حكايات جروس.. المدرب الـ 19 عالميًا الذي يسكن ميت عقبة

محمد حليم بركات

شهد استاد “هاردتورم” في مدينة “زيورخ”، أول مباراة يتم نقلها عبر قنوات التلفاز في نهائيات مونديال 1954، كما شهدت مدينة زيورخ في تلك البطولة أكبر نتيجة لمنتخب يفوز في نهائيات كأس العالم بفارق أهداف 9، فقد فازت المجر 9 – 0 على كوريا الجنوبية، كما شهدت المدينة في تلك الفترة مولد اللاعب الذي أصبح أحد أهم المدربين في العالم، وهو كريستيان جروس.

يتمتع السويسري كريستيان جروس البالغ من العمر 64 عامًا، بمسيرة جيدة على المستوى المحلي، بدءًا من كونه لاعبًا، وانتهاءًا بما حققه من إنجاز تاريخي كمدير فني لفريق الأهلي السعودي، مرورًا بقيادته الجهاز الفني لعدد من الفرق السويسرية، حيث لعب “جروس” ضمن فريق “جراسهوبر” في زيورخ، في الفترة الفاصلة بين 1973 و1975، ثم انتقل للعب مع “لوزان سبورت” من 1975 وحتى 1978، ليكمل مسيرته مع فريق “نيوشاتيل كساماكس” من 1978 وحتى 1980، ثم “بوخوم” من 1980 وحتى 1982، ثم لعب لفريق “سانت جالن” من 1982 وحتى 1985، لينهي مسيرته في اللعب مع فريق “لوجانو” الذي لعب في صفوفه من 1985 وحتى 1988.

نرشح لك: أبرز أحداث عمومية اتحاد الكرة



رصيد تدريبي حافل بـ 20 بطولة

حقق “جروس” خلال مسيرته التدريبية 20 بطولة، بدأها مع فريق “ويل” من 1988 – 1993 وحقق معه بطولة الدوري، ثم انتقل إلى “جراسهوبر” من 1993 – 1997، بعدما حصل معه على بطولة كأس سويسرا مرتين، وكأس السوبر مرة واحدة، لينتقل بعدها لقيادة “توتنهام” الإنجليزي من 1997 – 1998، ليعود بعدها لتدريب “بازل” على مدى 10 سنوات من 1999 – 2009، حقق خلالها بطولة الدوري 5 مرات، وكأس السوبر 3 مرات، كما أوصله للدور السادس عشر من دوري أبطال أوروبا.

ثم غادر “جروس” بلاده للمرة الثانية، ليتولى تدريب “شوتجارت” الألماني، خلال عامي 2009 – 2010، واستطاع أن ينقله من ذيل الترتيب إلى مراكز متقدمة، أهّلته للمشاركة في دوري أبطال أوروبا، والوصول للدور السادس عشر.

رعاية والده المريض قبل الانتقال لأهلي جدة

عاد “جروس” ليدرّب “يونج بويز” السويسري في برن من 2010 وحتى 2012، ليكون قريبًا من والده المريض قبل أن يتعاقد مع “أهلي جدة”.

المرتبة الـ 19 على مستوى العالم

مع أهلي جدة استطاع أن يصل ترتيب المدرب السويسري إلى المركز الـ 19 عالميًا ضمن الأفضل؛ متفوقًا على التشيلي مانويل بيليجريني المدير الفني لفريق مانشستر سيتي الإنجليزي حينذاك، والألماني يورجن كلوب المدير الفني السابق لفريق بروسيا دورتموند، والهولندي لويس فان جال مدرب مانشستر يونايتد الانجليزي. وفي نفس السياق، ذكرت شبكة “وورلد كوتش رانكينج”، أنّ “جروس” تواجد في المرتبة التاسعة عشر على مستوى مدربي العالم في آخر تصنيف للمُدربين.

منذ قدومه إلى المملكة، قدّم “جروس” مسيرة رائعة مع أهلي جدة، تضمنت رقمًا قياسيًا فريدًا بـ51 مباراة متتالية دون خسارة، واستطاع أن يحصد 6 بطولات مع نادي أهلي جدة، وهو أول مدرب أوروبي يحصد بطولات في المملكة العربية السعودية.

ولا تعد الأرقام القياسية غريبة عليه، إذ قاد بازل السويسري عام 2006 لـ 59 مباراة متتالية دون خسارة على أرضه وأمام جمهوره.

جروس في ميت عقبة

كانت أكبر هدية من معالي المستشار تركي آل الشيخ للزمالك، هو المدرب صاحب الشخصية الهادئة تمامًا، والذي لا تهتز شعيره من حاجبه جراء التصريحات التي يثرثر بها رئيس النادي بعد كل مباراة سواء فاز أم تعادل، حيث لم يخسر سوى مباراة واحدة في الدوري، وتعادل مباراتين وفاز في 5 مباريات، وفاز في مباراتي الكأس وتعادل مرة وفاز مرتين في البطولة العربية، وانتصاره الكبير هو السوبر المصري السعودي مع الهلال، أقوى نادي في آسيا وإفريقيا حاليًا.

