لماذا تدفع جوجل وفيس بوك ملايين الدولارات لوسائل الإعلام الإخبارية؟

محمد إسماعيل الحلواني

رجح جوشوا بنتون، مدير مشروع “نيمان لاب” المهتم بمستقبل الصحافة في عصر التحول الرقمي، أن شركة جوجل حصلت بالفعل على عناوين الأخبار التي تريدها، وبالفعل نشرت جميع الصحف الأمريكية والغربية عناوين مشابهة للتالي: “جوجل ستبدأ في دفع مقابل للناشرين عن حصولها على الأخبار”. تمامًا مثلما حصلت شركة فيس بوك العنوان الذي أرادته قبل بضعة أشهر: “فيس بوك يقدم ملايين الدولارات لوسائل الإعلام الإخبارية لترخيص المحتوى”.

جوشوا بنتون

يعتقد “بنتون” أنه من الأفضل النظر لكافة إجراءات جوجل وفيس بوك من خلال عدسة العلاقات العامة. ومن هذا المنظور، فإن هذه العناوين هي المكسب الأكبر الذي جنته الشركتان، في الواقع.

نرشح لك – “تيك توك” يدعم الرياضة وينشر العادات الصحية السليمة

الأخبار جزء ضئيل من المحتوى الذي يقدمه جوجل

استشهد “بنتون” على صحة استنتاجه بواقع عمليات البحث بالأمثلة مثل بحثنا عن “اجتماع مجلس المدينة” أو “ماذا يحدث في سوريا”، فرجح أنها أقل شيوعًا – وأقل مكافأة بكثير لشركات التكنولوجيا – من عمليات البحث عن “أفضل سيارات الدفع الرباعي المدمجة” و”علاج الصلع”.
كما استشهد برفض جوجل وفيس بوك محاولة الحكومة الأسترالية إجبارهما على دفع أموال لشركات تمتلك وسائل إعلام أخبارية، وتمثل الاستفسارات المتعلقة بالأخبار أكثر بقليل من 1% من إجمالي عمليات البحث على جوجل في أستراليا.

وفي الوقت نفسه، عندما خفض فيس بوك من مقدار الأخبار التي تصل إلى أخر الأخبار في يناير 2018، قرر تخفيضها من نسبة 5% من إجمالي المحتوى.. إلى 4 %.
يرى “بنتون” أن أكبر مشكلة في دفع مقابل عن المحتوى الإخباري المتدفق عبر القنوات الرقمية ليست المال (فلديهم الكثير من المال)، ولكن الاعتراض الرئيسي هو تضرر ميزتهما الأساسية كمنصات تتولى تنظيم محتوى الآخرين.

تابع: “لنفترض أنك تعتقد أن جوجل مدينة بالأموال لصحيفة نيويورك تايمز لتضمين جميع قصصها الإخبارية في البحث، فهل تعتبر بالمثل مدينة لكل مدون بالمال لإدراج مدونته القديمة من أوائل القرن الحادي والعشرين؟ إن المدونات أضيفت إلى فهارس جوجل أيضًا. ماذا عن Breitbart؟ ماذا عن The Daily Stormer أو Stormfront؟ ماذا عن تغريداتنا؟ وDairyQueen.com؟ جميعها تحول إلى محتوى رقمي يساهم بنوع ما من القيمة النظرية لجوجل كمنتج. هل يجب أن يدفع فيسبوك للناشرين استنادًا إلى مقدار القيمة التي يضيفونها إلى خلاصة الأخبار؟”.

المنح ومدفوعات شركات الأخبار للعلاقات العامة بالأساس
يعتقد “بنتون” أن فيس بوك وجوجل استجابا بالبحث عن طرق أخرى للتعامل مع صداع العلاقات العامة من خلال حصول شركات الأخبار على المال. كانت الموجة الأولى تدور حول المنح. بدأت جوجل مبادرة الأخبار الرقمية في عام 2015 لتمويل مشاريع الابتكار لدى الناشرين الأوروبيين أو بشكل أدق لدرء خطر وقيود اللوائح التنظيمية للدول الأوروبية. انتشر هذا في النهاية إلى أجزاء أخرى من العالم حيث كان البرلمانيون غاضبين من جوجل وفيسبوك منذ يناير 2017.

أما الموجة الثانية فبدأت في 2019، وهذه المرة كان فيس بوك هو من أخذ بزمام المبادرة. بدأ فيس بوك عقد صفقات مع الناشرين الأفراد لقصصهم لتظهر في علامة تبويب أخبار فيس بوك الجديدة تمامًا، والتي سيشرف عليها محررو العملاق الأزرق وبحسب تقارير صحفية ستحصل بعض وكالات الأنباء على ما يصل إلى 3 ملايين دولار سنويًا.

من منظور قانوني، من غير الواضح تمامًا لماذا يدفع في سبوك لأي من هؤلاء الناشرين. افتح علامة تبويب أخبار فيس بوك الخاصة بك، إذا كنت تستطيع العثور عليها، وانقر على قصة، إنها مجرد رابط إلى موقع المنشور على الويب، يتم فتحه في المتصفح. فلماذا يدفع فيسبوك لهؤلاء؟ لأن هذا يتيح ما يلي:

(1) اختيار الناشرين الذين يريدون الدفع لهم.

(2) اختيار مبلغ المال الذي يريدون دفعه.

(3) الدفع للناشرين مقابل التوقف عن الشكوى.

(4) وعلى الأقل، على أمل الحصول على عناوين ترسم صورة ذهنية إيجابية. لفيس بوك لتجنب التنظيمات الحكومية أو الضرائب.