محمد الوزيري: "دي-نوستالجيا" مشروع لتوثيق لحظات تاريخية هامة

رباب طلعت

أطلقت شركة “دي إكس ميديا” للإنتاج الإعلامي 9 فيديوهات، على قناتها على “اليوتيوب”، تحت اسم “دي نوستالجيا” لتوثيق وأرشفة تواريخ وأحداث هامة حدثت في مصر في العصور السابقة، من خلال فيديوهات لا تتجاوز الخمسة دقائق، تناولت موضوعات متنوعة، عن حرب الاستنزاف، وصناعة الفوازير والكاميرا الخفية، وغيرها.

نرشح لك: بعد إيقاف برنامجه.. أبرز 17 معلومة عن “الدحيح” أحمد الغندور

 

إعلام دوت كوم” حاور محمد الوزيري، محرر محتوى فيديوهات “دي نوستالجيا” للتعرف على ملامح التجربة، وفيما يلي أبرز تصريحاته:

1- الفيديوهات من إنتاج شركة المشرق للإنتاج الفني، بالشراكة مع شركة بليل للاستشارات الإعلامية، لمالكها علي بليل، وهو صاحب فكرة تقديم هذا النوع من التقارير، وهو أحد المنتجين المهمين جدًا في الصحافة التلفزيونية، فكان من قبل مدير وحدة التقارير الخارجية في قناة “أوربت” في عصرها الذهبي لمدة عشر سنوات.

2- الفكرة تم تطويرها من خلال اجتماعات ولقاءات وعصف ذهني بين فريق العمل ككل، وهم علي بليل وريما وأحمد العطار ومحمد وزيري ومهند علي وسام صفاء وآخرين في فريق عمل التسويق الخاص بالمشروع.

3- كنا نجتمع لمدة شهر تقريبًا، للتحضير للفكرة، وكان الموسم الرمضاني فرصة جيدة للبث التجريبي، من خلال ثمانية فيديوهات، بواقع اثنين كل أسبوع، كان الهدف منهم هو فهم ما نريد صنعه؟ وهل نستطيع عمله أم لا؟ وهل نستطيع تسويقه أم لا؟ وما الذي أجدناه وما لم نجيده أو فشلنا فيه؟

4- لا يزال البث التجريبي مستمرًا من بعد رمضان، ولكن بواقع فيديو كل أسبوع، وموعده يوم الأحد، في تمام الثامنة مساءً، ومازلنا نتعلم ونجرب، لنكون إضافة مهنية مفيدة ومسلية في مجال المحتوى الرقمي.

5- لنا عدة أهداف، منها التوثيق والأرشفة للذاكرة المصرية، في عدة حقول (الفن، الثقافة، الرياضة، التاريخ، وغيرها)، فالأرشفة مسألة مهملة على مستوى الأفراد والمؤسسات، فهناك القليل منهم يهتم بها، لكن كسلوك يمارس كشكل علمي أو بشكل به إدراك بأهميته، ليس موجود، فنحن نحاول عمل إسهام بسيط في هذا الحقل، وذلك أمر صعب للغاية، فلكي تتأكد من معلومة أو من تسلسل أحداث بشكل معين، تبذل مجهودًا كبيرًا في البحث والتقصي، وفي النهاية لا تكون متأكد من صحة ما توصلت إليه، بنسبة 100%، فضلًا عن كونه دقيق، فحن نحاول أن نقصر المسافة لمن سيأتي بعدنا للعمل في التوثيق والأرشفة، فنقدم له فيديو بمحتوى يستطيع الاعتماد عليه، وواضح وسهل وذات نظرة موضوعية يُعتمد عليه.

6- الهدف الثاني هو أن الجمهور يفهم أنه لم يولد في هذا الزمن فجأة، فهناك ماضي كان به لحظات مضيئة جدًا، وكان به لحظات مهم التعرف عليها لأهميتها، لمعرفة لما نحن هنا الآن وكيف.

