مروة سامي: رمضان جانا.... إبليس فكك مني

إخواني وأخواتي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكل عام وأنتم بخير بمناسبة شهر رمضان المبارك قصدي الميمون, أو المعظم …..ما علينا.
أرجو ألا تندهشوا من أسلوبي أيها الإخوة والأخوات، الحمد الله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
ولتعلموا أنني جادة في محاولة التغير كلياً وعازمة على السير في الطريق الصحيح…. وخصوصاً مع متابعة العداد اليومي لقناة فتافيت، والذي يذكرنا بعدد الأيام التي تفصلنا عن رمضان.
منذ مدة وأنا مشوشة التفكير ولا أدري من أين أبدأ هل علي أن أنتظم في حضور دروس دينية في المسجد؟؟ أم ألتحق بدار لتحفيظ القرآن؟ وأتبع نظام لختم المصحف أكثر من مرة في الأسبوع؟ كفاني إهداراً للوقت، الباقي من العمر ليس أكثر مما مضى.
هداني الله وإياكم إخوتي وأحبتي، لقد وضع الله في طريقي أصدقاء مخلصين وضعوا قدمي على أول الطريق الصحيح وساعدوني. هؤلاء الأصدقاء لديهم الأمور منظمة وممنهجة ولديهم جداول لكل أوجه العبادات ومواعيد مجالس العلم، “وأنا أحب الدماغ دي أوي بقى”.
يعني مثلاً يجب على المسلم الصحيح أن يصلي 70 ركعة في اليوم سنن ونوافل بخلاف الفروض والسنن المؤكدة. تلك المجموعة الرائعة من البشر تعطيك جدولاً يوضح تقسيمة الركعات وأوقاتها وجدول آخر به قائمة متابعة، بعد الانتهاء من مجموعة الركعات, “أنا اللي زمان بجهلي كنت فاكرة أن النوافل 12 ركعة بس” … الحمد لله الذي عافانا, تلك المجموعة الرائعة يرشدونك بفيديوهات تساعدك وتعلمك كل شيء خطوة خطوة, هناك مثلاً فيديو رائع يعملك خطوات الصلاة الصحيحة، وكيف تتفادى الأخطاء التي نقوم بها في الصلاة، حاجة فخيمة.
ويعطونك جدولاً آخر به تقسيمة المصحف الواحد كل يوم تقريباً يقرأ 8 صفحات وهذا عبارة عن نصف جزء يليه إن شاء الله وبعد فترة من التدريب يمكن أن تقرأ 16 صفحة , ثم 32 …. الله حاجة مشجعة جداً. بعد الانتهاء من جزء يجب عليك أن تعلم في القائمة, هناك أيضاً عداد يساعدك على معرفة سرعتك في ختم المصحف, يعني مرة كل أسبوع أو مرتين وهكذا.
الله، أنا متحمسة جداً حيث عرفت أنه بعد ذلك يمكن أن أنتقل إلى مستوى أعلى وأخرج في سبيل الله …

وسأشرح لكم الكيفية لاحقاً.

هناك جدول ثالث لصيام الأيام القمرية، الاثنين والخميس, وكل نوافل الصيام, بعد رمضان بإذن الله، أجمل من هذا أن هناك من يشجعك على الصيام ويذكرك به ويقسم عليك ألا تنسى، وآخرين مهمتهم إيقاظك لصلاة القيام بعد منتصف الليل، ومجموعة ثالثة توقظك لصلاة الفجر عن طريق سلسلة من الاتصالات التليفونية على مدى ساعة قبل موعد الصلاة، جزاهم الله خيراً, مش عارفة هنام أمتى، وهل سأتمالك أعصابي ولا أسبهم إذا اتصلوا بي هذه الأوقات أم لا… هذا هو جهاد النفس يا أحبائي، ومنهم من يحمسك أكثر ويقوي عزيمتك ويقول لك لو صمت في اليوم الفلاني فطارك عندي، يعني ثواب ومصلحة… يا سلام هو دا الإيمان الحق.

