حسين عثمان يكتب: عن العشق والهوى في معرض الكتاب (4)

“ازدانت أسوار المعرض ببوسترات للإثنين اللذين وُلِدَت فكرة المعرض على أيديهما ونُفِذَت بإتقان، الدكتور ثروت عكاشة أفضل من تولى مسؤولية وزارة الثقافة في مصر، والدكتورة سَهير القلماوي الناقدة والأديبة الكبيرة، خلفي مباشرة كان يقف أب مع ابنته في حوالي الرابعة عشر من عمرها، أشارت الابنة إلى صورتي عكاشة والقلماوي سائلة: مين دول؟.. رد الأب: الست ماعرفهاش لكن الراجل له برنامج في التليفزيون!.. يا للهول.. كل علامات التعجب لا تكفي للتعبير عن الدهشة، فلقد خلط الأب بين ثروت عكاشة وتوفيق عكاشة، حتى مع وجود الصورة على البوستر.. هل أحس أحدنا بوَخزٍ في الضمير؟.. هل أدركنا نتيجة التجهيل بالقمم وتمكين العملة الرديئة من طرد العملة الجيدة؟.. مع ذلك سيسمع الأب بمناسبة المعرض عن صاحب المقام الرفيع ثروت عكاشة، والأهم أن صبيته سوف تسمع”.. الحَكي لـ”نيفين مسعد” في مقالها “انطباعات” بجريدة الشروق أمس.

اليوبيل الذهبي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، طرح من جديد ضرورة إعادة قراءة التاريخ، والمناسبة كانت في الاختلاف حول صاحب الحق الأصيل، في فكرة إقامة المعرض لأول مرة بالقاهرة، فبينما تحتفل الدورة الخمسون بثروت عكاشة وزير الثقافة في الدورة الأولى، وسَهير القلماوي رئيس هيئة الكتاب وقتها، باعتبارهما الآباء المؤسسون، خرجت أصوات تطالب برد الاعتبار لأصحاب الفكرة الأصليين، الناشر إسلام شلبي، مستشار ومدير عام الهيئة المصرية العامة للكتاب مع الدكتورة سَهير القلماوي، والفنان التشكيلي عبد السلام الشريف، وكان يعمل مستشاراً فنياً للدكتور ثروت عكاشة، على أي حال، قامت وزير الثقافة، الدكتورة إيناس عبد الدايم، بتكريم أسماء الرجلين، شلبي والشريف، في إطار الاحتفال باليوبيل الذهبي هذا العام، وهو ما لا ينفي قيمة أدوار عكاشة والقلماوي ومن قبلهما الزعيم جمال عبد الناصر، رُعاة الفكرة في وقت كانت تستعيد فيه مصر عافيتها بعد هزيمة 67.

فكرة الكتاب الصوتي تبناها في معرض الكتاب هذا العام أربعة ناشرين، بهدف تسهيل فعل القراءة على من لا يقرأ لأي سبب، أو الوصول لمن لا يحب القراءة من الأساس، خدمة الكتاب الصوتي تتيح للمشترك الاستماع إلى عدد كبير من الكتب العربية والأجنبية عبر تطبيقات الموبايل، وتتراوح أسعار الاشتراك في هذه التطبيقات من 20  لـ320 جنيهاً، وبعض الشركات تقدم كُتُبَاً مجانية، خدمة الكتاب الصوتي موفرة مقارنة بأسعار الكتب الورقية، الفكرة الآن في طريقها للانتشار السريع، فهي تواكب عصر التكنولوجيا، وتتماشى مع ارتباط الشباب بالتطبيقات الرقمية، خليني أقولك إن خدمة الكتاب الصوتي، سبق إليها دار صوت العرب للنشر ومؤسسها الراحل الكبير عبد العظيم مناف، وده كان في التسعينيات، كان اسمها الكتاب المسموع، وكانت على شرائط كاسيت في الوقت ده، كنت تسمع أدب يوسف إدريس مثلاً بصوت الفنان الكبير يحيى الفخراني، كانت أيام.

“حاولت بعض الأقلام تفكيك وتحليل ظاهرة هيكل، أو حاولت الاشتباك مع أفكاره وما ذكره في كتبه، وحاولت أخرى تسليط الضوء على جوانب مهمة من حياته ومسيرته والاحتفاء به، كما فضل كُتاب آخرون أن تكون كتبهم عن هيكل عبارة عن حوار مطول أو مجموعة حوارات دارت حول مسألة سياسية معينة، أياً ما كان، فإن الأستاذ هيكل يظل رغم رحيله مالئاً للدنيا وشاغلاً للناس، لذا وجب علينا في ذكرى رحيله الثالثة التي تحل 17 فبراير الجاري، أن نقدم زاوية أخرى من زوايا الأستاذ وهي هيكل والثقافة”.. هكذا قدم المُتَجَدِد الناجح خالد ناجح، رئيس تحرير مجلة الهلال، عدد فبراير الجاري، والمُخَصَص للاحتفاء بذكرى وفاة الأستاذ هيكل الثالثة، مواكبة العدد الاحتفالي للدورة الخمسين لمعرض الكتاب، فكرتني بـ”هيكل” في معرض الكتاب زمان، كان حضوره في ندوة، وتصدر كُتُبُه قائمة الأكثر مبيعاً، من علامات المعرض المميزة.

أمضيت أمسية الثلاثاء الماضي في صُحبة جبرتي صاحبة الجلالة، الكاتب الصحفي محمد توفيق، المكان قاعة “مئويات الأعلام” بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، والمناسبة الاحتفاء بمئوية ميلاد تحية كاريوكا، من خلال عرض ومناقشة كتاب “مذكرات كاريوكا” للراحل الكبير صالح مرسي، والتي “عثر عليها” محمد توفيق كما حرص على تسجيل ذلك على غلاف الكتاب الصادر عن دار نهضة مصر، في أمانة إنسانية ومهنية يستحق عليها محمد توفيق الشكر والتقدير، أدار الندوة الكاتب الصحفي جمال فتحي، في حضور الروائي أحمد مدحت سليم، مدير النشر الثقافي بدار نهضة مصر، وفقاً لتصدير الناشر، مذكرات تحية كاريوكا كانت حديث الأوساط الأدبية وقت نشرها في إحدى المجلات، قبل أن تختفي سنوات طويلة، حتى عَثُرَ عليها بجهد المُخلِص المُحِب محمد توفيق، من خلال “مذكرات كاريوكا” ترى مصر على امتداد ثمانين عاماً، وكيف تشابكت فيها الأحداث بين الفن والسياسة والمجتمع.

حسين عثمان يكتب: عن العشق والهوى في معرض الكتاب (3)

شاهد: أين كان هؤلاء الإعلاميون قبل 10 سنوات؟