاء الكوارث والأزمات الأمنية وارتفاع الأسعار والخوض في تدهور العلاقات السياسية والاقتصادية، كما تمس الشائعات أشخاصا وأحزابا ومنظمات.

لماذا يلجأون للشبكات الاجتماعية؟

لعدة عوامل أهمها :

سرعة الانتشار والمشاركة والنقل والتداور.

ميل مستخدمي مواقع التواصل للتصديق وترديدهم للشائعات بعد اعتماد الكثيرين عليها كمصادر للأخبار

إضفاء هالة من الأهمية والغموض

سهلة التذكر

قدرتها على نشر الصور والتعليقات المكتوبة ومقاطع الفيديو والنكات الساخرة

الشائعات واحدة والأغراض متعددة

تتعدد دوافع الشائعة ويمكن تحديدها في العناصر التالية:

1- بث الفرقة وتفتيت الجبهات ونشر الكراهية بين المستخدمين

2- قياس الرأي العام إلكترونيًا كبالون اختبار لقياس اتجاهات الرأي العام

3- زيادة التشكيك في وسائل الإعلام خاصة المعادية للتنظيم ومحاولة سحب ثقة المستخدمين فيها

4- زعزعة الثقة في بعض الشخصيات العامة وتشويه صورتهم الذهنية