بعيدًا عن "هوس" التريند".. برامج تغرد خارج السرب

مروة رفعت

بينما تزدحم برامج “التوك شو” بالحديث عن أخر الأخبار، وما يتداوله الجماهير على مواقع التواصل الاجتماعي، هناك من يغرد خارج السرب وينأى بالجماهير بعيدًا عن زحمة “التريند”، بتقديم محتوى ترفيهي مختلف.

باب الخلق

بعد فترة من الغياب، عاد الإعلامي محمود سعد ليطل على جمهوره بتقديم برنامج مختلف ومميز بروح ابن البلد الذي اعتاده الجمهور منه، من خلال برنامج “باب الخلق” عبر فضائية “النهار”، مبتعدًا عن السياسة بشكلها الصريح، متعمقًا في المشاكل والأمور الحياتية التي يمر بها “خلق الله”.

ومن الخلق إلى الخلق وصل “سعد” ببرنامجه “باب الخلق” لقلوب مشاهديه، وفرض لنفسه مساحة وسط زحمة البرامج المختلفة وتنوعها، ورغم ابتعاد البرنامج عن السياسة، إلا أنه يناقش كل ما يخص “الخلق” ويرتبط بها نوعًا ولو بشكل غير مباشر، وهذا ما أكده خلال مقدمة أول حلقة أنه “لا ولم ولن يعمل في السياسة”، لكن مشكلات التعليم أو التموين أو أي مشكلة تخص المواطن فهي ترتبط بالسياسة بشكل أو بآخر، ومن واجبه مناقشتها.

يركز محمود سعد خلال برنامجه على الجانب الإنساني، وربما هذا ما يجد صداه داخل مشاهديه الذين يرون أنفسهم بشكل أو بأخر في ضيوفه، إلى جانب الفقرة التاريخية الذي يروي فيها جانب من التاريخ بطريقة شيقة.

ديكور “باب الخلق”- تصميم محمود الفرماوي- أحد عوامل الجذب حيث تشعر معه وكأنك تمر بشارع المعز، وتعشق عينك الصورة والجمل التي تحملها اللوحات والتي من أبرزها “على قدر حلمك تتسع الأرض”.

تقول ليلى أحمد -(30 سنة) مهندسة- إنها تحب برنامج “باب الخلق” لأنها تشعر بأن الوقت الذي تقضيه في مشاهدته مفيد وتخرج منه بمعلومة، أو التعرف على شخصية لم تكن تعرفها، وهذا على عكس ما تفعله برامج التوك شو وأحاديثها عن “التريند” أو ما نتداوله طوال اليوم على وسائل التواصل الاجتماعي ولا احتاج لمزيد من التفاصيل فيه.

تضيف ليلى أن ما يميز “سعد” أيضا هو أسلوبه في قص الحكاية والتي تشعر معه وكأنك جالس أمام جدك، وطريقته التي ربما خير توصيف لها “البساطة والصدق فيخرج من القلب للقلب أو من الخلق للخلق”.

عبر أحمد صبحي -(25 سنة) مهندس شبكات- عن حبه لمتابعة برنامج “باب الخلق” أكثر من أي برنامج “توك شو” لأنه يسلط الضوء على كفاح المواطن الغلبان، وبخلاف ما تخلفه مشاهدة مثل هذه الحالات الإنسانية من تعاطف وفخر بمن يستطيعون الكفاح والحياة بشرف وسط الصعوبات، تترك أيضا شعور بالرضا، “بحمد ربنا على اللي عندي وبشوف نعمه عليا”.

حلقات البرنامج تحقق آلاف المشاهدات على منصة “يوتيوب”.

معكم منى الشاذلي
بعد مشوار طويل من تقديم البرامج اليومية التي تهتم أكثر بالشأن السياسي، استطاعت الإعلامية منى الشاذلي إثبات حضور كبير في برامج المنوعات، ووضع بصمتها الخاصة عليها كما كانت في برامج “التوك شو” التي اعتادت على تقديمها طوال سنوات عملها الإعلامي.
خاضت منى الشاذلي، عبر فضائية cbc، أولى تجاربها في تقديم برنامج أسبوعي متنوع “معكم منى الشاذلي”، تلتقي فيه بالناس والضيوف بعيدًا عن زحام الأحداث اليومية وتوتر الأخبار المتلاحقة، ولاقى البرنامج قبولًا واسعًا بين محبي “الشاذلي”، وباتوا ينتظرون حلقات برنامجها وحصرياتها المميزة.

