رؤية فنية لعام سينمائي حافل بالمفاجآت

أحمد سعد الدين

حفل عام 2018 على المستوى السينمائي بالعديد من الظواهر الفنية، في السطور التالية رصدنا مجموعة من الظواهر الفنية التي ظهرت خلال العام المنصرم.

سحر السينما

رغم الأزمات الاقتصادية التي ضربت عالم السينما خلال السنوات الماضية، إلا أن هذا العام تم إنتاج 36 فيلمًا هي حصيلة عام 2018، وقد حصلت هذه الأفلام على إيرادات وصلت 357 مليون جنيه، وهو رقم أقل نسبيًا من إيرادات العام الماضي التي تعدّت الـ 400 مليون جنيه، لكن الملاحظ أن سبعة أفلام فقط استطاع كلًا منهم كسر حاجز الـ 20 مليون جنيه فى الإيرادات، وهي “البدلة، حرب كرموز، ليلة هنا وسرور، تراب الماس ،الديزل، الكويسين، رغدة متوحشة”.

وقد وصل مجموع إيرادات الأفلام السبعة لـ 250 مليون جنيه بما يساوى أكثر من 70% من مجمل إيرادات العام، وأن هناك فيلمين من السبعة هما “البدلة وحرب كرموز” وصل مجموع إيراداتهم 117 مليون جنيه بما يوازي 33 % من إيرادات العام .

تحطيم الأرقام القياسية وأسباب النجاح

وصل إيراد فيلم البدلة لـ 64 مليون جنيه محطمًا بذلك جميع الأرقام القياسية في شباك التذاكر المصري، لكن علينا أن نتوقف أمام هذا الفيلم ونحاول معرفة كيف حصل على هذا الإيراد.

أولًا: بطل الفيلم هو المطرب تامر حسني الذي يمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة في عالم الطرب تنتقل معه إلى صالات العرض السينمائي.

ثانيًا: وجود الفنان أكرم حسني والذي بنى لنفسه قاعدة جماهيرية جيدة خلال السنوات الماضية، للعبه دور أبو حفيظة وارتباط شريحة من الجمهور به، وبالتالي اجتمع جمهوره مع جمهور تامر حسني في نفس الفيلم.

ثالثًا: وهي النقطة الأهم وتتمثل في نزول الفيلم بـ 90 نسخة عرض وهو عدد كبير حاليًا، بالإضافة للدعاية المجانية المتمثلة في حضور بعض النجوم لمشاهدة الفيلم مع الجمهور والتقاط الصور التذكارية، كذلك طول مدة موسم عيد الأضحى لأول مرة حيث ظلت الأفلام لمدة 19 أسبوعًا، وهو رقم قياسي لم يحدث من قبل، كل هذه العوامل مع التمصير الجيد للقصة المقتبسة أدت لحصول الفيلم على أعلى إيرادات محطمًا بذلك الأرقام السابقة.

أمير كرارة يكسر القاعدة

من المتعارف عليه سينمائيًا بين النجوم أن النجم الذي لديه فيلم سوف يُعرض في موسم عيد الفطر لابد أن يعتذر عن المشاركة في أعمال درامية تعرض في شهر رمضان، حتى تكون هناك مساحة من “الوحشة” بينه وبين الجمهور الذي ينزل لمشاهدة الفيلم في صالات العرض، لكن هذا العام كُسرت هذه القاعدة على يد النجم أمير كرارة، حيث قدّم “كرارة” مسلسل “كلبش” الجزء الثاني على مدار ثلاثين حلقة وحقق العمل نجاحًا كبيرًا، وأصبح أمير كرارة من نجوم الصف الأول وتفاعل معه الجمهور خاصة شريحة الشباب وطلبة الجامعة الذين أحبوا مشاهد الأكشن والمطاردات، وكذلك شكل البطل من حيث العضلات المفتولة والشنب، وهو ما جعل شريحة الشباب تنتقل مع “كرارة” من الشاشة الصغيرة إلى الشاشة الكبيرة خاصة أن الفيلم قريب جدًا من ميول الجمهور ومليء بمشاهد الأكشن، لذلك ظل الفيلم قرابة 10 أسابيع في السينما حقق خلالها 53 مليون جنيه .

محمد رمضان يبدد موهبته بيده

أحد أهم الظواهر السينمائية هذا العام هي خروج النجم محمد رمضان من سباق الإيرادات بالنسبة للأربعة أفلام الأولى ونزوله للمركز الخامس برصيد 23 مليون جنيه، فقد كان “رمضان” في السنوات الماضية هو فرس الرهان الأول الذي حققت أفلامه العديد من الإيرادات الضخمة رغم محدوديتها الفنية، لكن الغريب هذا العام أن فيلم “الديزل” من أفضل أعمال محمد رمضان السينمائية على المستوى الفني، ورغم ذلك خرج من المراكز الأربعة الأولى فما السبب؟، هناك عدة أسباب جميعها بعيدة عن التقييم الفني للفيلم.

أولًا: قدّم محمد رمضان خلال السنوات الماضية عدد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية التي حققت نسبة عالية من المشاهدة والإيرادات، لكن الجمهور ربط أعماله بالأدوار التي يلعبها داخل الفيلم أو المسلسل، بمعنى أن اسم “رمضان” ارتبط عند شريحة كبيرة من الجمهور بأعمال البلطجة التى يؤديها على الشاشة مما جعل البعض يحكم عليه حكم مطلق بأن جميع أعماله تروج للبلطجة.

ثانيًا: التصرفات الشخصية لـ محمد رمضان، الذي دائمًا ما يلتقط بعض الصور لسياراته الفارهة أو وجوده فى حمام السباحة مع شبل أحد الأسود كل ذلك تعتبر تصرفات مستفزة للجمهور الذي يعاني من ضيق ذات اليد.

ثالثًا: إصرار محمد رمضان على صنع كليبات يغنى فيها وكأنه ينعت زملائه الفنانين بأنه رقم واحد والباقى لا شيء، وكذلك يقول أنا أسد وأنت قطة، صنعت له عداوات كثيرة مع زملائه الفنانين الذين رأوا فيه خطورة لابد أن تبتعد عن طريقهم، فاتحدوا جميعهم ضده بشكل غير معلن، ومع ظهور نجم جديد يلعب نفس الدور مثل أمير كرارة وقفوا جميعهم معه، وظهروا في أدوار ضيوف شرف معه نكاية في “رمضان”، وزاد على ذلك نزول فيلم “الديزل” مع فيلم البدلة لـ تامر حسني، فذهب الجميع لمشاهدة فيلم تامر حسني والتصوير والتسجيل مع الفضائيات مما أعطى صورة ذهنية بأن هذا الفيلم الأفضل هذا الموسم.

رابعًا: عدم استيعاب محمد رمضان لفكرة أنه ليس الأول في شباك التذاكر كانت عملية صعبة، فقد تعود أن يحقق أعلى إيرادات فكيف يصل به الحال بأن يكون رقم اثنين أو ثلاثة أو حتى أربعة، وهو ما أدخله في خلافات كبيرة مع منتج فيلم “البدلة” ووصل الخلاف لأقسام الشرطة، كل هذه العوامل الخارجية غطت على النجاح الفني للفيلم المصنوع بشكل جيد.

فخلاصة القول أن محمد رمضان فنان يمتلك موهبة كبرى في عالم الفن، لكنه لا يعرف كيف يدير موهبته بالشكل الصحيح وبالتالي تصرفاته الشخصية تخلق له مشكلات تهدد موهبته بشكل كبير.

نرشح لك: “بوسترات” مهرجان “هلا بالخليج” ليلة رأس السنة

هاني رمزي يخرج من السباق مبكرًا

رغم تحطيم بعض الأفلام لجميع الأرقام القياسية فإن هناك أفلامًا لم تحقق نجاحًا يذكر رغم وجود أسماء لها تاريخ على تترات هذه الأفلام ، فعلى سبيل المثال لعب الفنان هاني رمزي بطولة فيلم “قسطي بوجعني”، الذي عُرض الصيف الماضي، ورغم خبرة “رمزي” إلا أن الفيلم لم يحصل على رضا الجمهور وتوقفت إيراداته عند 750 ألف جنيهًا في مفاجأة لم يتوقعها أحد، وهو ما يستوجب إعادة نظر من “رمزي” في السيناريوهات التي يقدمها على الشاشة حتى يعود لمنطقة الوسط التي ظل فيها فترة طويلة.

الأمر نفسه تكرر مع فيلم “الخروج عن النص” بطولة محمد نجاتي والذي حقق إيرادات وصلت لـ 163 ألف جنيهًا فقط لا غير، أما الطامة الكبرى فتمثلت فى فيلم بعنوان “شهر عسل” الذي حقق 50 ألف جنيهًا.

وهو ما يستدعي سؤال في غاية الأهمية وهو لماذا تصنع هذه الأفلام، ولصالح من، وما رأي صناعها الآن؟.

صلاح عبد الله يشكو قلة تفاعل متابعيه معه على تويتر

شاهد: أشهر وجوه عام 2018