جيهان الجوهري تكتب: فكرة رائعة ولكن؟! عيار ناري.. يضرب الحقيقة

نقلا عن مجلة صباح الخير

الأفلام التي تجذبك بطزاجة فكرتها لتخرج من قاعة العرض وأنت في حالة دهشة تحثك علي التفكير أو تؤكد علي فكرة أنت مؤمن بها أساسا” لابد أن تحترم صانعيها، وفيلم عيار ناري من هذة النوعية تأليف هيثم دبور والإخراج لكريم الشناوي في أول فيلم روائي طويل.

الحقيقة لها أكثر من وجة و إذا انتصرت الأنسانيات علي الحقيقة ستصبح الحقيقة مشوهة مما يدفعنا للسؤال: إلي أي مدي يستطيع الشخص الانتصار للأنسانيات علي حساب الحقيقة ؟

الإجابة تأتيك في نهاية فيلم “عيار ناري ” وعليك قبولها أو رفضها .

نرشح لك: أماني زيان تكتب: الخالة والدة(1).. أولاد إخواتي الأعزاء.. شكرا

الفكرة العامة للفيلم جديرة بالاحترام ولم لا ؟ خاصة أنها تلمس تفاصيل حياتنا بشكل كبير، فكم من جرائم وأحداث وشائعات وأدعاءات تحوم حول البني آدمين لتبقي في النهاية الحقيقة المؤكدة التي يعرفها الشخص نفسه أو آخرين لكنهم يفضلون الصمت لأسباب شخصية أو سياسية ..إلخ ..

فكرة “تعددية أوجه الحقيقة” ،تحتاج الطرح من خلال موضوع تشويقي وأختار مؤلف الفيلم جريمة قتل حدثت وقت ” ثورة ٢٥ يناير ” التي ضمت آراء مختلفة في كافة تفاصيل أحداثها مدخلا لفكرتة العامة خاصة” أننا حتي هذة اللحظة لانزال في جدل حول تفاصيل ثورة ٢٥ يناير وماتلاها.

(قصة الفيلم )

في بداية الفيلم يسلط صناع الفيلم علي التركيبة الشخصية لطبيب التشريح أحمد الفيشاوي “ياسين المانسترلي” فهو شاطر في عمله، لايكتب تقرير إلا وهو مرتاح الضمير، حتي إذا كان سكير نعرف أن علاقتة بوالدة الوزير السابق متوترة بسبب اتهام والدة في قضايا فساد، و المرة الوحيدة التي زاره بالمستشفي التي يعالج بها قال لة أبوة “اللي يهمني أنك وأختك تصدقوا برائتي من التهم المنسوبة لي”، هنايؤكد هيثم دبور علي الفكرة العامة لفيلمة، حيث يعيش أحمد الفيشاوي نفس أزمة والدة لكن بتفاصيل وظروف مختلفة . كلاهما علي حدة يملك الحقيقة المؤكدة، أحدهما يحاول إثبات برائته من خلال القضاء والثاني يضحي بعدم أظهار برائته وإنقاذ شرفه المهني بهدف الإنسانية.

أحداث الفيلم تدور في نفس عام ثورة 25يناير وبالتحديد عندما حدثت أشتباكات لاظوغلي الشهيرة حيث أستقبلت المشرحة عدد من الجثث، واحدة منهم كان تقرير طبيب المشرحة أحمد الفيشاوي “ياسين المانسترلي ” أن الوفاة نتيجةطلق ناري علي مسافة قريبة ،وهذا يعني براءة الداخلية من دم المتوفي ، والقتيل ليس شهيد وتم أتهام الطب الشرعي بتواطؤة مع الداخلية بعد ما تم تسريب تقريرة للأعلام .،مما دفع مديرة الطب الشرعي “صفاء الطوخي” تشن حربا” علي طبيب المشرحة “أحمد الفيشاوي” وسعت لتغيير التقرير ليصبح” طلق ناري” جاء في ظهر القتيل من مكان مرتفع (قناصة الداخلية).

أختارت المديرة “صفاء الطوخي” ارضاء المتظاهرين أمام مصلحة الطب الشرعي علي حساب “الحقيقة”.

نرشح لك: محمد حسن الصيفي يكتب: أساتذتي.. هؤلاء من منحوني الأمان

طبعا هنا أنت أمام كفتي ميزان أحدهما تبرئ الداخلية وتظهر عدم أستشهاد البعض، علي عكس الكفة الثانية التي تدين الداخلية . وأنت كمتفرج أمامك ثلاث حلول تستقبل بهم الفيلم ، أولهما أما أن تكون مع الثورة أو ضدها والثالث عليك أستقبال الفيلم كفكرة عامة مطلقة بعيدا” عن جدل الثورة وأنا شخصيا” أميل للحل الأخير خاصة” أن فكرتة العامة صالحة لكل زمان ومكان . وثانيا لديك عناصر آخر بالفيلم تستطيع الأستمتاع بها مثل مباراة التمثيل بين ممثلين يعون جيدا كيف يختارون أدوارهم أولهم أحمد الفيشاوي الطبيب الشرعي ” السكري الذي حفظ الجمهور جملتة عندما كان أحد ي’سألةعن المسافة بين القاتل والقتيل : “أد المسافة اللي بيني وبينك” ! ومحمد ممدوح الذي أبدع بأدائة دور “خالد” شقيق القتيل فهو من بداية الأحداث وتعبيرات وجهة في غاية الغموض فأنت لاتعرف ماوراءة وهل والدتة متعاطفة معة أم لا ؟ وهل أجبر خطيبة شقيقة المتوفي علي الزواج منة أم بكامل أرادتها.. ورغم تألقه إلا أن مشهد أرتداءة قفازات اليد عندما كان يهدد طبيب المشرحة أحمد الفيشاوي كان بة عبث غير مقبول للشخصية التي جسدها خاصة أن تهديد شخص ما لايحتاج أرتداء قفازات.. عارفة عبد الرسول ممثلة من العيار الثقيل لاتستطيع تخيل غيرها في لعب دور الأم الملئ بهذا الكم من مشاعر الحزن والغضب من ابن عاق رحل ، والخوف علي أبنها الذي دافع عنها وحفيدها الذي لم يري النور ، هذا الثلاثي ترجم فكرة هيثم دبور بأداء تمثيلي متوهج . ومعهم أسماء أبو اليزيد وأحمد كمال وصفاء الطوخي . وفي تصوري أن فكرة الفيلم بشكل عام وأختلافةهي التي حمست هنا شيحا وأحمد مالك وروبي التواجد به. .

نجح هيثم دبور مؤلف فيلم عيار ناري في تأكيد موهبته بعد فيلمة الأول ” فوتو كوبي” .، كما كسبت السينما كريم الشناوي ونجح في تقديم نفسة كمخرج من خلال عمل مختلف مثير للجدل ، وهو بالمناسبة عمل من قبل كمخرج منفذ في أعمال شديدة الأهمية تعكس فكرة السينمائي منها ” نوارة” و”أشتباك”و”طلق صناعي ” ومساعد مخرج بفيلم “أسماء ” أيضا ديكورعلي حسام من العناصر المميزة جداً بالفيلم خاصة المشرحة ومنزل عائلة القتيل وكذلك تصوير عبد السلام موسي وموسيقي أمين أبو حافة ومونتاج أحمد حافظ ..

وأخيرا” هل الانتصار للأنسانية يجب أن يكون في المطلق؟ أم أن الواقع لة الكلمة العليا وهل نهاية الفيلم التي انتصرت للإنسانية في مقابل تخلي بطل للفيلم عن شرفة المهني تبدو منطقية أم أن الأمر يحتاج لملائكة علي الأرض تنتصر للإنسانية مقابل الحقيقة؟

أبرز 7 تصريحات مثيرة للجدل للكاتب يوسف زيدان