حسين عثمان يكتب: ملاحظات الأسبوع السبعة

• لا يزال الارتباك سيد الموقف مع كل إجازة أو عطلة رسمية، وتزيد الربكة حين تُوافِق الراحة الأسبوعية، فينتظر رئيس الحكومة توجيهات القيادة السياسية حتى يأخذ قراره بشأن إجازة العاملين في الدولة، يعني العاملين في الحكومة وقطاع الأعمال العام، مش كل العاملين في مصر كما يعتقد خطأ موظفو القطاع الخاص، وينتظر وزير القوى العاملة حتى يُصْدِرَ قراره بخصوص القطاع الخاص، وينتظر محافظ البنك المركزي حتى يدلي بدلوه بشأن البنوك، وهكذا حتى نصل إلى رؤساء المؤسسات أنفسهم، ولا يشغل الأمر أصحاب القرار إلا في لحظاته الأخيرة، رغم تقنين أيام الإجازات والعطلات الرسمية، ووضوح مخططها كاملاً مع مطلع كل عام ميلادي، إجازة سعيدة.

نرشح لك.. حسين عثمان يكتب: في حضرة الأستاذ.. “من لا يقرأ لا يكتب يا حسين”

• فوز فيلم “يوم الدين” بجائزتي أفضل فيلم روائي عربي وسينما من أجل الإنسانية في مهرجان الجونة السينمائي، بعد أن مثل مصر في مهرجان كان السينمائي الدولي وحاز هناك جائزة “Francois Chalais” يحمل العديد من الدلالات المُبَشِرَة، هو شهادة ميلاد مخرج سينمائي مصري شاب، يخرج بالسينما المصرية من جديد إلى آفاق العالمية برؤى مغايرة وغير نمطية، ظهرت واضحة في فكرة الفيلم، وفي جرأة واجتهاد أن تقوم شخصياته الحقيقية بأدوار البطولة، ومعها يعيد المخرج أبو بكر شوقي الاعتبار لأفلام الصبغة الإنسانية، وينبه إلى أن السينما المصرية تظل رائدة، قد تمرض لفترة ولكنها أبداً لا تموت، أشاهد “يوم الدين” قريباً إن شاء الله.

• مصرع هند موسى رئيس قسم الفن بجريدة التحرير، في حادث طريق أثناء عودتها بعد أن أدت واجبها في تغطية أنشطة مهرجان الجونة السينمائي، يطرح مرة أخرى وبكل أسف لن تكون الأخيرة، قضية إهمال حقوق الصحفيين الشباب الإنسانية والمهنية على حدٍ سواء، فلا يقتصر الأمر على استغلال طموحات وآمال مواهب شابة مجتهدة، تعطي بقلب كل ما تملك مقابل فتات لا يفي بضمانات حياة كريمة، وإنما يمتد إلى طلوع الروح حتى تحصل على عضوية نقابة تضمن قلة من الحقوق والامتيازات، ولا ينتهي بإهدار حقوق تأمينية قانونية ملزمة يجري تجاهلها عن عمد، هي فعلاً مهنة البحث عن المتاعب، وتنتهي في معظم الأحوال بالمآسي.

• لا يجمع شعوب الأرض قدر ما يجمعهم سحر القهوة، هي أسلوب حياة عند مختلف مواطني دول العالم، في منظمة حكومية دولية تأسست في لندن عام 1963 اسمها “المنظمة الدولية للقهوة”، تضم في عضويتها 40 دولة مصدرة للبن وعدة دول مستوردة له، المنظمة تضمن تبادل المعلومات وتنسيق السياسات فيما بينها، ووافقت لأول مرة عام 2015 على اعتبار يوم الأول من أكتوبر “اليوم العالمي للقهوة”، كمناسبة للاحتفال بمشروب القهوة على مستوى العالم، والتشجيع على التجارة العادلة للقهوة ورفع الوعي بمشاكل مزارعي البن في مختلف بقاع الأرض، في اليوم ده تقدم العديد من شركات القهوة أكوابها مجاناً أو بأسعار مخفضة.. شربت قهوتك النهاردة؟!.

• ولأن القهوة مفيدة لصحة القلب بشرط ألا تصاحب التدخين، تأتي صدفة أن يتزامن اليوم العالمي للقلب في 29 سبتمبر من كل عام مع اليوم العالمي للقهوة، والعناية بصحة قلبك تبدأ بمعرفة الأخطار التي تهدده، وأهمها الإصابة بمرض السكر وإهمال علاجه، ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع مستويات الكولستيرول، السمنة أو البدانة، وطبعاً التدخين، تغييرات بسيطة في نمط حياتك تكفي لأن تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والذبحة الصدرية، تَجَنَبْ الأطعمة المحفوظة بقدر الإمكان، خَفِفْ من استهلاك الملح، احْرِصْ على شرب الماء والعصائر الطبيعية، تناول الفواكه الطازجة، زِدْ من أكل الفواكه والخضروات في وجباتك اليومية، بَطَلْ تدخين، وحافظ على وزن صحي، قلبك لتهلك.

• شيء جميل أن يدور المحور الرئيسي لأنشطة منتدى شباب العالم الثاني المُنْتَظَر انعقاده بشرم الشيخ في نوفمبر القادم، حول رؤية مستوحاة من كتاب “الأعمدة السبعة للشخصية المصرية” للمفكر الكبير د. ميلاد حنا، تتلخص هذه الأعمدة في انتماء مصر الفرعوني، وانتماء مصر اليوناني الروماني، انتماء مصر القبطي، انتماء مصر الإسلامي، انتماء مصر العربي، انتماء مصر لمنطقة البحر المتوسط، وأخيراً انتماء مصر الإفريقي، أن يجتمع عدة آلاف من الشباب من مختلف دول العالم لعدة أيام حول رؤية لمفكر مصري بقيمة ميلاد حنا، أراه تحولاً يستحق التقدير في التفاعل مع منتديات الشباب، ولعله يصبح تقليداً على أجندات كافة مؤتمرات وملتقيات الشباب المحلية والدولية.

• “ربما جاء يوم نجلس فيه معاً لا لكي نتفاخر ونتباهي ولكن لكي نتذكر وندرس ونعلم أولادنا وأحفادنا جيلاً بعد جيل، قصة الكفاح ومشاقه ومرارة الهزيمة والآمها وحلاوة النصر وآماله، نعم سوف يجيء يوم نجلس فيه لنقص ونروي ماذا فعل كل منا في موقعه، وكيف حمل كل منا الأمانة وكيف خرج الأبطال من هذا الشعب وهذه الأمة في فترة حالكة ليحملوا مشاعل النور وليضيئوا الطريق حتي نستطيع أن نعبر الجسر ما بين اليأس والرجاء”.. هكذا تحدث قائد العبور العظيم محمد أنور السادات، ولا نزال مقصرين بعد خمسة وأربعين عاماً، في حق معرفة الأولاد والأحفاد، قيمة نصر أكتوبر في تاريخ مصر الحديث.