يوميات كامل الشناوي.. حياة صاخبة لشاعر يخشى الوحدة!

طاهر عبد الرحمن

على الرغم من السنوات الطويلة التي عمل فيها “كامل الشناوي” في الصحافة المصرية، إلا أن شهرته ك”شاعر” طغت على عمله الصحفي، الذي بدأه في الثلاثينيات من القرن العشرين وحتى وفاته عام 1965.

من هنا فإن كتاب “يوميات كامل الشناوي”، والذي صدر بداية العام الحالي عن دار الكرمة في القاهرة، بمجهود كبير من الكاتبة الصحفية “رحاب خالد”، يعتبر توثيقا مهما  لكتابات “الشناوي” النثرية، والتي تكشف جوانب اجتماعية وثقافية وفكرية عبر عصور مختلفة.

حياة صاخبة عاشها الشناوي، وبالطبع لم يكن يقصد أن يقول ذلك في يومياته ولكنه أظهر الكثير منها، ويمكن قراءة كثير من ملامحها وظروفها بين السطور.

لقد كتب كثيرا عن الحب والموت والنماذج البشرية المتعددة التي قابلها في حياته، على المستوى الشخصي والعملي، توضح ما كان يطمح إليه، أو يتمناه لنفسه ولحياته.

تكثر المقارنات التي يقدمها لرجال ونساء عرفها وتعامل معها وهي تبحث عن “السعادة” بمفهومها الإنساني، سواء في المال أو الحب أو الزواج أو الاستقرار، وهذه كلها – كما هو معروف عن كامل الشناوي – مفاهيم افتقدها لأسباب كثيرة.

نرشح لك: قائمة.. أبرز 10 روايات عن كواليس صاحبة الجلالة

يبدو واضحا الغياب شبه التام لتناول أي أحداث سياسية كبرى أو خطيرة في سنوات كتابة هذه اليوميات، فالشاعر – حتى في الكتابة النثرية – طغى على الصحفي، وهو ما يجعلنا نصدق إنه كان “أديبا هوايته الصحافة”.

تظهر بعض ملامح الحياة الأدبية والاجتماعية في القاهرة  والأسكندرية خلال تلك السنوات، وهي حياة كانت فوارة بالحيوية والنشاط، سواء في المقاهي أو الكازينوهات أو الفنادق.

كان كامل الشناوي يكره أن يكون وحيدا خصوصا في الليل، لذلك قلب نواميس الحياة، فإذا النهار كله نوم والليل كله مغامرات وسهرات وحكايات لا تنتهي.

لا يفوت الشاعر الكبير الإقرار – في أكثر من موضع – بالدروس والخبرات التي تعلمها على أيدي من يعتبرهم أساتذته، من أول عبد القادر حمزة ومحمود عزمي وجبرائيل تقلا ومحمد التابعي، ومن أثروا فيه فكريا مثل أستاذ الجيل، أحمد لطفي السيد والسيدة فاطمة اليوسف وتوفيق الحكيم.

في نفس السياق فإن علاقاته بزملائه كانت سلسة ومباشرة وواضحة وتقدير متبادل، لا مجال فيها لغيرة أو حسد.

عاش كامل الشناوي حياته بالطول والعرض، وكان متصالحا نفسيا مع كل عواقبها ونتائجها، وما كتبه في “اليوميات” شاهد ودليل، حيث عاشها بروح “الهاوي”.. وربما كان ذلك هو الحل الأمثل أو كما وصفها شعرا: عشت فيها ولم أزل جاهلا أنها حياة!

نرشح لك: 100 كتاب ورواية يرشحها لك المثقفون للقراءة خلال حظر التجول