قليل من "الفزلكة" كثير من البساطة.. لماذا نجح "ولد الغلابة"؟

أسماء شكري نجاح مسلسل ولد الغلابة

نجح مسلسل “ولد الغلابة” مع عرض حلقاته الأولى، في جذب المشاهدين لأحداثه؛ بالرغم من أنه لا يُصنَّف كمسلسل كوميدي أو أكشن – وهي عوامل النجاح الشائعة لأي عمل فني – ومع اقتراب نهاية شهر رمضان، أصبح المسلسل على رأس قائمة مسلسلات رمضان 2019 الناجحة.

مَن تابَع المسلسل يلاحظ أنه لا يحتوي على ألغاز أو أحداث غامضة – كعادة أغلب مسلسلات هذا الموسم الرمضاني والمواسم الماضية – وهي أبرز عوامل جذب المشاهدين، مما يجعلنا نتساءل عن أسباب نجاح “ولد الغلابة”، وهو ما نحاول تفسيره في السطور المقبلة..

قليل من “الفزلكة”.. كثير من البساطة

بساطة فكرة “ولد الغلابة” هي أساس نجاحه: (مدرّس ملتزم وشخص مثالي يتعرض لظروف مادية صعبة تقلب حياته رأسًا على عقب) قصة خالية من التعقيد و”الفزلكة” اللذان تمتلىء بهما مسلسلات كثيرة، تجعل المُشاهد تائهًا خلال الأحداث، تجسيدًا لمقولة “اللي يزيد عن حده ينقلب لضده”.

التركيز على الإنسانيات

يرصد المسلسل بالدرجة الأولى الإنسانيات ويسلط الضوء على العلاقات بين الناس، ولذلك وجد كل مشاهد له جانبًا يمثله في حياته العادية، فمن علاقة الأم بابنها الأكبر – “عيسى” أحمد السقا، و”ونيسة” صفاء الطوخي – إلى علاقة هذا الابن بأشقائه الأصغر ومسئوليته نحوهم، والتركيز على المشاعر المتضاربة داخل كل منهم.

 

التسلسل المنطقي للأحداث

في أوائل حلقات “ولد الغلابة” نتعرف على عيسى وعائلته الفقيرة والأزمات التي يتعرضون لها، وتتصاعد الأحداث تدريجيًا في تسلسل منطقي محكم، حتى يصبح عيسى تاجر مخدرات وقاتل والعقل المدبر لسلسلة من الجرائم، مما يُحسب نجاحًا لمؤلف العمل أيمن سلامة.

 

مفاجأة كل حلقة

تحمل كل حلقة مفاجأة للجمهور، وتنتهي بمشهد يجعله متشوقًا لمتابعة الحلقة التالية، وليس كمًّا من المفاجآت بكل حلقة؛ ما يجعل المُشاهد يعتاد ذلك فيؤثر سلبيًا على المتابعة.

كيف يتحول الخير إلى الشر؟

تحوُّل عيسى من الخير إلى الشر جعل المشاهدين يتساءلون عن دوافعه، وهل من السهل حدوث ذلك؟ فأصبح عيسى بالنسبة لهم شخصية محيرة؛ فهل يلتمسون له الأعذار ويبررون جرائمه، أم يهاجمونه من منطلق الثبات على المبادىء بالرغم من أي ظروف؟

 

التعاطف مع عيسى

تعاطَف الجمهور مع عيسى وشريكته “فرح” مي عمر، بالرغم من سلسلة الجرائم التي خططا لها ونفّذاها.

 

صراع عيسى وصفية

من أهم عوامل جذب المشاهدين علاقة عيسى بشقيقته “صفية” إنجي المقدم، وتحولها من المحبة والقرب إلى الصراع بينهما، وكُره صفية له لدرجة رغبتها القوية في الانتقام منه بعدما خرّب حياة العائلة، لدرجة أنها قالتها صراحة أمامه في الحلقة 23: “أنا مش هرتاح إلا لما تتعدم”.

 

وعد “ولد الغلابة”

من أهم مشاهد المسلسل قتل “عزت” هادي الجيار، و”ضاحي” محمد ممدوح؛ على يد عيسى، وهو المشهد الذي أسّس لنجاح العمل بالرغم من بشاعته، فقد “شفى غليل” الجمهور منهما لما ارتكباه في حق عيسى وكانا سببًا أساسيا في تحوله إلى مجرم، بالإضافة إلى الإبداع في جملة عيسى قبل إشعال النيران في ضاحي: “وآدي وعد ولد الغلابة”؛ التي لخّصت قصة المسلسل.

 

قتل عزت وضاحي

مشهد قتلهما جاء مبكرًا في الحلقة العاشرة، مما جعل الجميع يتوقع تأثر الأحداث سلبيًا بغيابهما وتركهما فراغًا كبيرًا، وبالرغم من أهمية وجودهما بالفعل؛ إلا أن باقي الحلقات نجحت في جذب المشاهدين أكثر، حتى نسوا تقريبًا عزت وضاحي.

الممثل المناسب في المكان المناسب

أجاد جميع الممثلين من أكبر الأدوار إلى أصغرها، وهو ما يعد نجاحًا لمخرج العمل محمد سامي، فشاهدنا بعضهم في أدوار جديدة عليهم أتقنوها وأدوها بحرفية، أبرزهم كريم عفيفي “حمزة” الذي يُعد من مفاجآت المسلسل، بأدائه القوي في مشاهد تطلبت الجدية والبكاء والتأثر، ممزوجًا بالكوميديا في مشاهد أخرى؛ وهو اللون الذي يجيده واشتهر به.

 

ضيوف الشرف

أدى تامر حسني في أول حلقة مشهدًا وحيدًا أشاد به الجميع، وكذلك ظهور أحمد زاهر في الحلقة 23 بشخصية جديدة عليه تمامًا وأداء رائع ممزوج بالحرفية والكوميديا، في دور جاء مفاجأة للجمهور.

 

ظهور “حسني” و”زاهر” كضيوف شرف بالمسلسل، كان محسوبًا وفي موضعه وليس من باب تكرار الظاهرة، حيث أصبحت عادة أغلب المسلسلات وجود ضيوف شرف، ولكنهم “كمالة عدد” ليس إلا.

نجاح مسلسل ولد الغلابة

نرشح لك: شاهد: أصعب مشاهد أحمد السقا في “ولد الغلابة”

 

شاهد: مختلفة طريفة صادمة أراء المشاهير