كيف تطور شكل البريد المتسلسل وما هي المخاطر التي قد يسببها؟

محمد الحلواني

رصدت شبكة ABC الإخبارية الأسترالية تغييرات مهمة طرأت على رسائل البريد المتسلسل، ما جعله مختلفًا في عام 2020، ومعظم المستخدمين استلموا في االماضي بعضًا من رسائل البريد في صندوق الوارد، وتتضمن وعود عشوائية بتكوين ثروات، أو تهديدات بالقتل، وكلها تطالب المستلم بإعادة توجيه نفس الرسالة إلى 10 أشخاص.

نرشح لك: كيف يعرف صناع الإعلانات ما يفكر فيه المستهلك؟


الجديد في 2020، أن تستلم قصيدة لطيفة في صندوق الوارد ببريدك الإلكتروني أو الرسائل المباشرة مع طلب لإرسالها إلى خمسة من أحبائك. وتعتقد كريستال أبيدين، عالمة الأنثروبولوجيا الرقمية في جامعة كورتين الأسترالية، أن جيل مواليد منتصف التسعينيات وجيل مواليد الألفية يأتيان في مقدمة المسؤولين عن استمرار إرسال الشكل الأكثر حداثة من الرسائل المطلوب إعادة توجيهها.

أما أبرز التحديثات المطروحة تتنوع بين طلبات مشاركة أغلفة الألبومات الموسيقية والغنائية المفضلة لديك على مدار 10 أيام وترشيح الأصدقاء لفعل الشيء نفسه، إلى الإجابة على 20 سؤالًا والإشارة إلى خمسة آخرين من أصدقائك.

كانت الرسائل المتسلسلة على موعد مع تطور جديد في 2020، بالتزامن مع انتشار تحديات مواقع التواصل لكسر الملل بسبب تفشي فيروس كوررونا ولجوء الكثيرين إلى التحديثات أثناء العزل الذاتي والبقاء في المنزل. وتقول تار جروفز، الأسترالية البالغة من العمر 34 سنة، إنها أصبحت مغرمة بهذه التحديات كوسيلة للتواصل مع الآخرين خلال هذا الوقت الصعب الذي فرضه وباء كورونا.

وأضافت جروفز: “شاركت في  عدد من التحديات منذ بدأ تنفيذ العزل. أجد أنها وسيلة تساعد المرء في التعرف على الآخرين بشكل أفضل قليلاً”.

أضافت تارا أن التحديات، مثل تلك التي تطلب من الناس التقاط صورة لشيء إيجابي كل يوم لمدة 10 أيام، فهي تجمع الناس وتعتبر مسلية للغاية، بل وملهمة وبعض الصور التي تخرج من هذه لتحديات جميلة وممتعة، وقادرة على إبراز الجانب الإبداعي في شخصية المشارك.

ولفت جيسون ستيرنبرج المحاضر في وسائل التواصل الإجتماعي إلى أن هذه الرسائل دليل على اتساع ثقافة المشاركة حول العالم، وأضاف: “ربما يشاركها الناس لتأكيد الانتماء إلى فئة من أصحاب اهتمامات معينة”.وتتفق مع هذا الرأي الدكتورة أبيدين مؤكدة أن هناك عنصرًا من الحنين إلى الماضي يتسبب أيضًا في مشاركة الأشخاص في إرسال رسالة متسلسلة خاصةً مع من يطلبون منك الإجابة عن أسئلة حول طفولتك، أو مشاركة صور من الماضي.

مخاطر يجب أن تعرفها

أوضحت الدكتورة أبيدين. أن الإجابة على بعض الأسئلة الشخصية ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي قد تشكل خطرًا على الأمان والخصوصية.

وتقول: “تطلب الكثير من هذه الرسائل المتسلسلة الكشف عن معلومات شخصية، وهي في الواقع مجرد أسئلة أمنية مخفية”. وعلى الطرف الأدنى من المخاطر، أن يعلم إنها يمكن أن تكون فخًا لمعرفة دائرة معارفك، وعلاقاتك، وبعض الرسائل تتهكم من أولئك الذين لا يضعون إشارة إلى 10 أشخاص، لتستفزهم من أجل الإشارة إلى المزيد من معارفهم، ولكن النوايا ليست نقية في كل الأحوال.

تقول الدكتورة أبيدين، على سبيل المثال، أن المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي يستخدمون تحديات الرسائل المتسلسلة  بغرض زيادة شبكتهم ومتابعيهم. وتنصح: “إذا كنت تجد نفسك دائمًا في الطرف المتلقي لرسالة متسلسلة، وتفضل ألا تكون كذلك، فهناك طرق بسيطة للخروج: إن إحدى الطرق السهلة لتقليل المشاركة قد تتمثل في إلغاء متابعة شخص على فيسبوك (حيث تظل صديقه ولكنك لا ترى المحتوى الذي ينشره) أو تجاهل الرسائل، على سبيل المثالن ولا يتطلب الأمر الكثير من الجهد لفتح الرابط وإغلاقه”.

وأظهر بحث أجرته أبيدين أن الكثير من الشباب لا يطلبون من أحبائهم الأكبر سنًا التوقف عن إرسال الرسائل غير المرغوب فيها.