7- ثالثًا نحن نحاول تقديم هذا المحتوى بشكل مسلي، ومهني جدًا، فهو محتوى في الأساس صحفي، تحكمه بعض الضوابط والمهنية، كما نحاول خلق نوع من الالتزام بينا وبين متابعينا، والهدف الخامس هو أننا لا نمارس أي وصاية على المستخدم أو المشاهد، فنحن نشاركه، وإذا كان لديه أي إضافة أو تصحيح أو توجيه لتعديل المسار، أو تطويره وتقديمه بشكل أفضل، فذلك تحديدًا ما نريده، وأخيرًا هدفنا أن يستمر المشروع، من خلال أن يكون لدينا المقدرة الفنية والمادية لإنتاج المزيد من هذا النوع من التقارير.

8- النوستالجيا هنا، ليس القصد منها طرح مواضيع قديمة، بل القصد أن يفهم المستخدم أنه لم يوجد في هذه اللحظة الزمنية بالصدفة، أو بشكل قدري فقط، فهناك الكثير من الأسباب والتراكمات التي أوصلته لهذه النقطة، وإنه ابن مجتمع فضلًا عن إنه أصيل وعريق مر بلحظات مهمة ومضيئة، ومجتمع ساهم في مجالات كثيرة فن وثقافة ورياضية، وغيرهم، على المستوى العام والخاص، فهو ابن مجتمع مؤثر ومنتج وخلاق، ونجح في تخطي أزماته ومشاكله مهما كانت صعوبته، ومهما كانت “الدنيا سوداء كاحلة”.

9- النوستالجيا التي نقدمها ليس الغرض منها “الحنين للماضي ومصمصة الشفايف” بل بث الأمل، والتحفيز على التفكير النقدي والتحفيز على الفهم، وأن كل شيء يأخذ وقته، وله تدرجه، فهي ليست نوستالجيا “عمياء”، “احنا عارفين عندنا نوستالجيا لبعض اللحظات ليه، وعارفين إيه المساوئ والحاجات اللي كان المفروض متكونش موجودة في هذه اللحظات، ونسلط الضوء عليها لمنع تكرارها بشكل أو بآخر”.

10- الموضوعات لا تتعلق كلها بالمحتوى التلفزيوني، فلدينا تقرير خاص بحرب الاستنزاف، بصوت هالة منصور، مدته أكثر من خمسة دقائق، أجرينا بحث حقيقي لصنعه، فهو يسرد حرب الاستنزاف منذ يوم 11 يونيو 1967، إلى يوم وقف إطلاق النار 8 أغسطس 1970، وماذا حدث يومها بين الرئيس جمال عبد الناصر والفريق محمد فوزي، وكيف بدأت شارة الحرب من خلال جندي مصري، وكيف تطورت مراحلها التي صنفتها إسرائيل 6 مراحل وصنفتها القيادة العسكرية والسياسية في مصر ثلاثة وتطور هذه المعركة، والتي لم تكن مجرد معركة، فهي معركة وعي وطريقة تفكير علمية ومعتمدة على التجربة والخطأ والفهم والتصحيح، وأن طريقة التفكير ومعركة الوعي وإحساس كل إنسان مصري وقتها بأنها معركته الشخصية أفضى إلى انتصار اعترفت به إسرائيل عقب وقف إطلاق النار مباشرة، بالإضافة لتقريرين آخرين عن الذكريات الرياضية المهمة التي حدثت في شهر رمضان، سواء على المستوى المحلي أو الدولي، ونجهز لتقرير عن فرقة رضا سينشر قريبًا.

11- خضت تجربة سابقة في المحتوى الرقمي، استمرت مدة 18 شهرًا في موقع “كسرة” قبل أن أستقيل منه، وكانت تجربة مثمرة جدًا، لأني تعرفت فيها بشكل جيد ومتميز على المحتوى الرقمي، وطريقة إنتاجه، والكثير عنه، فقد كتبت أكثر من 1530 موضوع، وبعدها كان لي تجربة أخرى وهو برنامج “الست” مع منة زنجاني، عن المنصات الرقمية، تحديدًا على “الفيس بوك”، وهو من أجمل وأفضل التجارب التي مررت بها في حياتي، ولم تكتمل بسبب تعثر مادي، ولكن شركة “DX-Media” هذه أول تجاربها.  دي نوستالجيا

دي نوستالجيا