هل يفوز الروبوت بقلب المرأة؟ نبوءة "النهاية"

فاطمة خير

حكاية من الخيال العلمي قولا واحدا، استولت على مساحة كبيرة من النقاش منذ بداية رمضان، محورها أحد أبطال مسلسل “النهاية”، لكنه ليس بطلا بشريا، وإنما روبوت!

نرشح لك: تفاصيل مجسم “الروبوت” في مسلسل “النهاية”


وكما يعلم كل متابعي المسلسل، يلعب الفنان يوسف الشريف دور زين ، بطل المسلسل، وبالطبع يقوم بدور الروبوت، البطل الذي يقاسمه البطولة، أحد عناصر الحكاية الخيالية، لكن ما حدث أن اهتماماً كبيراً حظيت به تفصيلة لا أعلم إن كان المؤلف عمرو سمير عاطف قد تعمد أن تثير الجدل أم لا؟ فقد احتفت الفتيات بالشابة التي صنعت لنفسها روبوتاً خاصاً بها هو نسخة طبق الأصل من حبيبها، الذي اختار الزواج بغيرها، هي لم تنس حبه، ولم تستسلم لاختياره امرأةً أُخرى، فلا تستهن أبداً بإرادة  امرأة تحب بصدق.

صباح/سهر الصايغ، تبدو منكسرةً للغاية وهي ترى مديرتها في العمل تتمتع بزواجها من الحبيب زين، وتتمنى لو كانت مكانها، فيتفتق ذهنها عن فكرة جنونية لكنها تنفذها بمنتهى الذكاء، وتستطيع بدأب وجهد متواصل والاستعانة بأحد المتخصصين الكارهين لسيطرة شركة “كو إنرجي”، المحتكرة لمصادر الطاقة؛ أن تحقق حلمها، فيصبح لديها نسخة طبق الأصل من حبيبها زين، الفارق أنها نسخة محبة لها بل متيمة بها بجنون، وكل ما يرغب فيه زين الروبوت هو إرضاء صباح.

وكأن هذهِ الفكرة “جات ع الجرح” لكثير من الفتيات اللاتي احتفين بها بشدة، وانبهرن بشجاعة صباح، والتي أصبحت تمثل قمة أحلامهن بامتلاك رجل أقصى طموحه هو إرضائهن، هو نموذج لرجل يدلل المرأة كملكة، ويلاحقها بمعسول الكلام، ويعبر عن حبه لها ليل نهار، ولا يرى امرأةً سواها! لا يطالبها بأن تكون خادمة له في البيت، بل يقوم هو بكل الخدمات المنزلية كي لا تتعب هي، وهو رجل لا يمل من الحديث معها، فما الذي تحتاجه المرأة أكثر من هذا!

نرشح لك: سبب ظهور أبطال “النهاية” بشعر غريب


وبرغم أنه وكما يبدو.. أن هذا محض خيال، حتى إن السخرية منه على مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت تتندر بأنه إذا وجدتي رجلاً بهذهِ المواصفات فهو لا بد روبوت؛ لكن لحظة واحدة.. أليس كثير مما حولنا الآن كان خيالاً بحتا منذ سنوات!

تواجه أغلب شابات الجيل الحالي مشاكل في الارتباط وإيجاد شريك حياة مناسب، لكنهن يختلفن عن الأجيال السابقة بأنهن لا يقبلن الموائمات، ولا يخضعن للمساومات، لذا كان طبيعيا أن يرتفع سن الزواج، فمن الملاحظ بشدة أن شريحة النساء الشابات اللاتي كن يقبلن على الدخول في علاقات الزواج بنهاية العشرينات من العمر، ارتفعت إلى ما قبل منتصف الثلاثينات، فالشابات المتحققات مهنيا أو ماديا، ولا أعني هنا التميز المهني أو الثراء المالي، بل مجرد القدرة على الاستقلال المادي؛ لا يفضلن تقديم تنازلات بهدف الارتباط، وإذا قمنا بمد الخيط لآخره، نستطيع أن نتوقع بأن السنوات المقبلة ستشهد ارتفاعا أكبر في عمر المقبلات على الزواج، هذا غير ارتفاع عدد العازفات عنه.

والسؤال هنا: هل يمكن اعتبار ما قامت به صباح في “النهاية” قد يمثل خيارا لفئة من النساء، إذا توافرت هذهِ الإمكانية ولو في المستقبل البعيد؟ سؤال قد يبدو خياليا إلى حدٍ كبير، لكن وكما سبق أن قلت، أليس كثير مما نعيشه الآن كان خيالاً في وقتٍ ما؟!

من الطبيعي أن يحظَ بطل عمل فني بإعجاب الفتيات، لكنها المرة الأولى التي ينال فيها روبوت هذا الإعجاب، صحيح أنها المرة الأولى أيضا التي يكون فيها “روبوت” شخصية درامية رئيسية في مسلسل، لكنها على ما يبدو ليست الأخيرة، ربما بسبب النجاح الذي حققه المسلسل؛ ما قد يشجع على إنتاج هذهِ النوعية، وربما لأنه من الواضح أن “الروبوت” أو “شريك الحياة حسب الطلب” سيكون موضع اهتمام شابات الجيل الحالي.