هبة محمد : يحدث فى زمن فيفى عبده

فى قناة العاصمة التى يرأسها سعيد حساسين ملك الأعشاب و التوابل سيقدم ممتاز القط صاحب أفضل طشة ملوخية برنامجا سياسيا بينما سيقدم طباخ الرئيس طلعت زكريا برنامجا ترفيهيا مما ينذر المشاهدين بوجبة إعلامية (حمضانة)

نوهت جريدة الفجر عن تغيب عادل حمودة عن تقديم حلقته هذا الأسبوع من برنامج آخر النهار نظرا لسفره، المشكلة هنا ليست في حلقة غاب عنها الأستاذ، الأهم أننا لازلنا نفتقد صاحب العصر الذهبى لمجلة روز اليوسف ومؤسس أبرز الصحف المستقلة الذى تربى على يده أجيال من محترفى المهنة.

أتفهم جيدا اقبال الفضائيات على برامج المنوعات لإدراكهم بأن المشاهد قد مل من جرعة السياسة المكثفة التى تلقاها على مدار أربع سنوات، لكن لماذا لا يستوعب القائمون على تلك الفضائيات أن سعد الصغير و أمينة  ومى سليم والراقصة دينا ليسوا هم أقصى طموح المشاهد المصرى، فلا يعقل تنقلهم بين القنوات بشكل يثير الملل والغثيان.

وقع بين يدى هذا الأسبوع عدد تذكارى  من مجلة آخر ساعة يرجع لسنة 1975، بمناسبة وفاة أم كلثوم، ورغم أنه صدر بتاريخ 12 فبراير، أى بعد وفاة الست بتسعة أيام فقط إلا أن كم المجهود المبذول فى العدد حوله إلى وثيقة تاريخية مهمة، ففى خلال تلك الفترة القصيرة استطاعت المجلة أن تجرى حوارات رائعة مع عدد من المقربين من الست بدايا من مدام فاسو مصممة الأزياء الخاصة بها، مرورا بالفنان صلاح طاهر الذى رسم لها أخر بورتريه  وصولا بالشاعر أحمد رامي المقرب منها جدا، الحوارات جميعها تبكيك بقدر ما تمتعك لما تحويه من مشاعر صادقة ، لأن جميعها حدثت بعد الوفاة بيومين أو ثلاثة على الأكثر، أما عن أفكار التقارير فتميزت بالرشاقة والعبقرية فى التناول، فقد ذهب أحد الصحفيين لتصوير الجهاز الإلكترونى الذى سجل ذبذبات صوت أم كلثوم على أنها من أقوى الأصوات، وكتب على لسان القائمين عليه الكثير من المعلومات المهمة، بينما قرر آخر أن يحصل على سيناريو المشاهد التى حذفتها الرقابة من فيلم (فاطمة) آخر أفلام كوكب الشرق، بينما عرض آخر الرسالة الوحيدة التى كتبتها أم كلثوم ردا على أحد منتقديها، هذا بخلاف مقالات لعدد من الأسماء اللامعة التى جمعتهم علاقة وطيدة بها، أما الصور النادرة فكان لها نصيب كبير على صفحات المجلة كل ذلك ب15 قرش فقط!!
الرسالة التى وصلتنى من هذا العدد برغم مرور أربعين عاما على صدوره، والتى لابد أن تصل لكل القائمين على المجلات الرائدة فى مصر هو أنه لابد من مراجعة سريعة لمفهومنا عن (الأعداد الخاصة)

(قوم غنى يا بتاع البنات) قالتها فيفى عبده فى حلقة الأسبوع الماضى من برنامجها (خمسة أمواه) لنجم أراب أيدول محمد رشاد، بعد تلقيه لعده اتصالات من معجبات أحرجتهم فيفى بقولها (هو انا قرطاس لب ولا ايه.. أنا قاعدة كوبرى ولا ايه) وذلك ردا على أى كلمة إطراء للنجم الصاعد، فى مشهد يتصف بالسماجة وثقل الظل وعدم الدراية بأبجديات العمل الإعلامى، و إن كنت فقدت دهشتى من إصرار الفضائيات طرح الفاشلين والجهلة ليكونوا واجهة  مصر الإعلامية لكننى لازلت مندهشة من قبول نجوم محترمين الظهور فى تلك البرامج التى لا تحترمهم.

التركيز على هدم الاخرين لن يحقق أى نجاح تماما كما لم تحقق حملة إعلانات (فيرى) التى تضع كل اعتمادها على تشوية المنتج المنافس (بريل) أى تواجد، فالتميز لا يأتى إلا إذا توافرت عناصر الإبداع ولكم فى (المارد) عبرة….

اقرأ أيضًا:

هبة محمد: مناظرة أونطة.. عايزين فلوسنا  

هبة محمد: الناصح الأمين تامر أمين!!   

هبة محمد : هل تنقل لمياء صرخة الإعلاميين المطحونيين للرئيس؟

تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا