ابنة ممدوح وافي تروي قصة دفن والدها في مقبرة أحمد زكي

قصة دفن ممدوح وافي
إسراء إبراهيم

الإعلان عن عمل يحمل اسم أحمد زكي، تُجسد خلاله السيرة الذاتية للفنان الراحل، الذي يعد أحد أبرز نجوم الفن المصري، لم يمر مروًا عاديًا، فمنذ الساعات الأولى التي أعلن فيها الفنان محمد رمضان عن مسلسل يحمل اسم “الإمبراطور” يُعرض خلال الموسم الرمضاني 2021، وحالة كبيرة من التفاعل والجدل أصابت مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي.

بدأ الجمهور بعرض مقترحاته لأدوار النجوم المفترض ظهورهم في حياة “زكي”، ولم يقف الأمر حول الاقتراحات فقط، بل اعتراضات وترقب مستمر لكل جديد عن العمل، وهو الأمر الذي لن ينتهِ حتى عرض المسلسل في رمضان 2021.

من المنتظر أن يشهد المسلسل إبراز علاقة الفنان الراحل أحمد زكي بصديق عمره ممدوح وافي، اللذان جمعتهما المحبة والصداقة لأكثر من 30 عامًا، وقد رشحت ياسمين وافي ابنة الفنان ممدوح وافي، الفنان الشاب محمد يوسف لتجسيد دور والدها خلال أحداث العمل المرتقب.

إعلام دوت كوم تواصل مع ياسمين وافي، للحديث عن كواليس علاقة والدها بأحمد زكي، وصداقتهما التي امتدت لسنوات:

قالت ياسمين إن سبب ترشيحها لـ “يوسف”؛ ليجسد فترة شباب والدها في أحداث المسلسل المنتظر عن حياة “زكي”، رغم قرب ممثلين آخرين من والدها في الملامح من جيل الشباب؛ هو أن فترة الشباب تحتاج لممثل “قوي وشاطر، دمه خفيف، عنده قبول وحضور مميز، يشعر الجمهور أنه صاحبه بسهولة.. وتكون هناك ألفة”، مؤكدة أن “يوسف” ممثل موهوب ولديه تلك المقومات، لافتة إلى أنها رشحته لأداء الدور في مرحلة الصغر، لأن مرحلة الصداقة بين الثنائي جاءت منذ الدراسة في المعهد، مشيرة إلى أنها تراه الأنسب لتلك المرحلة.

ذكرت أنها تتمنى أن يتم ترشيح شخصا مثل الفنان ماجد الكدواني، ليجسد شخصية “وافي” في مرحلة النضج والسن الأكبر والوفاة، وعن رأيها في عمل يجسد حياة أحمد زكي، قالت: “أتمنى أن يكُن العمل على قدر القامات المذكورة به، لأن المسلسل سيتحدث عن أهم الفنانين في الوطن العربي، وكلهم حالات فنية وإنسانية نادرة، ولهم في قلوب الجمهور مكانة عظيمة”، مستكملة: “فأتمنى لو مسلسل طلع ومتوقفش يكون على قد توقع الجمهور، وحب الناس للشخصيات المذكورة في المسلسل”.

وصفت ياسمين علاقة ممدوح وافي بأحمد زكي بأنهما أصدقاء عمر، رغم أنهما كان من أجيال مختلفة في معهد السينما، إذ أن الفارق بينهما نحو 3 أو 4 سنوات، مشيرة إلى أن صداقتهما بدأت من المعهد ولم يفترقا منذ ذلك الحين، لافتة إلى أنهما جمعتهما العديد من الأعمال الفنية، وأوضحت أن صداقتهما كُللت بدفن والدها في مقابر أحمد زكي.

تابعت أنهما كانا لا يفترقان إلا وقت التصوير، وأحيانا كانا يحضران التصوير: “وأيام كتير كان أحمد زكي يحجز له كرسي في الصفوف الأولى لمسرحيات والدي”، مشيرة إلى أنهما كانا المستشارين الفنيين لبعضهما البعض، مؤكدة أنها لم ترهما في خلاف على مدار حياتها، متابعة: “حتى لو اختلفوا على رأي على فيلم ولا حاجة مكنش في خلاف يدوم”.

وعن أبرز المواقف الإنسانية التي جمعت الثنائي، قالت إنه وقت شراء “زكي” لمدفن تابع لنقابة المهن التمثيلية في 6 أكتوبر، طلب أحمد زكي من والدها شراء مدفن هو الآخر إلا أنه رفض، لأنه كان محبا للحياة وغير متشائم، وأخبر “زكي” أنه لن يشترِ مدفن، فهو يمكنه شراء سيارة جديدة أو منزل جديد وليس مقبرة، وأنه من الفيوم وسوف يدفن في مدافن والده أو والدته اللذين سيتصارعان على دفنه في مقابرهما، لكن “زكي” اعترض على ذلك وأوضح له أنها ستكون مشقة على أولاده، قائلا: “لو توفيت تيجي تدفن معايا وتسيبك من الناس دي كلها وتبقى أقرب لولادك”، ليرد عليه “وافي” قائلا: “خلاص اللي يموت الأول يبقى ياخد التاني معاه”.

أردفت أنه وقت وفاة والدها التي سبقت وفاة أحمد زكي بشهور قليلة، وكانت وفاته وقت توقف فيلم “حليم” لشدة مرض “زكي”، اتصل “زكي” بشقيقها هاني صباح يوم الوفاة وأخبره أنه متفق مع والده بأن يدفنا سويا، وصمم على ذلك، وقال له: “أنا عايز ممدوح يبقى معايا أرجوك في الآخرة زي الدنيا”، مشيرة إلى أن “زكي” كان متأثرا بشدة على رحيل والدها.

أشارت ياسمين وافي إلى أن الثنائي عملا مع بعضهما في صغرهما كمساعدين إخراج في المسرح القومي قبل الشهرة، لافتة إلى أن والدها كان يرى أن زكي سيكون من أهم الممثلين في الوطن العربي، وكان مؤمنا به جدا، موضحة أنه كان يقف بجانبه دوما عندما يتم رفضه أو استبداله في بعض الأدوار قبل تصويرها بفترة بسيطة، وكان يخبره بأن تاريخه سيحمل أعمالا أهم من ذلك، مشيرة إلى أنها لا تتذكر أي مناسبة مهمة لدى أسرتها لم يكن “زكي” متواجدا بها والعكس.

لفتت إلى أنها تتذكر وقت عرض فيلم “سواق الهانم” للمرة الأولى في التلفزيون سنة 1995، والسهرة التي جمعت الأسرتين في المنزل، مؤكدة أن والدها كان يحب أحمد زكي بشكل كبير فنيا وإنسانيا، وكان يرافقه في كل مراحل عمله من وقت قراءة السيناريو والتصوير وغيره، مردفة: “فمفيش فيلم مبيحبوش لأحمد زكي، لكن أقدر أقول أن أكتر الأفلام اللي والدي كان متيم بيها قوي هي البريء، إضحك الصورة تطلع حلوة، 4 في مهمة رسمية، زوجة رجل مهم، أرض الخوف، البرنس، موعد على العشاء”، موضحة أن والدها كان من الممكن أن يشاهد تلك الأفلام أكثر من مرة يوميا، متابعة أنه من بين الأفلام التي أحبها والدها وشارك بها مع الراحل، فيلم “البيضة والحجر”، وفيلم “الباشا”.

وعن فكرة تكريم والدها، أوضحت ياسمين وافي أنه مر نحو 16 عامًا على رحيل ممدوح وافي، وأنها شعرت بقدر كبير من السعادة على تكريم والدها من قبل المخرج خالد جلال في مركز الإبداع، لكنها شعرت بحزن بنفس القدر على القائمين على تكريم الفنانين، لأنها كانت المرة الأولى التي يكرم فيها والدها منذ وفاته، مضيفة: “والدي كان بيحب الجمهور والناس، وخد منهم على قد حبه وتعبه واحترامه ليهم محبة منهم بتلمسها من الناس”، متابعة في ذات السياق: “كنت أتمنى تكريمه بالشكل الذي يستحقه وكما يحبه جمهوره”، موجهة الشكر للمخرج خالد جلال، خاصة أنها اللافتة الأولى منذ وفاته.

قصة دفن ممدوح وافي