يتميز “معكم” باللقاءات الحصرية التي تحرص عليها الإعلامية منى الشاذلي دائما، والتي كان منها في أول الموسم الحالي لقائها مع الفنانة ياسمين عبد العزيز لأول مرة بعد 17 عام من الغياب، وكذلك كانت أول من استضافت الدكتور مجدي يعقوب بعد تكريمه من قبل الشيخ محمد بن راشد رئيس مجلس الوزراء ونائب رئيس دولة الإمارات حاكم دبي، وغيرها من اللقاءات المميزة والحصرية.

تتسم ديكورات برنامج “معكم”، على مدار مواسم البرنامج الذي بدأ من 2014 ومستمر إلى اليوم، تصميم علي علي الدين، بطابع خاص يجمع بين البساطة والأناقة.

وصل عدد متابعي حساب البرنامج على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” إلى أكثر من 6 مليون متابع، بعد أن أصبحت منفذًا رئيسيًا للتفاعل مع محتوى الحلقات.

قناة البرنامج على موقع “يوتيوب” من أنجح القنوات، وأعداد المشاهدة عليها في زيادة مستمر، وتخطت 49 مليون مشاهدة وفقا لـ “سوشيال بلند”.

تقول السيدة هالة هلال إنها تحرص على متابعة منى الشاذلي منذ كانت تقدم برنامجها “العاشرة مساءًا” على فضائية “دريم”، ولم تتوقف عن متابعتها منذ بدأت في تقديم برنامجها “معكم” بل وتنتظره كل أسبوع، وترى أن في بعدها عن الأخبار السياسية أفضل حاجة “لأن كل البرامج بتتكلم عن الأخبار طوال الوقت” على حد تعبيرها، كما أشارت إلى أنها تتابع “باب الخلق”، و”صاحبة السعادة” بانتظام أيضًا.

صاحبة السعادة

من باب إدخال السعادة على المشاهدين، انطلق برنامج “صاحبة السعادة” في أبريل 2014 عبر فضائية cbc، محققًا نجاحًا استثنائيًا مع مقدمته الممثلة والإعلامية الكبيرة إسعاد يونس، والتي نجحت في تجربتها نجاح كبير جعل من طلتها على الشاشة سببًا للسعادة فكان لها من اسمها نصيب كبير كما يقال.

امتلكت إسعاد يونس كل أدوات المقدم الناجح، ليس بحضورها الجذاب وخفة ظلها وخبرتها الكبيرة وحسب، ولكن لأنها عرفت كلمة السر التي جعلت منها ضيفة خفيفة على كل بيت مصري وعربي ينتظر حلقاتها الكبار والصغار.

ساعد التنوع والاختلاف التي يحرص عليه القائمين على برنامج “صاحبة السعادة” من أولى حلقاته على وصوله لكل الأجيال، ما بين حلقات زمن الفن الجميل وأغاني الثمانينات، وذكريات الطفولة، ونجوم اشتقنا لرؤيتهم، وحلقات تخصصها للأكل، وفرق الموسيقى وغيرها، على أن يجد فيها المشاهدين ضالتهم بعيدًا عن صخب الأخبار.

جمعت “يونس” في برنامجها بين الترفية والمعلومة، وساعدها في ذلك تاريخها الفني الكبير كممثلة ومنتجة، كما أن تلقائية “صاحبة السعادة” و”إيفيهاتها” وعدم ترددها في مشاركة ضيوفها الغناء والرقص واللعب خلّف شعور بالدفء لدى مشاهديها.
كما لعب ديكور البرنامج أيضًا -تصميم فوزي العوامري- دورًا كبيرًا في إقبال المشاهدين على برنامج “صاحبة السعادة”، هاجرين برامج “التوك شو” حيث يشعرون وكأنهم ضيوف عليها في بيتها وليس العكس.

