شريهان.. قصة من ألف ليلة وليلة

هالة أبو شامة

“صَدق الدرويش أبو فراج.. الدنيا ما بتديش محتاج”، حكمة قالتها الفنانة شريهان، في تتر فوازير “ألف ليلة وليلة”، وبرغم أن هذه الحكمة قيلت ضّمن استعراضاتها في التتر، إلا أنها تتوافق تمامًا مع قصة حياتها، التي يُمكن اعتبارها هي أيضًا قصة من قصص “ألف ليلة وليلة”.

فبعد أن جذبت الأنظار إليها بموهبتها التي لم تتكرر حتى الآن، وخطفت قلوب الكثيرين وخبأتها في عالم الأساطير، وقف القدر حائلًا بينها وبين هذه القلوب، التي تربعت شريهان بداخلها وتُوجت فيها بتيجان المحبة، فقد حُرمت من إبهار الجمهور بفنها، وحُرم جمهورها من موهبتها النادرة، التي طالما أسعدتهم سواء عبر شاشة التلفاز أو على خشبة المسرح.

نرشح لك: شاهد: شريهان ترقص على أنغام أغنية عمرو دياب

وفي عيد ميلادها الـ 54، يستعرض “إعلام دوت أورج” أبرز محطات حياتها:

وُلدت شريهان في 6 ديسمبر 1964، وكانت هي الأخت الصغرى غير الشقيقة، لعازف الجيتار عمر خورشيد، ولأنها تحمل الجينات الفنية، درست الرقص التعبيري في طفولتها، واحترفت الفن بكل أنواعه في سن صغير، فهي لطالما اعتبرت أن الفن رسالتها ومهنتها، التي حملتها على عاتقها، بحسب ما صرحت في لقائها مع الإعلامي فؤاد عليوان.

فقد كانت بدايتها في عالم الفن وهي في سن الـ 8 سنوات من خلال مسلسل “المعجزة” الذي أنتجته والدتها، وفيلم “الخبز المر”، الذي كان أيضًا من إنتاج والدتها، التي رفضت في البداية امتهانها الفن، إلا أنها بعد ضغوط من “خورشيد” وشريهان وافقت في النهاية، ولكن من خلال مسلسل وفيلم تُنتجه بنفسها، حتى تُدخلها الفن من أوسع أبوابه إذا نالت إعجاب الجمهور.

لكن نجاحها، حملها مسؤولية كبيرة، احترامًا لثقة الجمهور فيها، حسبما أكدت في نفس اللقاء، فقد أكدت على أن النجاح سهل، إلا أن الاستمرار على ذلك النجاح صعب جدًا.

خطفت الأضواء بعد ذلك من خلال المسرحيات التي قدمتها، بمشاركة كبار نجوم الكوميديا، ففي عام 1980 شاركت الفنان فؤاد المهندس، في مسرحية “سك على بناتك”، التي تعتبر من أنجح المسرحيات حتى يومنا هذا، ويكفي أن تكون “إيفيهات” المسرحية، التي تتكرر كثيرًا على مسامعنا في العديد من المواقف المختلفة، خير شاهد على ذلك النجاح.

كما قدّمت العديد من المسرحيات الأخرى، مثل مسرحية “إنت حر” مع الفنان محمد صبحي، ومسرحية “شارع محمد علي” مع الفنان فريد شوقي، وتنوعت أعمالها خلال هذه الفترة فقدمت عام 1983 شخصية “فلة” في فيلم “ريا وسكينة” بمشاركة الفنان يونس شلبي، ودور “بثينة” في فيلم “العذراء والشعر الأبيض”، والمريضة النفسية “سلوى” في فيلم “خلي بالك من عقلك” مع الفنان عادل إمام”.

لكن عام 1985 بالتحديد كان علامة مميزة جدًا في مسيرتها الفنية، إذ قدّمت فوازير” ألف ليلة وليلة: عروس البحور”، فقد جمعت هذه الفوازير بين موهبتها التمثيلية والاستعراضية، وتوالت الفوازير بعدها، فقد أيقن صُناع هذا النوع من الفنون، أن شريهان جوهرة ثمينة، من الصعب تركها، دون أن تُوضّع في المكان اللائق بها، فقدمت عام 1986 فوازير “ألف ليلة وليلة: وردشان وماندو”، وعام1987 “ألف ليلة وليلة: الثلاث بنات”، وفي نفس العام قدمت أيضًا فوازير “حول العالم”.

عادت من جديد للمسرح بدور “روزيتا” عام 1987، فقدّمت مع الفنان فؤاد المهندس مسرحية “علشان خاطر عيونك”، التي أدت فيها العديد من الرقصات الاستعراضية، وتخللت هذه الفترة الكثير من الأفلام والمسلسلات.

لكن لسوء حظها تعرضت عام 1989، لحادث مأسوي، كاد أن يتسبب في إنهاء حياتها، لكنها لم تستسلم قط، فمسئوليتها تجاه الجمهور، دفعتها للعودة مرة أخرى للساحة الفنية عام 1991، وبدأت مرحلة جديدة في حياتها الفنية أكثر نضجًا، وقدمت عدة أفلام مثل “الحب والرعب” و”كريستال” “عرق البلح”، وفوازير “حاجات ومحتاجات”، واختتمت هذه المرحلة عام 2002 بفيلم “العشق والدم”.

اعتزلت بعد ذلك الفن، لتدخل في صراع طويل مع مرض السرطان، الذي استطاعت بعزيمتها هزيمته، وفي عام 2017 فاجأت جمهورها بعودتها مرة أخرى عن طريق مشروع فني ضخم مع شركة “العدل جروب”.

نقدم لك: ملامح من حياة الفنانة شريهان