ماذا حدث في الإعلام المصري خلال عام السيسي الأول؟
هايدي إبراهيم
أيا كانت اختلاف الأراء حول أداء الإعلام المصري في السنوات الأخيرة وخصوصا في العام الأول لولاية الرئيس عبد الفتاح السيسي فإن الثابت والذي لا يختلف عليه أحد أن “حال الإعلام” كان الشغل الشاغل للجميع طول هذه السنة، من يونيو 2014 حتى يونيو 2015 بل أن السيسي يدخل عامه الثاني ولازالت المطالب مستمرة ومن كل الأطراف أيضا بضرورة تقويم الأداء الإعلام بشكل لا يتعارض مع الحريات وهو الأمر الذي يمكن أن يتم بتنظيم الشارع الإعلامي لكن لا أحد في النظام المصري يبدو أنه مكترث حتى الآن بأن يبدأ هذا التنظيم من أجل انحسار الفوضى الإعلامية التي أثار “ضجر” الجميع وجعلت الإعلاميون – معظمهم لا كلهم- صُناع أزمات بدلاً من أن يكون دورهم مناقشة الأزمات وسبل حلها.
فيما يلي “جردة” نتطلع لأن تكون الأكثر شمولا والأكثر اختصارا في ذات الوقت لحال الإعلام المصري خلال العام الأول من ولاية عبد الفتاح السيسي.
لأول مرة ..حديث الرئيس
تقليد جديد لم تعرفه الرئاسة المصرية من قبل، أن يلتزم الرئيس بتوجيه حديث شهري للمواطنين، خرج الحديث حتى الآن 3 مرات، الأول في 22 فبراير الماضي والأخير في 12 مايو، وأعلن الرئيس لاحقا عن تخصيص بريد إلكتروني لإستقبال الأسئلة والإقتراحات والرد عليها في الحديث الرابع، وتعرضت الأحاديث الثلاثة لانتقادات فيما يتعلق بالمونتاج والإخراج وزاويا التصوير.
.إنهيار اقتصادي غير مسبوق
شهد العام الأول من حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي تراجع اقتصادي غير مسبوق للقنوات الفضائية الخاصة، الأمر الذي فسره بعض المراقبين بكون الرئاسة لم تعد راغبة في تقديم أي مزايا لمُلاك القنوات ما دفع هؤلاء لتخفيض حجم النفقات وجاء تأجيل الإنتخابات البرلمانية ليزيد من الأزمة، فيما ساهم في اشتعالها الكثير من القرارات الإدارية الخاطئة التي تم اتخاذها في السنوات الأربعة الأخيرة وظهرت ثمارها العطبة مؤخرا، بينما قال البعض أن انسحاب رؤوس أموال خليجية من بعض القنوات ساهم أيضا في إشتعال الموقف وهؤلاء راهنوا على استمرار الإستقطاب السياسي الذي انتهى بتولي السيسي المسئولية رسميا فلم يعد لانفاقهم مبرر.
.
ساعات في الظلام
شهد يوم 14 ابريل 2015 أول حالة إظلام تام تصيب مدينة الإنتاج الإعلامي وتؤدي لتوقف بث كل القنوات التي تخرج منها بسبب تفجير إرهابي طال أبراج الكهرباء المغذية للمدينة .
لمدة قاربت الخمسين دقيقة توقفت قنوات تلفزيون ومحطات راديو ماسبيرو المملوكة للدولة يوم 9 مايو 2015 بسبب عطل فني غير مسبوق في تاريخ ماسبيرو وهو العطل في 26 مايو لكن بصورة أقل.
ورغم تأكيدا الرئيس والحكومة على اتخاذ اللازم وعقاب المسئول لكن الأمر طال فقط القيادات الوسيطة في المبنى ولم يحدث تغيير مباشر في القيادات العليا.
.
قنوات جديدة
ظهور العديد من القنوات الجديدة في العام الأول لحكم الرئيس لم يعكس انتعاشا حقيقيا في صناعة الإعلام المصري، أبرز تلك القنوات هي “العاصمة” و” بانوراما فوود” و” ltc” كما عادت قناة “الناس” للبث من جديد لكن بعد تغيير شامل في سياستها الإعلامية.
.
إغلاق الجزيرة مباشر مصر
الحدث الكبير غير المفيد، الضغوط المصرية نجحت في إطفاء أضواء الجزيرة مباشر مصر في ديسمبر من العام الماضي بعد 6 شهور على حكم الرئيس السيسي،لكن السياسة الإعلامية “القطرية – الإخوانية” لم تتغير كثيرا سواء على مستوى قنوات الجزيرة والجزيرة مباشر، أو القنوات الإخوانية المنطلقة من تركيا مثل “الشرق” و” مصر الآن” .
.
تسريبات من كل الإتجاهات
شهد العام الأول لحكم الرئيس السيسي تعاظم الظاهرة التي يمكن اعتبارها الأسوأ مهنيا على الإطلاق حيث عادت القنوات الإخوانية وبقوة لبث تسريبات منسوبة للرئيس قبل توليه المسئولية ومن يعملون معه، على الرصيف المقابل انطلقت تسريبات أخرى لنشطاء وصحفيين وسياسيين في برنامج “الصندوق الأسود 2” الذي عاد من جديد عبر قناة “العاصمة” بعدما توقف في أغسطس الماضي على قناة “القاهرة والناس”.
