سامح سامي يكتب: أساتذتي.. نور لمن حولهم

“ليس التلميذ أفضل من معلمه، بل كل من صار كاملا يكون مثل معلمه”.

(1)

الأب سامي ميخائيل

هو معلمي الأول. تشكل وجداني معه، ومع ما يحبه من أفلام، خاصة أعمال “ستانلي كوبريك”. كان يحب ويمارس عدة أشكال من الفن –نحت ورسم- كهاوي بجانب عمله ككل الموظفين. كان يحب الحياة. رغم رحيله إلا أنه ما يزال يشكل طريقي، فكل خطوة أتذكره، وأتمنى وجوده الآن.

نرشح لك: محمد توفيق يكتب: ميس تريزا

(2)

ماجد عطية

أول من علمني الصحافة. تعرفت عليه من خلال صديقي دكتور رامي عطا، ونحن في الفرقة الأولى بكلية إعلام. الأستاذ ماجد عطية حكاء شديد الذكاء والخبرة. من جيل الصحفيين الكبار، اللذين يهتمون بالقراءة الدائمة. في مكتبه قرأت كتبا كثيرة، وسمعت حكايات صحفية نادرة، وكتبت أول موضوعاتي الصحفية، ومنها حواري مع نجيب محفوظ، وهو إنسان استثنائي لا يقل جمالا عن أدبه. أردت أن أضعه في قائمة أساتذتي إلا أنني لا أستحق ذلك. وكذلك الروائي الكبير إدوار الخراط الذي كان يعتني بالكلمة، ويهتم باللغة العربية.

نرشح لك: فاطمة خير تكتب: أمينة النقاش ونبيل زكي.. شكرا

(3)

مراد وهبه

من أكثر الأساتذة الذين أثروا على تفكيري، عبر كتبه أولا ثم لقاءاتي معه. فهو نور لمن حوله، يجب أن يتحرك من الهامش إلى الصدارة في الحياة العامة. تأثرت بكتبه الفلسفية خاصة “ملاك الحقيقة المطلقة” و”جرثومة التخلف”. قابلته كثيرا وتعلمت منه كيف يتحرر العقل من كل السلاطين، وكيف أن السبيل في فهم هذا العالم يأتي عبر مكونات أربعة حين تتحقق ينطلق الإنسان ويتطور، وهي: العلمانية، التنوير، التسامح، الليبرالية. من وقتها وأنا مهووس بالتنوير الذي أرى عدم وجوده هو أزمة كل المجتمعات العربية، وخاصة في مصر، حيث التنوير في أبسط تعريفاته أنه لا سلطان إلا العقل نفسه.

نرشح لك: محمد عبد الرحمن يكتب: الأستاذ محمود عوض

(4)

إبراهيم أصلان

شخصه يخفي الحدود الفاصلة بين البساطة والعبقرية، يدخل كلامه إلى القلب والعقل بنعومة شديدة. هو شخص نادر أن تجد مثله. أديب كبير وإنسان عظيم، علمني كيف أصمت ولا أتحدث كثيرا إلا عند الضرورة. عملت معه في جريدة الحياة اللندنية، وكان يساعدني وأنا الشاب الذي لم يتخرج بعد في الكلية.

وأعتقد أن إبراهيم أصلان مؤثر في كل من قرأ له، وليس من قابله وعاش معه فقط، فقد سمعت أكثر من مرة، وأصدق ذلك؛ لأنه حدث معي، أن القارئ حين ينتهى من إحدى روايات أصلان لا يريد أن يتركها تضيع منه، وكأنها كنز، فيبدأ فى احتضانها وتقبيلها إلى أن تهدأ حالته العاطفية فيحتفظ بها فى أفضل مكان شأن الأعمال الإبداعية الكبرى.

(5)

مريم زاهر

هي صاحبة التأثير الأكبر، وبوصلة لمسار حياتي. علمتني درسا منذ 12 سنة ألا أكون غامضا في كلامي وتصرفاتي، حيث إنني كان من الممكن أن أخسر أفضل ما حدث ليّ في السنوات الماضية بسبب غموضي. أيضا علمتني أن أكون صريحا قدر المستطاع مع الناس، حيث إنني أخجل مما أشعر به، فكان من الممكن أن أمشي أميالا مع شخص، وأنا لا أريد ذلك، لخلل نفسي يتلاعب بيّ.

نرشح لك: محمد هشام عبية يكتب: أساتذتي.. الحاج هشام وأحمد خالد توفيق

(6)

الأب وليم سيدهم اليسوعي

تعرفت على الأب وليم سيدهم على مرحلتين، الأولى منذ 16 عاما، فأنبهرت بكتاباته عن لاهوت التحرير، وكيف أن راهبا يكتب بكل هذه الثورية، وبكل هذه الجرأة، فتعاونت معه بشكل طفيف في نشاط نادي السينما بالجزويت، ثم أنشغلت في الصحافة، وأبتعدت مع صدور جريدة الشروق إلا أن فكرة لاهوت التحرير والعدالة الاجتماعية التي كان ينادي بها ظلت ساكنة في عقلي وقلبي.

نتلقي مرة أخرى، والتعاون يزيد، والقرب يزداد، ذلك القرب الذي تعلمت منه خبرة رجل عجوز رغم روحه الشابة. يواجه تسرعي في بعض الأمور بتأكيد التروي والحكمة وعدم التسرع في إصدار الأحكام. له أوجه عديدة ونتيجة واحدة: خدمة الناس دون تفرقة أو تمييز، إيمان مطلق بالثقافة والفنون والتغيير، هو التعبير الواضح عن جمعية النهضة “جزويت القاهرة”. ليس هناك إنسان كامل طبعا. لكن من يتعامل مع الأب وليم سيدهم لا بد أن يحبه.

هؤلاء علموني وأثروا فيّ، يضاف إليهم الآن مجموعة دبلوم النقد السينمائي، تلك المجموعة المبهرة التي أتعلم منها أكثر من قاعات المحاضرات. فيهم يتحقق ما قاله باولو فيراري عن التعليم الحواري، الذي ينتج موجات من التغيير والتحرر.

لا أحد ينجح بمفرده.. ملف خاص عن “الأستاذ”