مصطفى يسري: التعليم يسقط من دراما رمضان

رغم أنها مشكلة أزلية، رغم أن الكل يشكو منها، لكن التجاهل كان نصيب أزمة التعليم في مسلسلات رمضان هذا العام.

تعتبر تلك القضية هي أبرز المشاكل الإجتماعية التي يعاني منها المجتمع المصري، فهي ليست أقل خطورة من مشكلة الإدمان أو التسول أو المرضى النفسيين أو الصراع بين الحق والباطل، فلو تم حل مشكلة التعليم ستقل نسبة كافة المشكلات السابقة .

شاهدت أغلب حلقات المسلسلات التي تم إذاعتها خلال الإيام الأولى لشهر رمضان،  فمسلسل” تحت السيطرة”  يتحدث عن خطورة الادمان والذي تؤدي فيه الفنان نيلي كريم دور شخصية مدمنة مات حبيبها نتيجة جرعة زائدة، ومسلسل “بعد البداية” الذي يدور حول أزمة صحفي مشهور يتم الإعلان عن وفاته واتهامه بالتخابر رغم أنه مازال حيا يُرزق، ومسلسل “الكابوس” الذي يدور حول مواطنة تعاني من حالة عصبية نتيحة مصرع ابنها، والتي تؤدي الدور فيه الفنانه غادة عبد الرازق، وهكذا في كل اتجاه تسير أحداث مسلسلات رمضان ماعدا اتجاه السبورة وطابور الصباح .

هل يخاف الكُتاب من الإقتراب إلى أكثر المشاكل خطورة وتأثيرا في المجتمع المصري وهي الأزمة التي لها علاقة مباشرة بالحكومة، فهل يتجنبون الدخول في الصراع بشكل مباشر، أم يخشون أصحاب المدارس الخاصة المملوكة في الأساسا لرجال الأعمال الذين ينتجون الأعمال الدرامية في بعض الأحيان؟

ترتيب مصر في مستوى التعليم الدولي يجعل من الضروري النظر إلى تلك المشكلة، فمصر التي تعلم في مدارسها وتخرج من جامعاتها الأمراء والملوك العرب في الماضي، تحتل الآن المرتبة الـ 114 من 117 دولة، فهل ذلك الترتيب لا يجلعنا نبحث في أزمة التعليم؟

280 ألف و72 طالب بالصفين الثالث والرابع الإبتدائي رسبوا في اختبار القراءة والكتابة من أصل ما يقرب من 3 مليون حصلوا على “صفر”، وذلك في الاختبار الذي أجرته وزارة التربية والتعليم مؤخرا، فهل تلك المصيبة يجب الابتعاد عنها في مسلسلاتنا؟

هل يخشى العاملون في مجال التلفزيون الدخول في صراع مع المدرسين الذين فشلوا في تعليم أبنائهم القراءة والكتابة، أو يخشون الوزارة أم أن تلك العملية ليست مربحة دراميا؟، العديد من الأسئلة تطرح نفسها، هل لو تم عمل ذلك الاختبار في أي دولة أخرى وخرجت تلك النتيجة ماذا سيحدث في حكومتها ؟

التعليم يا سادة هو الأمل الوحيد وشبه الأخير في تغيير مسار مصر، التعليم هو الحلم الذي نتمنى تحقيقه لأبنائنا، التعليم يعني المستقبل، التعليم ثم التعليم ثم التعليم،وإسألوا ضمير أبلة حكمت .

اقـرأ أيضًـا:

 مصطفى يسري: الدفاع عن أبو تريكة.. رد للجميل حتى “تثبت إدانته”   

مصطفى يسري: أبوتريكة وعمر جابر وجهان لعملة واحدة

مصطفى يسري: عزيزي طالب الإعلام!!

 

تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا