مينا فريد : خلف إبهار الإعلانات (1-2)

رمضان إقترب .. و معه موسم الإعلانات الأوسع إنتشارا و الأكثر غلوّا .. الإعلانات من الخارج كلنا نراها..بعضها مبهر و بعضها عادي و بعضها غريب .. ماذا عن صناعة الإعلان نفسه ؟ هناك أسرار سأكشفها لك هنا بعد أن عملت فترة هناك ككاتب أفكار …
لنبدأ…
طفلا صغيرا كنت ..أتابع الإعلانات باسما .. أو محبا و حافظا …. و طبعا أحيانا ساخرا.. و كبرت و ظل حبي للإعلانات حتى بعد تخرجي من كلية الهندسة و عملي كمهندسا .. وجدتني في يوم ما من شهر سبتمبر عام 2010 جالسا متابعا لكل إعلان في التليفزيون مراقبا للوجو الصغير الذي يظهر في يمين الشاشة وقت الإعلان فيه إسم الشركة المنفذه للإعلان .. أو حتى اللوجو الكبير ذو الوجه المشهور لطارق نور إمبراطور الإعلان في مصر .. كنت أدوّن كل إسم شركة في نوتة خضراء صغيرة و قررت …
أنا لدي أفكار تصلح لأن تكون أفضل من هذه الإعلانات سأراسلهم ..
ليلتها ظللت أبحث عن أسماء الشركات على الإنترنت و أراسلها برسالة ظننت أنها شيقة …
” أنا إسمي مينا .. ما إشتغلتش في الإعلانات و لكن بداخلي براكين أفكار.. كل ما أطمع فيه فرصة .. لا أطمع في المال.. فقط جرّبني”
مرّ إسبوعا حتى يأست .. كسر يأسي مكالمة من شركة شهيرة … ” إنت يا عم البركان إحنا شركة (……) .. عندك معاد بكرة تورينا شغلك … العنوان : المهندسين ….. إلخ”
ذهبت يومها متحمسا .. وجدت عالم آخر … فتيات جالسات أرضا يعزفون .. شباب يضحكون و يرسمون .. لبنانيون و لبنانيات .. ألوان على الحوائط و صور مع أشهر نجوم الفن و السياسة لصاحب الشركة الشهير معلقة على الحوائط .. و مديرة مكتب حسناء قابلتني باسمة ..
دخلت بعدها لمكتبه و قبل دخولي وجدت سيدة تبدو أرستقراطية تنظر لي شذرا .. جالسه أمامه ..
حياني و قال لي و هو يطالع جهازه سمعت ألبوم تامر الجديد ؟
قلت له أه … و لكني لا أحبه
قال لي أول درس … اللي تحبه و تكرهه مالناش دعوة بيه .. إنت تفكر بفكر الناس اللي بيخاطبها الإعلان ..
هنا تدخلت السيدة الشبيهه بنادية الجندي و هي مدخنة سيجارتها .. عاوزين نعمل إعلان لكريم بشرة بس بيخاطب كلاس سي .. و نركب كلام على أكتر أغنية ترقص في شريط تامر الجديد ..
قلت و ماهو كلاس سي ؟
نظرت لي بقرف و قالت له .. إنت جايبلنا واحد أبيض
قلت لها .. أنا دخلت هنا مهندس ناجح و سأخرج من هنا مهندس ناجح سواء أحببتيني أم لا .. هذه المرة الأولى لي في هذا المجال ..
قال الرجل الشهير … مينا .. الدرس التاني .. سخرية اللي قدامك منك مايوتركش .. ياما هتشوف من العملاء و لازم تقابلهم بإبتسامة … مش عاوز أسمع كلمة أنا مهندس دي .. مهندس خليك هناك
ثم أخرج ورقة و بدأ في الشرح … كيف يصنع الإعلان ..
” بيجيلنا العميل معاه شرح للمنتج بمميزاته اللي عاوز يبينها للجمهور لو جديد و لسه نازل أو عروضه لو نازل من فتره و هيتعمله عروض … أو لو عاوز يعيد تسويقه أو يتريّق على منتج شركة تانية منافسه بصياعة …
بنسأل دايما تلات أسئلة ..

المنتج ده سعره كام و بيخاطب أي طبقة في المجتمع ؟

بتبدأ التصنيفات من أول إيه بلس .. لحد دي…. خمس مستويات حسب نظام شركتنا …

الحملة عاوزها كاملة و لا حاجة محددة ؟

كاملة دي بتشمل راديو و تليفزيون و بانرات أوت دور و حتى إعلانات على الإنترنت – وقتها ماكنتش إنتشرت أوي زي دلوقتي – و لو منتج جديد بيبقى لازم يتعمله لوجو و سلوجن .. يعني إيه سلوجن ؟ سلوجن دي كلمة بتتقال تحت إسم المنتج عشان تعلق مع الناس زي مثلا .. بيريل .. إسترجل .. جينرال .. القطنة مابتكدبش .. و هكذا

شكل الإعلان المفضل إيه ؟

و دي بتختلف حسب ذوق العميل .. عاوزة رقص و شخلعة و لا صادم ولا رقيق و هادي شخلعة يعني كام موديل سكسي يرقصوا و يغنوا و ف إيدهم المنتج … صادم زي إعلان بيريل كده .. بتهين المشاهد و بستفزه و هادي زي إعلانات السيراميك أو الشيكولاته ..

فهمت ؟
أه فهمت يلا نبدأ

 

كنت أحتفظ بكل المعلومات في رأسي و قد قررت سأكون نجما هنا يوما ما …
عن أول إعلان و كيف تتم سرقة ألحان الأغاني دون التعرض للمسائلة القانونية و عن كيف يتم إختيار الموديلز … الحلقة الجديدة

نهاية الحلقة الأولى

للتواصل مع الكاتب من هنـا

اقرأ أيضًا:

 مينا فريد : أشهر 15 إشتغالة لمشاهدي الدراما المصرية

 مينا فريد: جوائز الريموت الذهبي   

مينا فريد لسيدة دريم بارك: سيبي روحك وارقصي

مينا فريد وإيفيت سليمان : مين يمسك الريموت؟؟

 

تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا علي الفيس بوك من هنا