يقول مصطفى خليل -(27 سنة) معيد بالجامعة- إن برنامج “صاحبة السعادة” من أكثر البرامج الذي يحرص على مشاهدتها، وذلك لتركيزها على قصص النجاح، والظواهر التي نهتم بها مدللًا على ذلك بالحلقات التي تستضيف فيها أصحاب المشروعات الصغيرة، وعربات الطعام، والتي يجد في قصصهم دافع للنجاح دائما.

أما السيدة فاطمة علي (60 سنة) فرأت في برنامج “صاحبة السعادة” ما يعيد لذاكرتها كل شيء جميل، ونوستالجيا كانت تستعيد حكاياتها لأحفادها فجسدها البرنامج في صورة حية يمكن معها أن يشعر الجيل الذي لم يعاصرها جمالها.

انتقل برنامج “صاحبة السعادة” من شاشة cbc إلى فضائية dmc منذ نوفمبر 2018 وما زال يعرض عليها.

تحقق حلقات “صاحبة السعادة” عبر منصة “يوتيوب” ملايين المشاهدات، وتصدرت في أوقات كثيرة قائمة الأكثر تداولًا “تريند” على مواقع التواصل الاجتماعي بعد عرض الحلقات.

باب رزق

من البرامج المميزة التي تغرد بعيدًا عن سرب “الترندات” برنامج “باب رزق”، الذي يقدمه الإعلامي يسري الفخراني، وهو برنامج خدمي يقوم بالتركيز على النماذج الإيجابية لأصحاب الحرف من كافة القطاعات.

بدأت الحلقة الأولى من البرنامج، الذي يُعرض على فضائية “dmc”، بعرض عدد من أصحاب الحرف اليدوية، كان أغلبها حرف قديمة نسيت عبر الزمن.

يركز البرنامج على عرض النماذج الإيجابية من أصحاب الحرف اليدوية، وكان “الفخراني” يقدمه في البداية كبرنامج إذاعي عبر إذاعة الراديو 9090 ثم تحول إلى برنامج تليفزيوني رمضان قبل الماضي.

البرنامج واحد من البرامج الاجتماعية التي تلقى قبولًا بين الجمهور الباحث عن المميز، بعيدا عن الجري وراء التريند أو ما يتداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

سهرانين

من البرامج الممتعة التي قُدمت مؤخرًا، برنامج “سهرانين” للنجم أمير كرارة، المذاع على قناة “ON”، والذي وصل لأكثر من 86 مليون متابع على منصات مواقع التواصل الإجتماعى، خلال عام 2019، وهو عبارة عن سهرة يتناولها أمير كرارة مع مجموعة مختلفة من الضيوف لمناقشة مواضيع اجتماعية متنوعة وللتحدث عن أبرز أعمال النجوم، يُذاع كل يوم جمعة في تمام الساعة 11 مساءًا.

أمير كرارة يحرص على استضافة نجوم مميزين، على أن تشمل السهرة الغناء، والحكي، واستعادة الذكريات.

مصر تستطيع

برنامج يقدمه الكاتب الصحفي الشاب أحمد فايق، الذي بدأ على شبكة “النهار” ثم انتقل إلى فضائية “dmc”، وتعتمد فكرته على البحث عن علماء مصر النابغين في الخارج، وتسليط الضوء على تجربة كل منهم، ليس فقط لتعريف الجمهور عليها، بل لإعادة جسر المسافة بين هذه الكفاءات ووطنها.

البرامج من أهم البرامج التي قُدمت خلال الفترة الماضية، وكانت حلقة الوصل بين أبناء مصر في الخارج من العلماء والخبراء والوطن في الداخل، وانفرد البرنامج بأول اللقاءات التليفزيونية مع مجموعة من العلماء من خيرة العقول المصرية التي تم ضمها للمجلس الاستشاري للرئيس عبدالفتاح السيسي فيما بعد.

نرشح لك: لميس جابر تكشف تفاصيل الحلقات الأولى من برنامجها الجديد