فاتن حمامة.. الأمنية التي لم يحققها عادل إمام

عادل إمام وفاتن حمامة

إيمان مندور

خلال أكثر من 50 عامًا كلما سُئل الفنان عادل إمام في الحوارات الصحفية ‏والتلفزيونية عن أفضل الفنانات، كانت تأتي إجابته سريعة وواضحة “فاتن حمامة ‏طبعًا”، بل يصفها بأنها “أعظم فنانات مصر” اللاتي لم يأت مثلهن، لكن رغم تلك ‏الإشادات القوية لم يجمعهما سوى عمل فني واحد.‏

 

نرشح لك: ملف خاص.. عيد ميلاد عادل إمام الـ80

 

في الحقيقة كانت الفرص متاحة أمامهما للمشاركة في التمثيل سويًا أكثر من مرة، فقد ‏طلبته للمشاركة في فيلم “ليلة القبض على فاطمة” ليُجسد دور شقيقها، ورغم حبه ‏الشديد لها إلا أنه رفض الدور، لأنه كان يضعه في صورة “شريرة” ضدها في الفيلم، ‏‏”ومحدش من الجمهور هيقبل يكون ضد معبودتهم العظيمة” كما برر وقتها. أيضًا كان ‏سيجمعهما فيلم “الإنس والجن” لكن مثّلت الفنانة يسرا الدور في النهاية.‏

اللافت أن عادل إمام في حواراته يكرر دومًا أنه لم يسبق أن جمعهما أي عمل فني، ‏دون أن يُشير إلى أنه جمعهما عمل فني سابق بالفعل، وهو السهرة التلفزيونية التي ‏حملت اسم “ساحرة” عام 1971، وشارك فيها فاتن حمامة وسعيد صالح وصلاح ‏ذو الفقار، ربما لم يُرد الإشارة للعمل كونه لم يكن بطلا أمامها.

حديث الزعيم عن فاتن حمامة لن تجد له مثيلًا عن أي فنانة أخرى، فبالرغم من تمثيل ‏جميع نجمات الشاشة أمامه، مثل يسرا، سعاد حسني، نيللي، مديحة كامل، شادية، ‏نادية الجندي، نجلاء فتحي، نادية لطفي، نبيلة عبيد، سهير رمزي، ماجدة وغيرهن. ‏إلا أنه أكد مرارًا وتكرارًا أنه يتمنى أن تشاركه “السيدة فاتن حمامة” في أعمال فنية. ‏وقيل وقتها في الكواليس إن فاتن حمامة هي من رفضت التعاون معه أكثر من مرة، ‏وفسر بعض النقّاد ذلك بأنه خوف من بريق ولمعان نجومية عادل إمام التي تطغى ‏على كل فريق العمل الموجود أمامه، أو أنه إكبار لقيمتها لأن الجمهور سيقول “فيلم ‏عادل إمام وليس فيلم فاتن حمامة”!‏

لكن ما يُقال في الكواليس كان يُخالف تصريحات عادل إمام عن سيدة الشاشة، فقد ‏اعترف سابقًا أنه “مش هو اللي يختار فاتن حمامة في أفلامه هي اللي تختاره.. وطبعًا ‏هيوافق بدون تردد”. كما كان يدافع عنها ضد أي هجوم تتعرض له، خاصةً من ‏الفنانتين سناء جميل ومريم فخر الدين، فذات يوم كان يشاهد تليفزيون “المستقبل” ‏اللبناني وكانت الفنانة مريم فخر الدين ضيفة عليه، ووجدها تتحدث بطريقة “لم ‏تعجبه” عن فاتن حمامة، وأنها غير مقتنعة بأن يُطلق عليها لقب “سيدة الشاشة ‏العربية”.‏

اتصل “عادل” بالبرنامج وشكر الفنانة مريم فخر الدين لما لها من تاريخ طويل في ‏السينما المصرية، وقال لها: “إن لي تعليق على كلمة سيدة الشاشة العربية التي لا ‏تعجبك، هي فعلا سيدة الشاشة، لأن هذا لقب أطلقه النقاد بتصريح من الجمهور ‏والشعب. فلماذا نشتم رموزنا؟ إحنا عندنا كام فاتن حمامة؟”. لترد عليه فخر الدين: ‏‏”يعني هي سيدة الشاشة.. وأنت الزعيم وإحنا عبيدكم؟”، وهاجمته في حوار آخر بعد ‏ذلك، قائلة: “هو فنان زي أي ممثل بيعرف يرفع حاجب وينزل حاجب ويفشخ بوقه ‏ويكشر.. أنا مش بهاجم عادل إمام أنا بهاجم لقب (الزعيم)، طب ما نديه لقب (الواد ‏سيد الشغال) بنفس المنطق”.‏

على الجانب الآخر، دافعت “فاتن” كثيرًا عن عادل إمام، وقالت إنه جسد روايات ‏‏”ثورجية” كثيرة، فقد كان ثائرًا من قَبل الثورات التي شهدها العالم العربي نفسها، ‏ويكفيه أن أعطانا بأفلامه سعادة وأعطانا ابتسامة وفنًا وفهمًا.‏

وقبل وفاتها حرص “إمام” على السؤال عليها باستمرار، والاتصال بها بصفة مستمرة ‏للاطمئنان على صحتها، لكن المفارقة أنه بعد وفاتها رفض قبول الجائزة التي حملت ‏اسمها من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، حسبما أكد الناقد الفني طارق الشناوي، ‏موضحًا أن الزعيم رفضها بحجة أنه لا يقبل التكريمات، وكتبت العديد من الصحف ‏وقتها إنه قال لمقربين: “أنا أكبر قيمة منها”. وبين هذا وذاك لا يبقى في الذاكرة إلا ‏الإشادات المتبادلة بينهما… وكأن “البطولة أمام فاتن” هي الأمنية التي لم يحققها ‏الزعيم.ة