أحمد فرغلي رضوان يكتب: دراما رمضان.. و"البيض المدحرج"!

اقترب الموسم من نهايته ولا يزال الجمهور بعيدًا عن المتابعة “الجيدة” لدراما رمضان، واعتدت أن أسأل الجمهور كثيرًا عن الأعمال الفنية، وأضع أرائهم دائمًا في الحسبان، الإجابات تقريبًا كانت معظمها “المسلسلات مش حلوة” تلك الجملة تكررت كثيرًا، وبالكاد يذكرون عدد قليل من المسلسلات التي لفتت نظرهم. دراما رمضان والبيض المدحرج

والمتابع لجمهور السوشيال ميديا يجد نادرًا ما يدور بينهم حديث عن مسلسل عكس السنوات الماضية، والمفاجأة أن مسلسل game of thrones كان يتصدر التريند ونقاشات الجمهور ومعه كرة القدم، حتى “البيض المدحرج” تفوق في نقاشات الجمهور على المسلسلات!؛ التي كانت معظمها تشبهه فكانت “مسلوقه” سريعًا.

وحتى المسلسلات التي تفائلنا بها خيرًا لم تكمل بنفس القوة، “ولد الغلابة” على الرغم من كونه من بين المسلسلات الأكثر مشاهدة هذا الموسم، إلا أنه لم يكمل بنفس قوة البدايات حيث شاهدنا حلقات جيدة جدًا فنيًا حتى العاشرة ولكن فجأة تحول المسلسل لقتل وانتقام بشكل “ساذج” دون تمهيد درامي مقنع في السيناريو، لهذا التحول الكبير في شخصية البطل الطيب المسكين!، ويصبح هو ورفيقته “الكيوت” العقل المدبر والمنفذ!، بخلاف سقطات الاقتباس من مسلسلbreaking bad بالمشهد والكادر حتى لوك ظهور الممثلين!، كان من الممكن أن يظل المسلسل محافظًا على قصته داخل عالم الصعيد بكل تفاصيله حيث لم يقترب كثيرًا من ذلك، ويظل أداء الممثلين هو العنصر الأبرز في المسلسل.

أما مسلسل “حدوته مرة” فيعتبر من مفاجآت الموسم حيث كان خارج الحسابات ولكنه نجح في لفت نظر الجمهور سريعًا بقصته “المثيرة” والحفاظ على أحداث كثيرة ومشوقة، ربما أصابه بعض الملل في فترة تحول البطلة، قبل أن تشتعل الأحداث وتتلاحق مرة أخرى، واللافت كان أداء غادة عبد الرازق لشخصية “مرة” بكل تحولاتها وأعتقد أنها تقدم واحد من أفضل أدوارها كممثلة في هذا المسلسل، وكذلك مجدي كامل ومعه الشباب محمد مهران وهاجر وكارولين وسلمى.

وبعيدًا عن الدراما المصرية تنقلت بين عدد من المسلسلات العربية ومن الأعمال الجيدة جدًا التي لفتت نظري ويعتبر من مفاجآت الدراما العربية هذا الموسم المسلسل السوري-اللبناني “دقيقة صمت” للمخرج شوقي الماجري، وبطولة عابد فهد، قصة مثيرة وجريئة للغاية عن الفساد السياسي والصراعات داخل “أجنحة السلطة”، نجح السيناريو في الحفاظ على التشويق معظم الحلقات من خلال رحلة البطل “الهارب” من الموت والسجن، بالطبع شوقي الماجري من المخرجين الذين يعرفون جيدًا كيف يحرك أبطاله وكاميرته ويروي السيناريو بشكل “مشوق”، القصة ذكرتني بمسلسل “لا” قصة الكاتب مصطفى أمين والذي قام ببطولته يحيى الفخراني، الفساد والاستبداد واحد في العالم العربي.

وبعيدًا عن الضجة “السياسية” التي أحدثها المسلسل في سوريا، المسلسل شيق جدًا ونجح المخرج في اختيار أماكن التصوير في شوارع دمشق، فعشنا مع البطل أمير ناصر رحلة هروبه ومطارداته وقصة حبه مع “سماره” التي جسدتها ستيفاني صليبا بشكل جيد ومعها معظم الشخصيات تتذكرهم جيدًا بسبب أدائهم.

وأيضًا لفت نظري رغم السقوط في التكرار والملل في منتصف الحلقات “الهيبة 3” بسبب حضور سيرين عبد النور وجودها أعطى قبلة حياة للمسلسل من جديد بتألقها بعد غياب مع تيم حسن، وكان من الأفضل أن تظل مغامرة جبل ونور وصراعهما مع ثروت في بيروت فترة أطول قبل العودة من جديد للهيبة.. أتمنى ألا يكون هناك جزء رابع العام المقبل، حتى لو هناك “نية” لذلك يجب الحصول على إجازة لفترة حتى لا يبتعد المشاهد.

أما مسلسل “خمسة ونص” فأهم ما يميزه طرحه الجيد والجريء لفكرة التوريث السياسي وكواليسها داخل الأحزاب والبرلمان، مع المرور على عدة مشكلات مجتمعية، ومنذ البداية يعتبر من أكثر المسلسلات تميزًا في عنصر التمثيل، قصي خولي يقدم أحد أفضل أدواره إلى جانب رفيق علي أحمد ورولا حمادة، وربما أقل عناصر التمثيل معتصم النهار والذي قدم أداء نمطي لشخصية البودي جارد!، طوال الوقت عيونه حائرة تراقب بشكل “آلي” مع أنه شخصية لها أبعاد أخرى “رومانسية” لذلك لم اقتنع بقصة الحب بينه وبين بيان، أما البطلة نادين نجيم فقدمت أداء جيد ولكن ليس أفضل ما لديها فهناك أعمال أخرى قدمت خلالهم أداءًا أفضل مثل نص يوم وطريق، ولكن خبرتها أصبحت كبيرة لتقدم ما يرضي جمهورها.

رسائل:

ولد الغلابة: الجزء الخاص بتصوير وحوار طبخ “المخدرات” في الفيلم الرائع “الكيف” يتفوق على مثيله في ولد الغلابة.

مي عمر: البطولة مهمة صعبة.. صعبة للغاية!، تحتاج لعمل واجتهاد وبالمناسبة أداءك في “ريح المدام” كان أفضل كممثلة.

زلزال: محمد رمضان لا يزال يبحث عن نجاح الأسطورة، فاستدعى لوك شخصية ناصر الدسوقي لعل وعسى!.

حلا شيحا: قدمتي شخصية “صافية” بحب شديد، نجحتي في العودة رغم فترة البعد الطويلة.

صابرين: أعدتي اكتشاف نفسك في “فكرة بمليون جنيه”.

صلاح عبدالله: وجودك يملأ فراغ لشخصيات درامية كثيرة.

إيمان العاصي ومحمد عز: أداء جيد جدًا في لمس أكتاف.

هيثم زكي وميرهان حسين: احسنتما استغلال الفرصة.

سوزان نجم الدين: طاقة كوميدية كبيرة ومفاجأة للجمهور في “ابن أصول”.

إيمي سمير غانم: فكرة جيدة إعادة الدراما التي تخاطب الصغار.

دراما رمضان والبيض المدحرج

نرشح لك: أحمد فرغلي رضوان يكتب: مشاهدات 2.. المبدعات في دراما رمضان

شاهد: صور التقطت قبل وقوع أحداث مأسوية