بعيدًا عن شاكوش وعمر كمال.. تعرف على صناع "بنت الجيران"

هالة أبو شامة

وللوهلة الأولى، قد يظن البعض أن صناع المهرجان هم فقط مؤديه حسن شاكوش، وعمر كمال، اللذان ظهرا مؤخرًا في العديد من اللقاءات التلفزيونية والبرامج، ولكن صناعه الحقيقيين هم من ألفوا كلماته ولحنه، وهم الذين أيضًا لم تتاح لهم فرصة الظهور في أي برامج أو لقاءات.

تواصل “إعلام دوت كوم”، مع صانعي المهرجان، الذين تحدثوا عن كواليس صناعته، وعن بدايتهم في ذلك المجال، وفي السطور التالية نستعرض أبرز تصريحاتهم:

1- مصطفى حدوتة (مؤلف الكلمات)

قال مصطفى حدوتة، الذي يبلغ من العمر 23 عامًا، إنه ألف كلمات المهرجان بناءً على طلب شاكوش، مؤكدًا أنه لم يستغرق سوى تلت ساعة فقط، على الرغم من انشغاله مع والدته المريضة، لافتًا إلى أنه حينما يبدأ في التأليف يشعر وكأنه انفصل تمامًا عن العالم الخارجي، مؤكدًا على أنه حينما قرر بدء الأغنية بجملة “بنت الجيران”، وجد باقي الكلمات تخطر على ذهنة كلمة تلو الأخرى وكأنه يتحدث مع شخص ما.

أشار إلى أن كلمات الأغنية لم تنل استحسان شاكوش في البداية، إذ شعر بأنها أغنية عادية ولا تتسم بتيمة المهرجان، التي تشجع على الرقص، إلا أنه قرر غنائها لما لمسه فيها من طرافة الكلمات، وبالفعل سجلها كاملة بصوته، إلا أن عمر كمال، شاركه الغناء بعد ذلك حينما جاء إلى الاستوديو للتحدث حول عمل آخر لم يكتمل.

أما عن الشهرة التي نالتها الأغنية، فقال إنه لم يكن يتوقع ذلك النجاح، خاصة وأن الكلمات كانت عادية بالنسبة لهم في البداية، مؤكدًا على أن المهرجان فرض نفسه على الساحة، نافيًا ما يدعيه البعض بشأن أن تطبيق “تيك توك”، ساعد على انتشارها، معلقًا: “ما بيصدقوا يلاقوا أغنية حلوة يستعملوها عشان فيديوهاتهم تتشاف”.

وبالنسبة لجملة “أشرب خمور وحشيش”، التي أثارت جدًلا واسعًا، وتسببت في إيقاف كل مطربي المهرجانات عن الغناء، بعد قرار نقابة الموسيقيين، فعلق قائلاً: “مفيش حلاوة من غير نار”، مؤكدًا على أن الكلمة متداولة منذ زمن وليست جديدة أو سُبة نشرها المهرجان، لافتًا إلى أن الجملة بسيطة مقارنة بما يقال في المهرجانات الأخرى.

تابع، أن قرار النقابة أشعره بالذنب تجاه كل المطربين الذين تم إيقافهم، معلقًا: “أنا مستعد أتحمل غلطتي ومحدش ينقطع عيشه، الناس دي عندها مسئوليات”.

على صعيد آخر، أوضح أنه تمتع بموهبة التأليف منذ عدة سنوات، ولكنه بدأ العمل بالفعل منذ حوالي عامًا ونصف، لافتًا إلى أن مجموع الأغاني التي ألفها لمطربي المهرجانات وصلت لـ 50 أو 40 أغنية، مشيرًا إلى أن كلماته ليست كلها للمهرجان أو مبتذلة كما يعتقد البعض، إذ ألف عدة أغاني باللغة العربية الفصحى، منها “يا جميلتي” لـ أمين خطاب.

أضاف، أنه لا يحب تأليف المهرجانات في الأساس، إلا أنه لم يجد سواها لتحقيق أحلامه وطموحاته بأن يصبح مؤلفًا معروفًا، مؤكدًا على أنه لم هناك من يساعده في بداية طريقه، بالإضافة إلى أنه كان ينأى بنفسه أن يصبح ضمن هؤلاء المتطفلين، الذي يسعون وراء المطربين المعروفين، إلا أنه دخل المجال بالصدفة حينما أخبر صديقه “قرشي”، مطرب مهرجانات، بأنه يؤلف الأغاني، مشيرًا إلى أنه ألف بعد ذلك أغنية تلو الأخرى، وعمل مع عدد كبير من مطربي المهرجانات، معلقًا: “أحب الناس لما تشوفني تحترمني تقول فنان مش كاتب مهرجان، بس اتفرض عليا أكون من المهرجان”.

