كواليس طريفة جمعت بين هند رستم والغناء

الأعمال الغنائية لهند رستم

نرمين حلمي

لم تزداد الأعمال الغنائية لـ أيقونة “الإغراء” الراحلة هند رستم عن أعمالها التمثيلية، حيث إنها قدمت بعض الأغاني في سياق الأعمال السينمائية التي شاركت فيها، بحسب ما كانت أدوارها تتميز في تقديم الأدوار ذات الطابع التمثيلي والاستعراضي والغنائي في نفس الوقت، وفقًا للأدوار التي كانت تُنسب لها وأجادت “رستم” التعبير عنها.

كان لـ “رستم” عدة مواقف طريفة، حدثت في أوقات متفرقة، ضمن كواليس تصوير أفلامها، خاصة أثناء تسجيل تلك الأغاني، وفيما يلي يستعرض “إعلام دوت أورج” أبرز تلك المواقف:

فيلم “الملاك الظالم”

كان لأغنية “يا سلام على الهوى” أثرًا إيجابيًا مختلفًا في بدايات طريق “رستم” الفني، حيث أُسند إليها دور صغير في فيلم “الملاك الظالم” للمخرج حسن الإمام عام 1954، على أن تغني من خلاله تلك الأغنية مع أداء الاستعراض الخاص بها داخل الفيلم، إلا أنها حققت نجاحًا بارزًا، وذاع صيتها في ذلك الوقت بعد تصويرها، لدرجة أن المنتج كان يعرضها منفصلة على الموزع قبل أن يشتري حق عرض الفيلم.

كان هذا الدور هو نتاج أول لقاء جَمع بين “رستم” و”الإمام”، حيث إنها توجهت إلى مكتبه بخطاب توصية من المنتج حسن رمزي، يرشحها فيه للقيام بدور البطولة الثانية، وحينما ذهبت وجدت وقتذاك الممثلة الشابة زهرة العلا، التي كانت ناجحة وزاد انتشارها في ذلك الوقت، حينها شعرت “رستم” بالخجل؛ ظنًا منها أن “العلا” ستأخذ الدور، حتى انصرفت “العلا” وسألها “الإمام” عن سبب قدومها، فأشارت إلى الجواب الذي كانت تحمله، ولكنها علقت بأنه ” خلاص ما عادش له لازمة!”، ولكن توقعها كان على عكس ما حدث بالفعل؛ بحسب ما قرر “الإمام” بعد قراءة الخطاب، إسنادها الدور الذي غازلت من خلاله “الهوى”.

فيلم “الراهبة”

مثلما كانت تتحدث هند رستم في أغلب حوارتها الإعلامية أو الصحفية بتلقائية وعفوية شديدة، قد لا تحول دون اعترافها بما لا تفضله من أدوارها، التي جسدتها في أعمالها الفنية، روت “رستم” في كتاب “ذكرياتي..هند رستم” لأيمن الحكيم، الصادر عن دار “الكرمة” للنشر والتوزيع، في أوائل عام 2018، قصتها الطريفة مع أغنيتها “سونيا”، التي غنتها في أحد أفلامها مع المخرج حسن الإمام أيضًا عام 1965، من ألحان منير مراد، وحدثت يوم عرض افتتاح فيلم “الراهبة” في لبنان، والذي حضره نجوم كبار، هم: عبد الحليم حافظ، ومحمد عبد الوهاب، وصباح، حيث إنها شعرت بالخجل، وباغتت نفسها قائلة: “تبقي قاعدة طالعة ِوسط المطربين العظام دول وإنت تقولي “سونيا”! “سونيا” إيه وهباب إيه؟!”.

فيلم “الخروج من الجنة”

استطاع فيلم “الخروج من الجنة”، من تأليف توفيق الحكيم، وإخراج محمود ذو الفقار، عام 1967، أن يقنع “رستم” بقدرات الفنان الراحل فريد الأطرش الغنائية، بحسب ما صرحت سابقًا أنها لم تكن تحبه ولا تقدره كـ “مطرب” قبل تعاونهما ومشاركتهما في غناء أغنية “أنا وأنت وبس” ضمن سياق أحداث الفيلم.

انبهرت “رستم” أيضًا بحب وتفاني “الأطرش” في عمله، والذي كشفه أداءه أثناء تسجيلهما الأغنية في الاستوديو، ولم تتسم مقابلتهما بنظرات الابهار والإعجاب فقط، بل بالدعابة أيضًا، بحسب ما وجهت “رستم” تساؤلاً، فور وصولها إلى الاستديو لـ “الأطرش” وفرقته: “دا أنا بقى حانافس الست أم كلثوم؟!”، والذي لاحقته “رستم” بصمت مفاجئ أثناء التسجيل، عندما نسيت أن تدخل في الكوبليه الغنائي؛ أنها كانت منشغلة بمتابعة نبض رقبة “الأطرش” وهو يغني، تراقبه جيدًا لأنها كانت تشعر أنه سوف يسقط مغشيًا عليه؛ خاصة لأنه كان مريضًا أثناء تصوير الفيلم، إثر المجهود الذي يبذله، ولكنه كان يعافر ويعيد التسجيل حتى يطمأن من إذاعتها بشكل جيد ومتقن.

الأعمال الغنائية لهند رستم

نرشح لك: أيام الحُب والمرض في حياة هند رستم

شاهد: نهايات مأساوية: وداد حمدي قتلها الريجيسير