حسين عثمان يكتب: أحلام علي الحجار في عيد ميلاده الـ 65

04 ابريل 2019 | 10:00 صباحاً

يحتفل اليوم الحبيب العزيز على القلب علي الحجار بعيد ميلاده الـ 65، الحجار من مواليد 4 إبريل 1954، وعلى عكس ما يحرص عليه معظم النجوم والفنانون، والمشاهير منهم على وجه الخصوص، من إخفاء أعمارهم أو الشعور بالضيق من ذكرى أو مناسبة أعياد ميلادهم، وكان الأشهر في ذلك موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب رحمة الله عليه، وقد كان يتعجب ممن يحتفلون بأعياد ميلادهم، مندهشا من احتفال الإنسان بمرور سنة من عمره، فإن الفنان الكبير علي الحجار دائما ما يعيش حالة من الرضا والبهجة والتفاؤل، تواكب مناسبة الاحتفال بعيد ميلاده، بل ويرى في بلوغه الـ 65 متعه الله بالعمر والصحة، مناسبة تستحق احتفالية خاصة. أحلام علي الحجار في عيد ميلاده

إلى جانب صحبة أغانيه الدائمة في حياتي اليومية، وحضور حفلاته المنتظمة شهريا بساقية الصاوي، ومتابعة لقاءاته وحواراته الإذاعية والتليفزيونية، يمنحني علي الحجار من آن لآخر، نفحة خاصة من البهجة، مكالمة شيقة على الموبايل، أو دردشة ثرية في صومعته الفنية، أستوديو الحجار بالمقطم، وفي هذه وتلك، أحرص على أن نستطلع معا دفتر أحوال شئون وشجون الفكر والفن والثقافة، علي الحجار مثقف موسوعي، ومنفتح على الثقافات الأجنبية، يتحدث أكثر من لغة بطلاقة، ويغني بها كما يتحدثها، تسمعه يتكلم فتنصت وكأنه يغني، ويراعي آداب وضوابط الحوار، في الإنصات والإلقاء والتعليق والتعقيب، مثلما يهتم بضبط الآلات الموسيقية وأجهزة الصوت، قبل أن يستهل صوفية الطرب.

في حوار امتد ثلاث ساعات مساء الأحد الماضي، فرضت مناسبة عيد ميلاده نفسها، يرى علي الحجار أن المناسبة تشعل حماسه، وتحفزه بطاقة متجددة، نحو الإصرار على التواجد بقوة، ومواصلة إنتاج وتقديم أعمال جديدة، لا تساير إيقاع وروح العصر، إلا بقدر ما تواكب مدونة القيم الفنية والإنسانية، التي اختارها علي الحجار منهجا له كمطرب، هو الآن يستعد لإطلاق ألبومه الغنائي الجديد كاملا، بعدما طرح منه عدة أغنيات على التوالي، على قناته الرسمية على اليوتيوب، وفيه يلتقي لأول مرة بالموسيقار حلمي بكر، ويغني لحنا جديدا للموسيقار هيثم توفيق، وكان قد طرح من الألبوم أغنيات “قبل ما تواعد” و”إنت المدد” ومؤخرا “ليه الطريق”.

ملامح علي الحجار المتوهجة كضوء القمر وهو يتحدث، وروحه الشاخصة كطاقة النور وهو يسترسل، جعلاني أتطلع لأحلامه وأمانيه وهو على مشارف الاحتفال بعامه الـ 65، ولم اندهش حين وجدت آماله تتدفق مصحوبة بأمنيات وطموحات، تستحضر ذكرى من شاركوه رحلته الغنائية الممتدة لأكثر من أربعة عقود، مثلما تستنهض قدرات الأحياء منهم تجاه استعادة أمجاد التعاون معا، وتستشرف مستقبل تجربة ابنه أحمد، النجم القادم في سماء عائلة الحجار الفنية، فيحلم علي بأن تصدح حنجرته الذهبية بما لم يخرج إلى النور، من أشعار الكبار عبد الرحمن الأبنودي وسيد حجاب وألحان العظيم عمار الشريعي، ويحلم بالتعاون مجددا مع المبدعين الكبار عمر خيرت وياسر عبد الرحمن.

كما يطمح لأن تكتمل تجربة أحمد علي الحجار الموسيقية المتفردة، وتؤتي ثمار سنوات من الاجتهاد داخل مصر وخارجها، أحمد مطرب وملحن وموزع موسيقي، تعلم أصول وقواعد الغناء العربي الأصيل، على يد جده الموسيقار الكبير إبراهيم الحجار، وبعد تخرجه من معهد الموسيقى العربية بالقاهرة، التحق بجامعة بيركلي للموسيقى المعاصرة بالولايات المتحدة الأمريكية، لدراسة التوزيع الموسيقي والإنتاج الفني، وهو الآن يقوم بالتدريس بها بعد تخرجه، وخلال إقامته هناك حصل أحمد على فرصة الغناء بجوار نجوم عالميين مثل كارول كينج وجيسون مراز، كما قدم واحدة من أغانيه الخاصة بقاعة “سيمفوني” العريقة بمدينة بوسطن، بمصاحبة أوركسترا “بوسطن بوبس” إحدى أهم فرق الأوركسترا في العالم.

يقدم أحمد علي الحجار خلطة موسيقية مختلفة، تمزج جملا لحنية من الموسيقى الشرقية، بأخرى من الموسيقى الغربية، ويغني على نغمات موسيقاه باللغة العربية مثلما يغني باللهجات الأجنبية، ويقيم حفلات بين الحين والآخر، يحضرها جمهوره من الأجانب وعرب المهجر، ومثلما حافظ والده علي الحجار على هويته الموسيقية الشرقية نقلا عن والده إبراهيم الحجار، وطورها وأضاف لها بما يتماشى ولغة وإيقاع عصره، يحرص أحمد على الانطلاق بهويته الموسيقية الشرقية الموروثة أبا عن جد، نحو آفاق عالمية تمثل التكنولوجيا إحدى أهم مقوماتها، ورغم سنوات الغربة، لا ينفصل أحمد علي الحجار عن جذوره، ويحرص على توزيع أكثر من أغنية لوالده في كل ألبوم له.

ولا تنتهي أحلام علي الحجار في عيد ميلاده الـ 65، قبل أن يتمنى من جديد أن يرى إنتاجه الضخم ما يستحقه من اهتمام على شاشات التليفزيون ومحطات الإذاعة، رصيد علي الحجار تجاوز خمسة آلاف أغنية، وهو ينتج لنفسه منذ عام 1981، وفي أحيان كثيرة يهدي أغانيه إلى محطات التليفزيون وموجات الإذاعة، ومع ذلك لا تأخذ حقها في التواجد بما يليق به وبها، كما أن حفلاته الشهرية المنتظمة بساقية الصاوي لما يزيد على 11 عاما الآن، لا تجد صداها المستحق بتسجيلها وإذاعتها لتصل إلى قطاع أكبر من عشاق الطرب العربي، ومع ذلك يواصل الحجار رحلة النفس الطويل، عيد ميلاد سعيد يا علي.