.
أقوى إعلامي في مصر
عام أحمد موسى، هكذا يمكن أن نلخص المشهد الإعلامي أيضا بعد عام على حكم الرئيس، مقدم برنامج “على مسئوليتي” عبر “ًصدى البلد” ناجح حتى الآن في إثارة الجدل بما يقدمه من جهة، وإثارة “الغضب” بتحديه لكل قرارات القضاة الخاصة بحبسه وتغريمه في قضايا السب من جهة أخرى.
.
نهاية قنوات مصرية
شهدت الفترة من يونيو 2014 إلى يونيو 2015 توقف العديد من القنوات المصرية بسبب الأزمة المالية، أبرزها الحياة سينما، المحور 2، المحور دراما، CBC Two ، كم اعتاد متابعو قناة “الفراعين” على توقف بثها كل فترة وعودتها مرة أخرى تحت ضغط الأزمة المالية كما يقول دائما مالكها “توفيق عكاشة”.
.
برامج خارج الخريطة
توقف بعض القنوات لا يعني استمرار الباقي كما هو، أكثر من 30 برنامجا توقفت وغاب مذيعوها فيما نجح بعضهم فقط في العودة مجددا من خلال شاشة أخرى، معظم التوقفات كانت بسبب أزمات مالية، ونسبة أقل بسبب الجدل السياسي والديني.
تعرف علي أهم البرامج التي توقفت من هنا
.
أبرز الغائبين سياسيا
من منطلق أن الدين يتداخل كثيرا مع السياسة في مصر، يمكن ضم برنامج “مع إسلام” لقائمة المتوقفين لأسباب سياسية بعد نجاح ضغط الأزهر في منع القاهرة والناس من فتح أبوابها للباحث إسلام بحيري، كذلك توقف برنامج The Boss على قناة mbc مصر على خلفية الأزمة بين مقدمه إبراهيم عيسى والسعودية، فيما ألمح الإعلامي يسري فودة أكثر من مرة إلى أن غيابه عن ontv لم يكن فقط بسبب انتهاء التعاقد، بينما شهد الشهر الماضي اللغط حول تدخل جهات سيادية لمنع القناة نفسها من عرض برنامج اسبوعي مُسجل لريم ماجد وهو ما نفته القناة ومالكها لاحقا.
.
شارع الصحافة
يمكن تلخيص ما جرى في شارع الصحافة المصرية في الفترة من يونيو 2014 إلى يونيو 2015 في السطور التالية ..
يونيو 2014 ..وفاة الكاتب الصحفي عبد الله كمال
يوليو 2014 ..صدور النسخة المطبوعة من جريدة البوابة
أكتوبر 2014 : تعطل طباعة جريدة المصري اليوم بسبب اعتراض جهة سيادية على تفاصيل منشورة في حوار مع ضابط المخابرات السابق محمد رفعت جبريل
ديسمبر 2014 : جريدة المصريون تقول مطابع الأهرام امتنعت عن طباعة عددها الأسبوعي، بعد أن أبدت جهة أمنية اعتراضها على عدد من الموضوعات.
يناير 2015 ..إنطلاق الموقع الإلكتروني لجريدة اليوم الجديد
فبراير 2015 ..إعلان توقف مجلة كل الناس نهائيا
فبراير 2015 ..صدور جريدة المقال أول جريدة رأي يومية في مصر.
مارس 2015 ..زيادة أسعار الصحف اليومية في مصر.
مارس 2015 .. انتخاب يحيي قلاش نقيبا للصحفيين .
أبريل 2015 : أزمة عنيفة بين وزارة الداخلية والمصري اليوم بسبب ملف “ثقوب في البدلة الميري”.
مارس ومايو 2015، جريدة الوطن تتعرض للمصادرة قبل السماح بطبعها بعد تغيير الموضوع الرئيسي.
مايو 2015 ..وكالة الأناضول التركية تعلن تخفيض حجم وجودها في القاهرة.
مايو 2015 : النائب العام يحيل رئيس مجلس إدارة جريدة البيان المصرية ورئيس التحرير ومحررة بالجريدة للقضاء بتهمة نشر خبر كاذب عن استشهاد عدد من وكلاء النيابة.
أزمات مالية تصيب معظم الصحف الخاصة وتؤدي للاستغناء عن عشرات الصحفيين العاملين بها.
إذا كان لديك أحداث أخرى تعتبرها مهمة، رجاء أضفها .
اقـرأ أيضًـا:
إحصائية لإعلام.أورج : 29 برنامج خارج الخدمة في عام واحد
الحسيني: السيسي راكب صاروخ..والحكومة ماشية بتوك توك
الفتاة التي هاجمت “السيسي”: ما قمت به لا يساوي شيئا أمام المظاهرات في مصر
لميس الحديدي للمحليات: “سرقتوا منحة الإمارات يا كفرة”
مجدي الجلاد: المشاكل لا تُحل إلا بتدخل “السيسي”
عمرو اديب يحذر السيسي من أزمة قلبية لحراسه
.