أشرف توفيق: من أجل الترافيك!

في عام 1980 نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تحقيقاً صحفياً بقلم جانيت كوك تحت عنوان مثير “عالم جيمي: مدمن هيروين في الثامنة يعيش من أجل حفنة مخدرات”، وبأسلوب غاية في البلاغة كتبت جانيت حكاية جيمي الطفل الصغير وبراءته الظاهرة التي تفسدها علامات الإبرة التي تركت أثرها على جلده، فهو مدمن منذ أن كان في الخامسة.

فازت جانيت كوك بجائزة “بوليتزر” للصحافة وسط إشادة في الوسط الصحفي العالمي، وبعد أيام ظهرت المفاجأة، وهى أن القصة كلها ملفقة ومختلقة، ولا وجود للطفل جيمي أساساً.

انتشرت فضيحة جانيت كوك كالنار في الهشيم، وأغرت هذه الفضيحة المسؤولين أن يبحثوا في تاريخ جانيت كوك من جديد، واكتشفوا أن الصحفية المعروفة منذ زمن بأنها حاصلة على الماجستير لم تحصل عليه مطلقاً، وأن قولها بدراستها في السوربون هو تزوير محض، فهى لم تدرس في السوربون قط، بل إنها لا تستطيع حتى التحدث بالفرنسية!

فى مصر عندنا كثير من “جانيت كوك”، يجلس الواحد منهم متكئا على مقعده يستدعي كل مَلَكات الخيال لينسج خبراً من لا شىء، أو يكتب خبراً تافهاً تسخر منه الضفادع، ربما من أجل الفرقعة، من أجل مجد زائف، من أجل زيادة “الترافيك” في الموقع الذي يعمل فيه، لا يهمه كمّ المآسي والفساد الأخلاقي الذي يحدث من تلفيقه وكذبه، فالأهم هو ترتيب موقعه الإلكتروني الذي يجلب له الإعلانات، حتى ولو كان الثمن أن يعرض أفلاماً جنسية كاملة على موقعه.

في حالة جانيت كوك تم سحب جائزة “بوليتزر” منها، أما هنا فربما أخذ المحرر مكافأة على موضوعه الرائع الذي أحدث ضجة فزاد من ترتيب الموقع، حتى ولو كان عنوان موضوعه: “بالصور والفيديو والدراسة والتمحيص والمشاركة الوجدانية.. المقاسات الحقيقية لأشياء كيم كاردشيان”!

 

نقلاً عن “التحرير”

 

شاركنا الرأي حول المسلسل الذي يتصدر قائمة اهتماماتك في رمضان المقبل بالضغط هنا

 

اقـرأ ايضـا :

أشرف توفيق: تامر أمين.. باسبورك وامشى!

أشرف توفيق: إنهم ينشرون لأصحاب «الفولورز»!

أشرف توفيق ضيف زهرة رامي

أشرف توفيق: إعلام مضرّ بالصحة!

أشرف توفيق : تلفزيون بـ 300 ألف جنيه‬‎

تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا