محمد سقراط يكتب: إلى أساتذة حياتي.. الإنكار لن يفيد!!

بدايةً.. لا أتقدم بالشكر للأستاذ إسلام وهبان، صاحب هذه الدعوة الكريمة للكتابة في سلسلة مقالات “الأستاذ”..
نعم، “لا أتقدم بالشكر” ما قرأتَه/قرأتِه صحيحًا، ولا يندرج تحت بند الخطأ المطبعي، وعدم الشكر لا لشيء إلا لكي يكون اتساقًا مع ما سأذكره في السطور القادمة.

وللقليل من التوضيح، فإن فكرة المقال، أو بالأحرى فكرة ملف “الأستاذ” مبنية على إلقاء الضوء على قيمة الأستاذ في حياتنا أيا كان موضعه فيها وأيا كانت صفته، فلا يقف المعنى عند الأستاذ الجامعي أو المُعَلم مثلًا، بل “الأستاذ” كقيمة تقاس بقدر ما حققه من تأثير؛ فالمفهوم أوسع وأشمل، مستوعبًا لمن قد يكون “مَعَلِّمًا” حتى، نقول له “انت مَعَلم واحنا منك نتعلم”.

ليس ذلك فحسب، من الوارد كذلك أن يكون “الأستاذ” أكثر من شخصية، ولا أخفي عليكم مدى ما تملّكني من استفزازٍ وأنا أستمع لفكرة المقال! فلما أضطر إلى أن أكون ممتنًا لمن تعلمت منه بشكلٍ أو بآخر ليمثل قيمة “الأستاذ”؟! وماذا سيستفيد هو كأستاذ في الأساس؟!

نرشح لك: محمد عبد الرحمن يكتب: الأستاذ محمود عوض

بصراحة شديدة أعصابي لا تحتمل أن أجتهد لأتذكر من يُفترَض أن أكون مدينًا له، وقد يرجع ذلك إلى أن العرفان بالجميل ليس من بين صفاتي.

فيما سيأتي رسائل لكل هؤلاء الذين اقتحموا حياتي – حتى الآن – وأسهموا بهذا الأثر الذي ينغصها ليل نهار كلما لمسته في تصرفٍ أو سلوك أقوم به.. أو عندما أعيد حساباتي مراجعًا لنقاط الضعف والقوة لدي بوجه عام، وبالمناسبة، لا تستوقفني نقاط قوتي بقدر ما تستوقفني نقاط الضعف، إذ أتساءل.. أين كان “الأستاذ” من نقاط الضعف تلك؟! أمال أستاذ إيه بقى؟!”
المهم…

-الأول.. الأستاذ محمد أحمد العِكاسي

أستاذي في الصف الرابع الابتدائي، مادة اللغة العربية، سعودي الجنسية، أحببت اللغة العربية من أجله وبسببه، أستاذٌ بمعنى الكلمة، ولم أدرك وأنا في هذه السن المبكرة مترقبًا الحصص التي سيدرس لنا فيها أني كما عشت لحظات الترقب هذه والدروس التي استمتعت بها فعلًا، أني سأعيش لحظاتٍ أضعافها مجاهدًا كي أنكر كل ما أفادني به.. يالله، ربنا حليم ستار.

– الثاني.. كابتن ملاك

أو “الكوتش” ملاك كما كنا نناديه، أستاذ أول وظيفة في حياتي العملية “حامل حقائب” في أحد الفنادق، رغم بساطة الوظيفة أعتبره “المدير” الأفضل والأجدر؛ تعلمت منه مفهومًا مغايرًا للإدارة في كل تفاصيلها، والدرس الأهم هو ألا أحتقر أية وظيفة مهما بدت بسيطة؛ فدائمًا هناك مجهود يستحق الاحترام.

جميع ما سبق لا يُنقِص -بالطبع- من قدرتي الفائقة على التعلم والتركيز على التفاصيل والرؤية “المبعدية” لديّ ومميزات أخرى في شخصيتي لن يسعها هذا المقال… طبعًا يعني.

نرشح لك: فاطمة خير تكتب: أمينة النقاش ونبيل زكي.. شكرا

*نقطة نظام… من سيأتي ذكرهم بعد “الكوتش ملاك” مختلفون؛ هم أقرب للشخصيات “الافتراضية” لو صح التعبير، بسبب طريقة تعلمي منهم بشكلٍ غير مباشر، بالملاحظة والمتابعة، وتحليل ناتج عملهم.

الجزء الأجمل أنها طريقة تعلم في مجالٍ أحببته وأسعى إليه بإرادتي ورغبتي الكاملة، بحبٍ ومن دون إجبار، وهو الأمر النادر الحدوث في حياتي.. حياتي بلا اختيارات، آه والله..

– الثالث: عبدالله غلوش

لم أقابله على أرض الواقع.. ولكن نصيحة، عندما تُدرِكُ أن عالم Social Media يصلح لأن يكون ذا قيمةٍ ملموسة، وحين تصل لقاعدة غير معلنة بشكلٍ صريح مفادها “من كان يحترم الكتابة فليتناول ما يكتبه من زاوية مختلفة أو ليصمت”، وتجد نفسك قد تعلمت متى تعلق على أمرٍ ما ومتى لا تعلق، وبمجرد إدراك أن الأمر لا يتعلق بمجرد التركيز على التفاصيل وحسب بل يعتمد بشكل أكبر على تقدير وتقييم التفصيلة ذاتها.. فعليك فورًا أن تجحد في العلن كل ما تعلمته من عبد الله غلوش، أما بينك وبين نفسك، فلا تعترف كثيرا بهذا الأمر من أجل سلامة صحتك النفسية، وذلك إن كنتَ/ كنتِ في قائمة أصدقائه أو من متابعيه.

– راديو هيتس:

ابتداء.. يمكن اعتبار هذه الفقرة “رابعًا وخامسًا وسادسًا وسابعًا؛ من ناحية لأن الرقم (٧) هو الرقم الأقرب إلى قلبي، ومن ناحية أخرى لأن هناك أربعة أشخاص في “راديو هيتس” هم “الأكثر” تأثيرًا وإفادة لي.

لو لا زلت تتذكر قاعدة “من كان يحترم الكتابة فليتناول ما يكتبه من زاويةٍ مختلفةٍ أو ليصمت” فمتابعة “راديو هيتس” هي التطبيق العملي لها، والتدريب العملي عليها، بالتركيز على أغلب ما يقدَّم عليها من محتوى إعلامي ترفيهي، به قدر ليس بالقليل من الجدية، وتحليل هذا المحتوى.

“فتقديمك لمحتوى جاد لا يعني أن تكون عميقًا، من الممكن جدا، بل من الأفضل أن تقدمه بشكل خفيف”.. خليك فريش.
“لن تصل ولن تؤثر ولن تتلولو ولن تتشنكح إلا إذا كنت حقيقيا وغير متكلف”.. والنبي لو عملت إيه.

نرشح لك: حسين عثمان يكتب: في حضرة الأستاذ.. “من لا يقرأ لا يكتب يا حسين”

.. هذه أمثلة لبعض ما انتهيتُ إليه واستخلصته نتيجة متابعتي الطويلة لراديو هيتس ولمقدمي برامجها.. “بس هانكر”.
وبالطبع لن أعدد ما استفدته تفصيلًا؛ فالهدف فقط أن أنكر كل ما حصلت عليه -والإنكار هنا فقط للتوثيق- ولا ينبغي أن أذكر

أسماءً بعينها هي الأكثر تأثيرًا، ليس لمجرد متعة أن “يموتوا بغيظهم” لكن أخاف أن أنسى أحدًا منهم.
توضيح.. الحمد لله وجدت موضعا مناسبًا في هذا المقال لجملة “عشان مانساش حد”… باحبها.

لا يسعني إلا أن أقول للأستاذ إسلام وهبان شيئا واحدا في نهاية المقال، بعد كل هذا الضغط على أعصابي وأنا أتذكر كل من ينبغي أن أعترف بفضلهم بعد المولى عز وجل، مستدعيًا أوجه الإفادة والاستفادة منهم.. أقول له “حسبي الله ونعم الوكيل”.

لا أحد ينجح بمفرده.. ملف خاص عن “الأستاذ”