مدرب جديد للاعبين جُدد

جاء جروس مع بداية الموسم على لاعبين لم يختر أي منهم، ونصف القائمة لم تلعب سويًا من قبل، مع توضيح أنّ الزمالك يمتلك أفضل قائمة للاعبين في الشرق الأوسط وإفريقيا بعد الهلال السعودي، لكن هناك مدربًا وجد أنّه يريد أنّ يعلم بعض اللاعبين “المحترفين والدوليين” كيف يتمركزون في الملعب، بل وصل الأمر كيف يمرر الكرة، بل متى يمرر الكرة، كل هذا مع الحفاظ على صدارته للدوري والسير قدمًا نحو بطولة الكأس والبطولة العربية.

ماذا قدم جروس للزمالك في ثلاثة أشهر

أقوى دفاع في الدوري والكأس والبطولة العربية، بسبب التنظيم والأدوار المركبة للاعبين، استطاع أن يؤمن مرماه بستة أهداف فقط في 14 مباراة بجميع المسابقات.

أقوى هجوم 22 هدفًا في 14 مباراة، 16 منها في الدوري و3 في الكأس و2 في السوبر المصري السعودي.

المرونة التكتيكية

أبرز ما يتميز به المدير الفني السويسري في إدارته للمباريات، قدرته على تعديل خطة اللعب في أثناء المباراة، رغم شبه تثبيت للتشكيل الأساسي، إذ يبدأ المباراة بطريقة 4-2-3-1، ثم يحولها خلال اللعب إلى 4-4-2 بدخول “أوباما أو كهربا” مهاجمًا وهميًا، وعندما يكون متأخرًا يحولها 4-1-4-1 بزيادة “فرجاني ساسي” مع الثلاثي تحت رأس الحربة، وهذه الطريقة الأخيرة أكثر فاعلية من الناحية الهجومية، وهو ما يعني أنه يتمتع بـ”مرونة تكتيكية”.

احترام المنافس.. وإجادة قراءة المباراة

في بعض المباريات يقوم بتكليف لاعبين بأعينهم بمهام جديدة، ففي المباريات التي امتلك فيها المنافس لاعبين أصحاب مهارات عالية، يأمر بعودة جناحي الملعب للدفاع حتى يلتحم بالظهير الذي خلفه، وفي المباريات الأقل يعطي الحرية لظهيري الطرف بالتقدم حتى نهاية الملعب، ويقدّم لاعبي الوسط المدافع للأمام للضغط المبكر، وبالطبع زيادة خط ثنائي الدفاع إلى منتصف الملعب. لا يتعامل جروس مع المباريات بتهور أو رعونة، فهو يعطي كل مباراة حقها تمامًا.

المشكلة ليست جروس

بسبب إهدار رباعي الهجوم للفرص السهلة والانفرادات بالمرمى، تشير الجماهير وربما بعض المحللين بأصابع الاتهام، ناحية جروس لا ناحية اللاعبين المفترض أنّهم أفضل عناصر في مصر كلها، وكأنّ المطلوب من مدرب جاء لقيادة لاعبين دوليين أنّ يعلّمهم كيف يسجلوا أهدافًا وهم وجهًا لوجه مع حارس المرمى، والحقيقة أنّ الأمر أصبح فعلًا فوق طاقة أي مدرب، ومع ذلك يقوم بهذا الأمر لكن هناك خمسة لاعبين من أصل ثمانية لاعبين الذين يتم اختيارهم في رباعي الهجوم يصرون على تنفيذ الأصعب سواء في التسجيل أو في التمرير في أوقات حاسمة، لاعبين يفتقدون للتمييز بين الكرة التي يجب تسديدها ومتى والكرة التي يجب أن تمرر لزميل غير مراقب ومتى.

جروس سينجح لكنه لن يستمر

إذا استمر “جروس” على سياسته في التعامل مع اللاعبين ومع رئيس النادي سينجح هذا الموسم مع الزمالك في حصد كل البطولات .. لكنه لن يستمر لأسباب أهمها إراحة نفسه من الضغط النفسي الذي يسببه رئيس النادي والأهم أنه بالتأكيد سيعود للدوريات الخليجية، سواء للدوري السعودي الذي أصبح أهم دوري في أفريقيا وأسيا أو الدوري الإماراتي.

رسميا: أحمد شوبير عضوا باتحاد الكرة

شاهد: أبرز أخطاء أحمد الشناوي حارس مصر الأول