لكل زمن جماله.. ويسرا جميلة في كل زمن

رباب طلعت
 
منافسة نسائية واسعة، شهدها الموسم الرمضاني الحالي، بين أجيال مختلفة تنتمي لها الفنانات، وتتربع الفنانة الكبيرة يسرا على عرش المنافسة بـ”خيانة عهد”، الذي استطاع خطف مساحة كبيرة من اهتمام الجمهور، خاصة بعد مشهد تعرفها على جثة ابنها “هشام” في المشرحة، ودفنه، والذي يعد واحدًا من أكثر المشاهد تأثيرًا في رمضان 2020.
نجحت يسرا على مدار ربع قرن تقريبًا من بطولة الأعمال الدرامية على التلفزيون بدءًا من “حياة الجوهري” عام 1996 وحتى الآن في الحفاظ على تواجدها المتجدد والمتغير دائمًا بأعمال فنية، تشكلت فيها، وجسدت شخصيات عديدة، نذكر منها “نعيمة السيد عبد الفتاح”، “رحمة حليم”، و”شربات لوز” و”لقاء”، و”أمل” و”ملك”، وغيرهن من الشخصيات التي تنقلت بينها، لعكس صور مختلفة لسيدات مصريات، منهم الطبيبة والشعبية وسيدة الأعمال وحتى الأميرة، وأخيرًا سيدة الأعمال “عهد” التي تُكوى بنار خيانة أقرب الناس منها، وينتزعون روح ابنها كرهًا وحقدًا.
  
أسباب كثيرة تفسر استمرار يسرا في التربع على عرش الدراما المصرية، والحفاظ على “جمالها ورونقها” على مدار السنوات الماضية ويمكن ذكرها فيما يلي:
 

“أي شخص مجتهد في عمله سيحقق النجاح. وأكثر ما يهمني هو الاستمرار في التربّع على القمة”

 
على مدار سنوات طويلة، آمنت يسرا بأن الاجتهاد والسعي الدؤوب هو سبيلها للنجاح، فعملت على نفسها كثيرًا لتطوير أدائها، منذ بداياتها في أواخر السبعينات، إلى الآن، فلم تكتفِ بما قدمته من تاريخ فني، أو ما لديها من علاقات وطيدة بالوسط الفني، بل دائمًا ما كانت تسعى لأن تجتهد وتتعب للحفاظ على “تربعها على القمة”، كما ذكرت في حوار صحفي لها، وفي حوار آخر قالت: “أن الفنان مهما صار محترفا ونجما، عليه ألا يتوقف عن المذاكرة والعمل على تفاصيل دوره ليكون عند حسن ظن جمهوره الذى يمنحه النجومية والحب”.
 
 

“أطمح إلى تقديم المزيد من الأعمال التي تهم المشاهد وتعبّر عن حياته والظروف التي يعيشها”

 
على مدار السنوات المتتالية، اهتمت يسرا بالفعل بتقديم الأعمال التي تعكس حقائق من المجتمع، فـ”عهد” في 2020 هي سيدة أعمال من طبقة غنية، ليس لديها أية مشاكل مادية، ولكنها تفقد ابنها ومن قبله زوجها، بسبب خيانة المقربين لها، وفي “الحساب يجمع”، قدمت دور “نعيمة السيد عبد الفتاح”، التي سلطت الضوء من خلاله على عالم العاملات في المنازل، و”فوق مستوى الشبهات”، كما قدمت “رحمة حليم”، الأستاذة الجامعية المتخصصة في مجال التنمية البشرية، والتي يرى الجميع نجاحها، ولكنهم لا يعلمون مدى الشر والكره بداخلها، ومن قبلهما قدمت بشكل كوميدي “شربات” الخياطة الشعبية المطلقة التي تعول أشقائها، وتتزوج من مصمم أزياء ثري، لتدور الأحداث في إطار كوميدي يبين الاختلاف بين العالمين، بالإضافة إلى دور الصحافية “أمينة درويش” في “إيد أمينة” والتي فتحت ملف اختطاف الأطفال، وعن المغتصبات قدمت “قضية رأي عام”، وعن الأرامل المعيلات قدمت دور “فاتن” في “أين قلبي”، وفي “أوان الورد” قضية الزواج من ديانات مختلفة، وغيرها الكثير من الشخصيات النابعة من المجتمع.
 