نأتي لموضوع الخروج في سبيل الله، المجموعة الجميلة التي تعرفت عليها أخبروني أنني تم اختياري للخروج معهم في سبيل الله بعد أن تخطيت جميع مراحل التأهيل الأولى بنجاح، فرددت من فوري: الله الله أحنا هنروح نحارب؟ هل سنحارب داعش؟ أخيراً سأنال الشهادة؟؟؟؟؟ فضحكوا من جهلي، قالولي حرب إيه بس؟ لم يأت ميعاد الحرب الكبرى بعد، نحن نذهب لقضاء يومين لثلاثة أيام في بيت واحدة مننا ونقضي اليوم بأكمله في تلاوة القرآن، وشرح الأحاديث والسنة النبوية المطهرة ونصوم نهاراً, ونتلوا ونحفظ ونتبادل العلم، ونصلي جماعة وهكذا.
الله الله الله ….دا الخروج في سبيل الله دا طلع حلو أوي يا خال…. الواحد يقابل ربنا وهو مطمن.
بس أنتوا عارفين النفسية السودا وإبليس اللعين لم يتركني لحالي وهو قاعد فاضي قالك يشتغلني شوية.
صار يتغمز ويتلمز علي ويسألني: ما شاء الله حضرتك هتأخدي الورق دا كله معاكي وأنتي رايحة الجنة؟ أبقي قدميه للملائكة على الباب يمضولك عليه ويختمهولك فتخشي على طول بإذن الله ….طبعاً ما أنتي أعمالك موثقة أهه ..عشان متضيعيش وقت في الإجراءات.
أنا: إجراءات إيه يا ابن المحروقة؟؟؟ هو أنا داخلة الجمارك؟
فعاود استفزازي: فرحانه أنتي أوي بحبة الورق اللي أنت عمالة تعلمي فيهم كأنك بتأخدي مضاد حيوي.
أنا: وما شأنك أنت؟ لقد هداني المولى أخيراً الواحد كان مقضيها, لا صلاة, ولا صوم, ولا قرآن. يا ابني أحنا بنتشعبط في رضا ربنا، شوف شغلك وفكك مني.
ولكني لا أخفيكم سراً … لم يهدأ قلبي بعد كل تلك الشقلباظات, ومعسكر الكشافة, هل ربنا فعلاً بقى راضي عني؟ أنا أصبحت أقرأ القرآن وأنا لا أفقه ولا كلمة, وعيني على رقم الصفحة, والجزء اللي أنا فيه, وخلصت أد إيه وفاضلي أد إيه؟
وفي الصلاة منذ شاهدت فيديو تعليم الصلاة الصحيحة، وأصبح هدفي أن أؤدي الحركات الصحيحة, وحين أصلي جماعة يظل تركيزي على الإمام وخايفة أرفع رأسي قبل الإمام أحسن يتحول رأسي لرأس حمار؟؟؟؟ زي ما الفيديو بيقول. معقولة الرسول قال كده؟؟؟

أليست الصلاة في الأساس حوار بين الإنسان وبين ربه، والهدف منها الخشوع وترقية النفس؟ طيب أزاي يتحقق الخشوع والحالة الروحانية للصلاة وأحنا بقينا بنركز في الشكليات بس؟ ولماذا فرض الله العبادات؟ عشان تبقى الصلاة عبارة عن تمرينات رياضية؟ والصيام عبارة أننا منأكلش ومنشربش عشان حد يعزمنا على الفطار؟
أنا لست أبداً ضد أننا نلتزم بما أمرنا به الله ولكن لماذا نجد من يملي علينا العلاقة بيننا وبينه سبحانه وتعالى وهم كثر وموسم نموهم وتكاثرهم في شهر رمضان ….. بالله عليكم متخلوناش نكفر في رمضان تحديداً.
وختاماً وبرغم كل الإجراءات والإملاءات والفورمات وبرغم كل زعيق الشيوخ على المنابر وفي الشاشات، أجد دائماً صدى في أذني وفي قلبي للآية الكريمة: (إلا من أتى الله بقلب سليم).

إقرأ ايضا:

مروة سامي: 1980 وأنت طالع في السما

 مروة سامي : أوصيكم ونفسي بالخيال

مروة سامي: يسري فودة.. أين مني برنامجٌ انت به؟

مروة سامي: غطيني وصوتي يا حاجة

 مروة سامي: معًا لتسديد ديون ال “MBC”

 مروة سامي: الإعلام واللي منه

.

تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا