حسين عثمان يكتب: ملاحظات الأسبوع السبعة

أمسية السبت الماضي مَرَتْ في حَضْرَة جبرتي صاحبة الجلالة، الكاتب الصحفي المبدع المجتهد محمد توفيق، والمناسبة إطلاق “حُب وحَرب وحِبر” الجزء الثاني من كتابه الوثيقة “الملك والكتابة”، عن تلك المواجهة الأبدية بين حُرية الكتابة وسَطوة السلطة في مائة عام، وحول مائدة مُستديرة بإحدى قاعات نقابة الصحفيين، التف الحُضُور من أبناء المهنة وحوارييها، حيث دارت فعاليات الندوة التي أدارتها باقتدار الإعلامية الكبيرة نِهال كمال، ومفاجأة الأمسية كانت في طرح طبعة خاصة ضمت الكتابين في مجلدٍ واحد، يأتي بمثابة مرجعاً ثرياً لا غنى عنه للباحثين في تاريخ الصحافة المصرية، وإلى جانب معرض صور وبوسترات لأهم محطات المهنة ومهنييها الكبار في مائة عام.

نرشح لك: صور: محمد توفيق يوقع “حب وحرب وحبر” بنقابة الصحفيين

ما بين إطلالة عمرو أديب على شاشة إم بي سي مصر في “الحكاية”، والإعلان عن انتقال وائل الإبراشي لتقديم “كل يوم” على شاشة ON E، تلفظ ظاهرة التوك شو أنفاسها الأخيرة، فالتكرار إلى حد الملل أصبح السمة المميزة لهذه البرامج، وعلى اختلاف شاشاتها ووجوه مقدميها، لم يعد هناك أي جديد لا في الشكل ولا في المضمون، فلم يختلف برنامج أديب الجديد عما سبق وقدمه طوال عشرين عاماً إلا في اسمه، وما عداه كل شيء على ما هو عليه، معدلات مشاهدة برامج التوك شو انخفضت إلى حدها الأدنى منذ صعود الظاهرة بالتزامن مع مقدمات ثورة يناير وتوابعها المستمرة حتى ثورة يونيو.

نرشح لك: وائل الإبراشي يقدم كل يوم على ON E

في سن العشرينيات، اعمل في شركة صغيرة واتبع مديراً ناجحاً، ولا تعمل في شركة كبيرة لأنك لن تتعلم فيها إلا القليل، في سن الثلاثينيات، اتبع شغفك واعمل لصالح نفسك، وأسس مشروعاً خاصاً بك، في سن الأربعينيات، اعمل ما تجيد، لا تجرب المزيد واكتفِ بما حققت، في سن الخمسينيات، استمتع بما تملك، وادعم الشباب فهم يحتاجون مساندتك وخبرتك، لم تكن هذه إلا بعض خلاصة خبرات الملياردير الصيني جاك ما، مؤسس الموقع الإلكتروني التجاري الشهير “علي بابا”، والذي عاقب الولايات المتحدة الأمريكية منذ أيام بتراجعه عن خطط لتوفير مليون فرصة عمل في أمريكا، بسبب الحرب التجارية المشتعلة من قبل واشنطن ضد بلاده.

محمد صلاح مش في المود، مزاجه متعكر لحد دلوقتي في الموسم الجديد، في الدوري الإنجليزي وفي دوري أبطال أوروبا كمان، تتملكه حالة شرود ذهني في الملعب تصرفه عن تركيزه المعتاد الواصل به إلى القمة في الموسم الماضي، أزمته ووكيله مع اتحاد الكرة المصري يظنها البعض سبباً وراء أزمته النفسية البادية على ملامح وجهه، والبعض الآخر يرى أن آثار جريمة راموس لا تزال تؤلمه بدنياً ونفسياً، وإلى حد التأثير السلبي على أدائه في الملعب، أما الجمع الغفير من جماهير الكرة المصرية، فأخذته روح المؤامرة كالمعتاد إلى فكرة تربص السنغالي ساديو ماني وزملاؤه بالفرعون المصري والتحريض عليه، أزمة وتعدي، العب يا صلاح.

أطلق الجهاز القومي للتنسيق الحضاري مشروع “عاش هنا” بالتعاون مع مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء ومحافظتي القاهرة والجيزة، المشروع يهدف إلى تخليد ذكرى الرموز من الرواد والمبدعين ممن أسهموا في تطور مسيرة مصر الحضارية، في مختلف المجالات الثقافية والأدبية والفنية والعلمية والدينية والسياسية، من خلال لوحة تُوْضَع على المنزل الذي عاش فيه كبار المبدعين أمثال نجيب محفوظ ويوسف وهبي ومحمد التابعي وأحمد بهاء الدين وزكي نجيب محمود وإسماعيل ياسين وسيد مكاوي وعمار الشريعي وفؤاد حداد وغيرهم، لوحة “عاش هنا” مُكَوَدَة إلكترونياً تكويداً يمكن من خلاله التعرف على تاريخ الشخصية من خلال موقع إلكتروني يضم سيرتها الذاتية وأبرز إنجازاتها.

رداً على سؤال في برنامج تليفزيوني عن شخصيات أثرت في حياته ويحب أن يشكرها، حكى جميل راتب أن مقدمة البرنامج ظنت أنه سيجيب بأسماء مشهورة، في حين أجاب بأنه يحب أن يشكر ثلاث شخصيات، الأولى سائق أوتوبيس شافه في الزمالك فتوقف بالأوتوبيس ونزل ليسلم عليه، والثانية عاملة نظافة في مطار القاهرة لم تجد ما تعبر به عن إعجابها إلا بأن تعزمه على زجاجة كوكا كولا، والثالثة سائق تاكسي كان يصطحب راتب ذات مرة وعرف منه أنه ليس له أولاد فأكد له “كلنا أولادك”، رحل المتفرد وسط العمالقة جميل راتب، وكانت رسالته الأخيرة في وصيته بالصلاة على جثمانه في جامع الأزهر.

نرشح لك: وفاة الفنان جميل راتب

العودة إلى المدارس بقدر ما تمثل هماً متعدد الأوجه للأسرة المصرية، بقدر ما تعيد تنظيم الحياة المصرية بعد موسم صيفي يأتي في معظم أحواله جامحاً متمرداً فوضوياً، الموسم الدراسي الجديد انطلاقة حقيقية نحو تطوير منظومة التعليم المصري، والبداية صحيحة هذه المرة مع مرحلة رياض الأطفال ومعها الصف الأول الابتدائي، والتابلت موضع سخرية وتهكم المعارضين على طول الخط، ليس إلا رسالة صريحة بأن الطالب أصبح هو محور العملية التعليمية، من خلال منصات تعليمية تفاعلية باستخدام أحدث تطبيقات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، لغة العصر التي باتت أسلوب حياة المصريين جميعاً، وللا هي حلال في التواصل “اللا” اجتماعي، وحرام في إعادة صياغة الشخصية المصرية؟!.