“أنا لا أخاف بوجه عام المنافسة، فهي شيء صحي جدا وتدعو للاجتهاد”

 
على خلاف الكثير من الفنانين، تتعامل الفنانة يسرا مع المنافسة على أنها “شيء صحي”، حتى إنها من القلائل الذين يعطون الممثلين معها في العمل مساحات كبيرة لتقديم أدوارهم، وأقرب مقال “خيانة عهد” حيث حصل كل من الفنانين بيومي فؤاد وخالد سرحان وعبير صبري على أدوارهم، حيث منحوا مساحة واسعة لإظهار قدراتهم التمثيلية، منذ بداية العمل إلى الآن، وقد دعمتهم يسرا بذلك وفي حوار صحفي لها وصفت من يحجمون أدوار زملائهم في العمل بـ”الهبل والعبط” مؤكدة أنه من الطبيعي أن البطل “ممكن يشيل” العمل، ولكن يجب عليه أن يوزع “شيلته” على الآخرين، كي يظهر العمل متكامل ومتجانس، ويعطي فرصة للآخرين بإظهار مهارتهم أيضًا، كما أشادت بزملائها في العمل كل باسمه.
 
 

“استعدت فترة وفاة والدتى فى هذين المشهدين، اللذين انهمرت فيهما من البكاء حزناً على ابني”

 
كانت تلك هي وسيلتها لتجسيد مشهدي المشرحة والدفن في “خيانة عهد”، بكل الصدق والحزن الذي ظهرت به، ليتحول المشهدين إلى حالة “عزاء” عامة على مواقع التواصل الاجتماعي، ويأخذ المسلسل منعطفًا آخر، وليس هنا فقط، بل الكثير من المشاهد التي قدمتها يسرا، ووصلت إلى الجمهور دون مجهود أو تكليف، لأنها ترى أن الفن رسالة، ولكي تنجح في إيصالها للجمهور، يجب أن تخرج بصدق، لذا دائمًا ما تضع نفسها مكان بطلة العمل وتتوحد معها، مما يجعل الجميع يبكي ويضحك ويتفاعل معها كأنها “واحدة منهم”، لأنها بالفعل “واحدة منا”.
 

 

عادل إمام أحسن حاجة حصلت في حياتي

 
لم تنكر يسرا أبدًا دور الفنان عادل إمام في انتشارها وشهرتها الفنية بسبب الأعمال السينمائية الكثيرة التي قدماها سويًا، في التسعينات، حيث شكلا واحدًا من أهم الثنائيات في السينما، وليس “إمام” فقط، بل دائمًا ما تشيد يسرا بزملائها وتمدح فيهم، وتقف بجوارهم في المواقف الصعبة، حيث كانت من الفنانات القلائل التي تزور الفنانة شادية قبل وفاتها، كما صرحت مؤخرًا بدعمها واحترامها الكامل للفنان هشام سليم شقيق زوجها في موقفه من تحول ابنته جنسيًا إلى صبي “نور”، وغيرها من المواقف الكثير، كما أن الفنانين يكنون لها احترامًا وتقديرًا كبيرًا، ويلجأون لها لدعمهم في مشاريعهم الجديدة، وأكثر الأمثله شهرة دعمها لمهرجان الجونة السينمائي، التي قدمت من خلاله الأغنية التي لاقت رواجًا كبيرًا في العالم العربي كله “3 دقات”، لتتحول لأكبر دعاية للمهرجان.
 

 

“أنا مؤيدة لعمليات التجميل، ومن حق كل سيدة أن تخضع لعملية تجميل”

 

بالرغم من تصريحها بأحقية أي سيدة لإجراء عمليات التجميل إلا أنها من الفنانات القلائل اللاتي لم يسرفن في ذلك، حتى إنها حافظت على ابتسامتها الطبيعية، دون اللجوء إلى الـ”هوليود سمايل” الشهيرة، لتحافظ على ضحكتها الطبيعية، والتي لطالما كانت بوابة لدخول قلوب المشاهدين، فهي ضحكة تعكس جمال روح يسرا التي يحبها الجميع.

ما هو أفضل مسلسل في رمضان 2020؟