نجاح الابن واعتزال الأب.. آيات أباظة تتحدث عن أسرة محمود ياسين

رباب طلعت

12 عامًا تقريبًا، مرت على ظهورها الأول على شاشات ماسبيرو عام 2007، بعد انتقالها إليه من محطتها الإعلامية الأولى عبر شاشة المحور عام 2005، حافظت خلالها الإعلامية آيات أباظة، على استمرار تواجدها المؤثر، والناجح، كمقدمة برامج فنية، من خلال “مساء الفن” على قناة “النيل دراما”، التي تصرح دائمًا بأنها لا تُفكر في الرحيل عنها إلى أخرى خاصة، كما يُفضل الكثيرون، لتحقيق انتشارٍ أوسع، أو شهرة أكبر، لأن للنجاح مفهوم آخر عندها، هو الاستقرار، والتميز على الشاشة أيًا بغض النظر عن إمكانياتها، لأن ما يصنع المذيع هو ما يقدمه، وليس أين يقدمه.

نرشح لك: في عيد ميلادها الـ58.. فيديو نادر لـ عبلة كامل تتحدّث الإنجليزية‎

استمرار ظهور آيات أباظة على الشاشة، لكل تلك السنوات، دون انقطاع يعد نجاحًا كبيرًا، في ظل التغيرات السريعة التي يشهدها مجال الإعلام في مصر، نظرًا لظهور العديد من القنوات الفضائية الجديدة، ما تسبب في ظهور الكثيرات، دون خبرة أو مهارة، ما جعل اختفائهن أسرع من شهرتهن، وابتعاد الكثيرات عنها طواعية، أو لعدم تلقي عروضًا خاصة، تشبع رغباتهم، وقد حققت ذلك بقرارها بأن تبقى على “النيل للدراما”، لمدة 12 عامًا، قدمت فيها البرنامج الفني الأقدم على الساحة، ما وفر لها نوعًا من الاستقرار، والثبات.

إعلام دوت أورج” حاور آيات أباظة، ليكشف ما وراء ذلك النجاح، بعيدًا عن الأضواء، في الجانب الإنساني والاجتماعي، ليتحدث عن ابنة عائلة “أباظة” الشهيرة، التي خرج من رحمها الكثير من نجوم الفن والأب والإعلام، والتي انتقلت بعد زواجها من عمرو محمود ياسين، لأسرة فنية، تعد واحدة من القلائل في الوسط الفني، التي شهدت زواجًا ناجحًا، وطابعًا محافظًا بعيدًا عن المشاحنات، والصراعات، حتى الشائعات، وفيما يلي أبرز ما قالته:

في منزل آل أباظة

عن بداية الحلم قالت إنها في طفولتها كانت دائمًا ما تمارس دور المذيعة، فهي كثيرة الأسئلة، تلقيها على الآخرين، وتنتظر إجابتها، وتتحدث مع نفسها كأنها تحاور أحدًا، وتعد الأسئلة كأنها ستحاور أحد النجوم أو المشاهير، إلى أن شاهدت مبنى الإذاعة والتلفزيون، فخطف نظرها، وسألت والدها ما هذا المبنى؟ فأجابها: “ده التلفزيون”، لتخبره بحلمها: “ده هيبقى مكان شغلي”، ما دفعه للضحك، غير مصدقًا ابنته، التي نجحت بالفعل بعد سنوات في تحقيقه، ليصبح هو مكان عملها لمدة 12 عامًا.

عن جينات التمثيل في أسرة “أباظة”، التي ينتمي لها الفنان رشدي أباظة، الذي جمعته وأسرتها علاقة مقربة، قبل ولادتها، فلم تحضره، كشفت أنها لم تحلم يومًا بخوض تجربة التمثيل، لأنه “صعب”، فلم تفكر فيه تفاديًا لصعوبته.

قصة حب جديدة في منزل آل ياسين

في المدرسة، وقعت آيات أباظة، في حب شريك حياتها الذي تربى بين أبوين فنانين، هم من أكثر أزواج الوسط الفني استقرارًا ونجاحًا، ليقرر الثنائي الزواج، وكانت أولى خطواته “قراية الفاتحة”، بعد اجتيازها لامتحانات الثانوية العامة، وفي الجامعة انتقلت من “آل أباظة” إلى “آل ياسين” بعد زواجها من عمرو محمود ياسين، وأنجبت “محمود” الذي حمل اسم جده الفنان الكبير، خلال سنوات دراستها الجامعية.

الأب والأم.. شهيرة ومحمود ياسين

التوافق الفكري بين أسرتي آيات أباظة، وعمرو محمود ياسين، لم يكن وليد الصدفة، كان له دورًا كبيرًا في خلق حالة من التقارب والتفاهم بينهما، كان ركيزة أساسية لاستقرار الأسرة عبر سنوات طويلة، بجانب مشاعر الحب التي جمعتهما سويًا، ولكن كان هناك دورٌ للأب والأم، حيث تصف آيات علاقتها بالفنان محمود ياسين، وزوجته الفنانة شهيرة، بأنها “علاقة أب وأم”، فهي دائمًا ما تلجأ لهما بالمشورة، فـ”شهيرة” مثالًا يحتذى به كزوجة نجحت لما يقارب الخمسون عامًا، في أن تحافظ على استقرار أسرتها، والتوفيق بين زوجها وأبنائها وعملها، معلقة: “بشوف إن زواجهم من أنجح الزيجات جوة وبرة الوسط الفني”، مؤكدة أنها تحرص أيضًا على معرفة رأيهما فيما تقدمه في برنامجها “مساء الفن”، خاصة في الحلقات المهمة بالنسبة لها.

وعن ما أثير مؤخرًا عن اعتزال الفنان محمود ياسين الفن نهائيًا، أوضحت أنهما كأسرة كبيرة، لم يهتم أحدًا منهم بالأمر، خاصة الفنان محمود ياسين، وزوجته، قائلة: “طول الوقت والإشاعات بتطارد الفنانين، هما أخدوا عليها لدرجة إنهم مش بيقفوا عندها”، وعن رأيها الشخصي فيما لو قرر الفنان الكبير الاعتزال حقًا أجابت: سواءً كانت اعتزال ابتعاد هدنة راحة، أيًا كان قراره، فهو ضمن نطاق حريته الشخصية، مؤكدة: “هو حر.. ومش لازم كل تفصيلة في حياة الفنان تكون عنوان خبر”.

آيات أباظة.. الزوجة والأم

“طول الوقت أكتر حاجة شغلاني إزاي مقصرش في شغلي وبيتي وزوجي”، هكذا بدأت الإعلامية آيات أباظة إجابتها عن كيفية توفيقها بين عملها وأسرتها، مؤكدة أنها طوال الوقت تحاول الحفاظ على تلك المعادلة الصعبة، بالموازنة بين الثلاثة أدوار، المذيعة والأم والزوجة، ما يتسبب لها في تعب وإرهاق طوال الوقت، لافتة: “بس دي طبيعة شخصيتي، بحب أعمل كل حاجة صح”، مؤكدة أن زوجها وأبنائها دائمًا في المرتبة الأولى، من قائمة أولوياتها.

وعن دورها في تلك المرحلة الهامة في حياة زوجها الكاتب عمرو محمود ياسين، الذي حقق أصداءً واسعة خلال الفترة الماضية، بعرض الجزء الثاني من مسلسل “نصيبي وقسمتك”، على cbc، أكدت أنها تحاول دائمًا مساندته، إلا أنها لا تحاول معرفة الأحداث والشخصيات أثناء كتابته لها، خاصة في الجزء الثاني، بعكس الأول الذي كانت تريد دائمًا معرفة أدق التفاصيل، لأنها قررت أن تشاهده مثلها كالجمهور على الشاشة، كمشاهدة عادية، لافتة إلى أنه لا يخبر أحدًا بأفكاره أثناء الكتابة، إلا أنه يسألها عن رأيها في تفاصيل متردد فيها.

“أولادي صحابي”، هكذا اختصرت “أباظة” وصف علاقتها بأبنائها، مؤكدة أنهما “كل حياتها”، مردفة أن “محمود” الأكبر، صديقها، مثل شقيقته، لكنه على الأكثر، لأنها أنجبته في سن صغيرة، وفارق العمر بينهما ليس كبير، ما جعل أفكارهما وحياتهما واحدة، معلقة: “بتعامل معاه كأنه صاحبي”، وعن عالية قالت إنها دائمًا تعاملها كابنتها، ولكن أحيانًا تكون أختها، وكثيرًا صديقتها، التي تأخذ رأيها في كثير من الأمور، بالرغم من صغر سنها.

حوار “عائلي” جدًا جدًا

في برنامجها “مساء الفن” استضافت “أباظة” زوجها وأسرته، لتحاورهم، خلال حلقات منفصلة، تتذكر آيات كواليسها قائلة: عندما استضفت محمود ياسين حاورته كفنانٍ، وقد كنت أشعر بالرعب وقتها، فقد خيل لي أنه بالتأكيد “مركز معايا” ليس فقط كمذيعة، إنما كزوجة ابنه وابنته، ما جعلني أفكر في السؤال أكثر من مرة، قبل طرحه عليه، وذلك بسبب شدة ثقافته ووعيه.

وعن استضافتها للفنانة شهيرة، في إحدى حلقات عيد الأم، قالت: “شوشو حماتي فاجئتني بـ”خفة دمها” وأيضًا سلاسة الحوار “كإننا في الليفينج”، أما حلقة الفنانة رانيا محمود ياسين، وزوجها الفنان محمد رياض، فوصفتها بأنها كانت تشعر بأنها تجلس مع أصدقائها في “كافيه”، بعكس زوجها عمرو محمود ياسين، الذي تعاملت معه بمهنية شديدة، لدرجة أنه لم يكتشف الناس وقتها أنه زوجها.

الأسرة والفن والقنوات الخاصة

على المستوى المهني، قالت آيات اباظة، إنها تتمنى أن تقديم برنامج فني، ينافس الملايين التي يصرفها أصحاب القنوات الخاصة على مذيعيهم، مؤكدة أنها لا تفكر أبدًا في الانتقال للقنوات الخاصة، ولكن منافستها من منزلها “ماسبيرو”، مشيرة إلى أنها تحلم بتقديم برنامجٍ اجتماعي مختلف، لافتة إلى أن مثالها الأعلى في البرامج، هو “صاحبة السعادة” للفنانة إسعاد يونس.

أما عن إمكانية خوض تجربة التمثيل، مع زوجها الفنان عمرو محمود ياسين، في أحد أعماله التي يكتبها قالت، إنها لا تفكر في خوض التجربة، ولكنه إذا ما عرض عليها دورًا ما بصفة عامة وجذب انتباهها، من الممكن أن تفكر في التجربة.

وبسؤالها إذا ما كانت الأسرة طرحت فكرة كتابة عمرو محمود ياسين، للسيرة الذاتية لوالديه، لتجسيدها في عمل فني، سواء فيلمًا أو مسلسلًا، قالت إن من وجهة نظرها فإن حياة الفنان الخاصة ملك له وحده، وليس من حق أحد الاطلاع عليها.