مأساة الصحفيين السود في اضطرابات أمريكا الأخيرة

محمد الحلواني

أشارت صحيفة واشنطن بوست إلى أن الصحفيين السود يتحملون أعباء غير معتادة في تغطية الاضطرابات الأخيرة في المدن الأمريكية فبالنسبة لهم، فهي ليست مجرد قصة إخبارية، ولكنها أيضًا من همومهم الشخصية.

 

نرشح لك: بعد التشهير بأعضائه وابتزازهم.. القصة الكاملة لجروب girly memes

 

وهذا ما تأكد من صحته الصحفي براندن هنتر، في مدينة ديترويت، حين سار نحوه ضباط شرطة يحملون البنادق بينما كان يقف بين مجموعة من الصحفيين الذين كانوا يغطون ليلة فوضوية من المظاهرات. وبينما صرخوا جميعًا نحن “صحافة”، طولبوا بإثبات هويتهم، وكان هنتر – أحد مراسلي الأخبار الأسود الوحيد الذي لفت انتباه الضابط، على الرغم من أنه أظهر أيضًا شارة الصحافة الخاصة به. وصاحت زميلة بيضاء: “إنه معنا!” وعندها فقط تحرك الضابط بعيدًا.

قال هنتر، 30 سنة، في مقابلة أجرتها واشنطن بوست أمس الإثنين: “لقد واجهت دائمًا صعوبة في التأقلم مع النزعات العنصرية، نحن نعلم أن مجال الإعلام يهيمن عليه الرجال البيض، ولكي يقتنع أحدهم بأنك صحفي فهذا يتطلب جهد كبير حتى رجال الشرطة الليلة الماضية كانوا يقولون: “أنت لست صحفيًا!”.

وفي مقال ساخر، نشره موقع صوت أمريكا، تهكم صحفي أسود، -حرصت وكالة أسوشيتدبرس على عدم الكشف عن اسمه- من الأوضاع المذرية التي تحيط بعمل الصحفيين السود، فإذا كانت كلمة “الفضاء” بالنسبة للعديد من الأمريكيين تعني مغادرة الغلاف الجوي لكوكب الأرض واستكشاف المجرة، فإن معناها مختلف بالنسبة للأميركيين الأفارقة، فهو يتعلق بإيجاد أماكن لهم واستيعابهم في المجتمع الأمريكي الأبيض.

 وقد تقلصت هذه المساحات في الآونة الأخيرة مع انتشار الفوضى من مينيابوليس إلى مدن أخرى في أعقاب وفاة رجل أسود آخر، وأعرب الصحفيون السود عن تزايد شعورهم بالضيق جراء العنف المتكرر ضد ذويهم على أيدي البيض، وأكد الصحفي الأمريكي من أصل أفريقي أن الممارسات العنصرية تحرم السود ليس فقط من إنسانيهم ولكن كذلك من حقهم في الحياة.

وتابع: “لسنوات، كانت هويتي: أمريكي من أصل أفريقي والآن أضيفت لها كلمة صحفي، كنت فضوليًا وأحببت قراءة الصحف المحلية ومشاهدة الأخبار المسائية. أحببت بشكل خاص كيف استخدم الصحفيون الحقائق لإلقاء الضوء على الظلم في العالم مع سرد القصص التي يحتاج الناس إلى معرفتها لاتخاذ قرارات في حياتهم. عندما كنت مراهقًا ، حضرت ورشة عمل لأقليات الصحافة لمدة أسبوعين وتم تحديد خياري المهني”.

نرشح لك: لأول مرة منذ شهور.. الدولار يكسرالـ 16 جنيه في 6 بنوك

 

ولكن في الآونة الأخيرة، ازداد التنافر بين شطرين متلازمين في حياتي؛ كوني صحفي أمريكي أسود. استيقظت صباح الثلاثاء على شريط فيديو لجورج فلويد، وهو رجل مكبل اليدين، يكافح من أجل التنفس بينما ضغط ضابط شرطة بركبته على عنقه لعدة دقائق حتى فارق الحياة، انفطر قلبي. وبكيت. ولكن كصحفي، كان يجب أن أنحي مشاعري جانبًا.

وأضاف: “شاركت هذا الفيديو على الفور للتأكد من استجابة زملائي للقصة بسرعة وتغطية الغضب الناشئ عبر الإنترنت، في شوارع مينيابوليس. قمت بدوري. ولكني من الداخل، انتقلت من الغضب إلى الفوران إلى الإرهاق.