2- إسلام ساسو (موزع المهرجان)

قال الموزع إسلام ساسو، أنه عمل على “بنت “الجيران”، لمدة يوم كامل، بعد أن سجلها شاكوش، وعمر عمر كمال، لافتًا إلى أنه لم يكن يتوقع نجاح المهرجان، خاصة وأن كلماتها لم تنل استحسانهم في البداية.

وأبدى استيائه من رد فعل النقابة تجاه مطربي المهرجانات، بسبب جملة “أشرب خمور وحشيش”، مؤكدًا على أنها كلمات عادية ومتداولة، معلقًا: “الناس متقبلاها عشان بيرددوها، وبعدين هي مش حاجة غريبة، كتير بيشربوا”.

أضاف، أنه بالرغم من صدور قرارات تعسفية ضد مطربي المهرجانات، إلا أن نجاح الأغنية فتح له المجال للتعاون مع مطربين معروفين بعيدًا عن المهرجان، مؤكدًا على أنه يعمل بالفعل على توزيع عدة أغاني من المنتظر طرحها قريبًا.

على صعيد آخر، أشار إلى أنه يعمل في ذلك المجال منذ 11 عامًا، بعد أن تعلم الموسيقى ذاتيًا من خلال كورسات اليوتيوب، لافتًا إلى أن مجموع الأغاني التي وزعها على مدار هذه السنوات وحتى الآن تعدت الـ 900 أغنية، مشيرًا إلى أن تركيزه في عمله في سن مبكر، أثر على دراسته، إذ أنه مازال طالبًا بكلية الحقوق، على الرغم من بلوغه سن الـ 26 عامًا.

أضاف، أنه على الرغم من تعاونه مع عدد كبير من مطربين المهرجانات خلال السنوات الماضية، إلا أن حسن شاكوش، هو أنجحهم بالنسبة له، مشيرًا إلى أشهر الأغاني التي عمل عليها قبل “بنت الجيران”، تتمثل في “يا بنت قلبي”، “أنا قلبي داب”، “كعب الغزال”، “يا شيكولاتة يا”.

3- يوسف أوشا (عازف أورج)

أكد يوسف أوشا، الذي يبلغ من العمر 20 عامًا، ويدرس بأحد المعاهد، أن لحن مهرجان “بنت الجيران”، لم يستغرق منه سوى نصف ساعة فقط، لافتًا إلى أنه يوزع الأغاني ويلحنها في آن واحد، إلا أنه يكتفي بالتلحين فقط حينما يتعاون مع الموزع إسلام ساسو.

وعلق على قرار النقابة بمنع زملائه مطربي المهرجانات من الغناء، قائلاً: “حرام النقابة توقف كل دول، الكلمة مش إسفاف، مين في البلد ميعرفش يعني إيه حشيش وخمرة”.

على صعيد آخر، قال إنه بدأ تعلم الموسيقى ذاتيًا، من خلال مواقع الإنترنت حينما كان في عمر 12 عامًا، مؤكدًا أنه كان يمكث لساعات طويلة منقبًا عن برامج أو فيديوهات تتيح له فرصة التعلم، معلقًا: “كان صعب وقتها ألاقي حاجة بسهولة على المواقع، كنت بتصفح جوجل من الصفحة الأولى للعاشرة، كنت بكتب في البحث برامج تسجيل أغاني، إزاي أعمل مهرجانات”.

أضاف، أن حبه لأغاني فيجو الدخلاوي، كان السبب وراء سعيه وإصراره على التعلم، لافتًا إلى أنه بدأ في تسجيل الأغاني فعليًا منذ عام 2016، مستخدمًا “أورج” صغير موصولاً بجهاز كمبيوتر، إلا أنه اشترى بعد ذلك أورج “ياماها”، بعد أن وفر بعض النقود من عمله في الأفراح، واقترض مبلغًا ماليًا من والدته.

أشار إلى أنه خلال هذه السنوات، عمل مع العديد من مطربي المهرجانات، ووصل مجموع الأغاني التي شارك في تلحينها إلى 200 أو 300 أغنية، لافتًا إلى أنه يقيس نجاح المهرجان بسماعه كثيرًا في التكاتك والمحلات في المناطق الشعبية.