حسن مصطفى.. التقليدي الذي لا يُكرر ولا يُقلد

محمد عبد الرحمن (نقلا عن جريدة المقال)

تفسير مشوار الفنان الراحل حسن مصطفى (1933 – 2015) يمكن أن تجده مفصلا في كتاب “المضحكون” لمحمود السعدني، رغم أن الكتاب صدر قبل 48 عاما، لكنه توقع خط سير “رمضان السكري” حتى قبل أن يقف هو على خشبة المسرح في السبعينيات ويقدم أبرز مسرحيتين في هذا الجيل ” مدرسة المشاغبين” ثم “العيال كبرت” ، في المضحكون يقول محمود السعدني حسن مصطفى ” تراه دائما في دوره التقليدي دون أن تمل، لأنه لا يكرر ولا يقلد نفسه بل هو قادر دائما على إضافة حركة جديدة تجعله جديداً أمام الناس وهو دائما وحتى في “أتفه” الأدوار سيجد “لازمة” تُضحك من الأعماق” ويرى السعدني أن حسن مصطفى كان سيئ الحظ لأنه وقع في براثن فرقة “الفنانين المتحدين” حيث يكون التركيز كله على النجوم الكبار وحيث يتعين على نجوم الوسط أن يبحثوا لأنفسهم عن موضع لقدم في الزفة ، كان السعدني يقصد أدوار حسن مصطفي إلى جوار فؤاد المهندس، في مسرحية مثل “سيدتي الجميلة” في أفلام “أرض النفاق” و”مطاردة غرامية” و”أخطر رجل في العالم” دائما كان لحسن مصطفى وجود مدهش لكنه محدود بمساحة لا يمكن أن تزيد، فيلم مثل ” نصف ساعة جواز” يتذكره الجمهور بعبارة “يا أوحي يا أوحي” التي كان يكررها مصطفى كثيرا بينما الفيلم لشادية ورشدي أباظة، هكذا نجح في أن يترك بصمة على كل عمل شارك به لكنه لم يحلم أبدا بالبطولة المطلقة، وهي البطولة غير الملائمة لإمكاناته كما قال السعدني في “المضحكون” ويبدو أن حسن استمع للنصيحة ولم يجرب حتى أن يصبح بطل أول ولو لمرة واحدة، فاحتفظ بمكانه في عشرات الأفلام والمسلسلات التي قدمتها على مدار ستين عاما حتى أن قائمة انتاجه تعدت الـ 300 فيلم،لم يكن يرفض الظهور في أي دور يشعر أنه يناسبه أيا كانت مساحته ولم يحصر نفسه أبدا في الكوميديا فقط وإن كانت هي التي فرضت نفسها عليها بالقطع في معظم هذه الأعمال، ويبدو أن كلام السعدني عن فوبيا البطالة لدى حسن مصطفي ظل ذو فعالية حتى أيامه الأخيرة، يقول السعدني بالنص ” ولكني أخاف على حسن مصطفى من الخوف فهو دائما خائف ومذعور من البطالة، وهو لذلك يقبل أي دور ولكل دور في سبيل أن يبقى شغالا كالطاحونة وفي السينما لم يعثر على نفسه بعد لأنه جالس دائما إلى جوار التليفون في إنتظار الأوردر” ، وبالنظر لظهوره كضيف شرف في أفلام مثل “الدادة دودي” مع ياسمين عبد العزيز، و” مرجان أحمد مرجان” مع عادل إمام، و”بنات العم” مع الثلاثي أحمد فهمي وشيكو هشام ماجد، يمكن القول أن حسن مصطفي لم يكن يسأل لماذا اختاره هؤلاء ليظهر فقط في بداية الفيلم، هم كانوا يعتمدون على شعبيته ليفتتح الأفلام ويختفي تماما حتى كلمة النهاية وهو كان قادرا على ملء المساحة المطلوبة منه كما ينبغي ودون أن يشعر بأن ذلك يقلل من تاريخه الطويل، واستفاد في النهاية المشاهد الذي ودع حسن مصطفى بحرارة وشعر أنه فقد أحد أفراد العائلة التي كان يتواجد طوال الوقت دون أن يثقل على الناس، يرمي الضحك والجملة ويعيش الموقف ثم ينتقل إلى عمل أخر يقوم فيه بالدور نفسه دون أن ينتظر تصدر التترات أو أن تكون صورته هي الأكبر على الأفيش والأهم دون أن يكرر أو يقلد، كان حسن مصطفى وحسب.

لمتابعة الكاتب علي تويتر من هنا

لمتابعه الكاتب علي فيسبوك من هنا

اقرأ أيضًا: 

محمد عبد الرحمن : تجديد الفيلم الديني

محمد عبد الرحمن: طابور خامل في الصحافة المصرية

 محمد عبد الرحمن: نادية الجندي.. نجمة شهر شعبان   

 محمد عبد الرحمن : حمار المطار + ظلام ماسبيرو = عليه العوض ومنه العوض   

 محمد عبد الرحمن : الترند المزيف .. هكذا يصنعون الأولويات الوهمية

محمد عبد الرحمن : خطورة أن يخاصم الرئيس الإعلام المعارض

 محمد عبد الرحمن : مبارك “يحاصر” السيسي إعلامياً   

 

تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا