حكاية عمرو أديب.. عندما يختلف "كوبي بيست" الحلقة الأولى

إيمان مندور

بعد غياب دام 4 أشهر عن تقديم البرامج، عاد الإعلامي عمرو أديب من خلال برنامجه الجديد “الحكاية” عبر قناة “mbc مصر”، في أول حلقاته أمس، السبت، ليعود الجدل مرة أخرى إلى الساحة الإعلامية التي يربكها غيابه وحضوره دومًا بلا شك.

توقعات كثيرة تحدث عنها الجمهور قبل عرض البرنامج، سواء فيما يتعلق بموضوعاته وشكله أو حتى اختلافاته عن برامجه السابقة، لكن بمتابعة الحلقة الأولى كان لـ إعلام دوت أورج هذه الملاحظات، لا سيما إذا تم توضيح الأمر في شكل مقارنة بين الحلقة الأولى لعمرو أديب في “كل يوم”، وحلقة أمس من “الحكاية”.

 

(1)

بدأ عمرو أديب حلقته بالدخول مباشرة في الموضوعات دون مقدمات، ودون استهلال الحديث بأي تعقيب عن خطوته الإعلامية الجديدة، مما أعطى المشاهد انطباعًا بأنها حلقة عادية، وهو ما انتقده البعض، رغم أن حلقته الأولى في “كل يوم”، افتتحها بدون مقدمات أيضًا ولم يقل إنها الأولى، بل قال: “أهلا بكم في حلقة جديدة من كل يوم”.

 

(2)

بدأت الحلقة في تمام العاشرة مساءً، وانتهت في تمام الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، بالرغم من أن البرنامج مدته 3 ساعات فقط، وهي المدة الأطول في برامج mbc. وهو ما حدث في حلقته الأولى في “كل يوم” أيضًا، حيث استمر البرنامج لمدة ربع ساعة بعد موعد الانتهاء المقرر له.

 

(3)

طريقة تقديم عمرو أديب للبرامج لم تختلف يومًا على الإطلاق، حتى المحتوى وترتيب الفقرات، فجميعها “كوبي بيست” شكلًا إن جاز التعبير، فـ”القاهرة اليوم” هو نفسه “كل يوم” ولا يختلفان عن “الحكاية”؛ إذ يبدأ الحلقة بالدخول في التعليق على موضوعات عدة، يتخللها تقارير ومداخلات هاتفية، وتكون الحوارات أو فقرات الطهي والمرأة في النهاية، حتى فريق عمل البرنامج أغلبهم من الطاقم الأساسي في برنامجيه السابقين. وكذلك وضع الأدوات المدرسية على مائدة الحوار في حلقة أمس، ووضع المنتجات أصلًا أمام الضيوف داخل الاستوديو أثناء الحوار، كان بنفس الأسلوب السابق المتبع في “كل يوم”.

وهذا الأمر ميزة وعيب في الوقت نفسه، فهو شكل ثابت خاص به، ارتبط به الجمهور، لكنه أيضًا يمنع المشاهد من إدراك حقيقة الاختلافات بين برامجه، وإن تنوعت الشاشات التي تُبث خلالها.

 

(4)

حلقة أمس من “الحكاية” لم تكن بنفس قوة الحلقة الأولى من “كل يوم”، والضجة التي تبعتها على مواقع التواصل الاجتماعي، فحلقة “الحكاية” شملت حديثه عن الاقتصاد التركي والقطري وواقعة مستشفى ديرب نجم، ثم فقرات عن أسعار الأدوات المدرسية ومواجهة التنمر وحوار مع الفنانة هيفاء وهبي “لم يكن قويًا على الإطلاق”. أما الحلقة الأولى من “كل يوم” فقد قدّم فيها كل ما يلفت انتباه الجمهور خلال تلك الفترة، بدءًا من حديثه عن الرئيس عبد الفتاح السيسي والترشح للانتخابات الرئاسية، ومداخلة “الهضبة” عمرو دياب؛ ثم حواره مع رجل الأعمال الهارب حسين سالم وأبناءه.

 

(5)

حرص أديب على إطلاق كلمة “الحكاية” على كل موضوع يبدأ تناوله خلال الحلقة، مستبدلًا بها كلمة “خبر”، ليتماشى الأمر مع اسم البرنامج أكثر، بالإضافة إلى وجود إيقاع سريع للبرنامج، وهو ما يختلف عن برنامج “كل يوم” حيث كان التناول يتم بشكل عادي دون الالتزام بأي مصطلحات معينة داخل البرنامج.

 

(6)

حوار هيفاء وهبي لم يكن قويًا على الإطلاق، وكان أشبه بجلسة ودية، يمتنع فيها المذيع عن فرض أسئلة “ساخنة” على الضيف ليجيب عنها، بالإضافة إلى أن هيفاء نفسها لم تتطرق لتفاصيل مهمة، بل كان الكلام “عايم” أغلب الوقت وغير متعلق بموضوعات شائكة بعينها، بل عن مواجهتها للحياة، وفترة طفولتها، وصفاتها، واهتمامها بجمالها. وإجمالًا؛ عمرو أديب لم يكن في أفضل حالاته خلال هذا اللقاء.

 

(7)

والآن بعد تفنيد التشابهات والاختلافات بين عمرو أديب في الحلقات الأولى من “كل يوم” و”الحكاية”، نتساءل أيهما الأكثر تأثيرًا الآن؟!.. “كل يوم” الذي جاء “على شوقه” إن جاز التعبير وكان البوابة الأولى لأديب أمام الجمهور العام بعد مغادرة القنوات المشفّرة؟ أم “الحكاية” التي ظهر فيها في وقت تخلو فيه الساحة من كوادر إعلامية كبيرة، فكان بمثابة “الميزان” الذي يمنع كفة برامج التوك شو من أن تميل ويهدأ بريقها خلال الفترة الحالية؟

 

(8)

في النهاية، عمرو أديب بلا شك من أقوى الكوادر الإعلامية المصرية، وإن لم يكن كذلك لما كان قد أصبح الآن الإعلامي الأعلى أجرًا في الشرق الأوسط، ووجوده على الساحة يثري السوق الإعلامية في مصر، ويحفز على المنافسة والاختلاف دومًا. وسواء اختلفت برامجه أو تشابهت سيظل لديه “كاريزما” طاغية يختلف عليها محبوه ومنتقدوه، لكنها بلا شك مؤثرة ويفتقدها عدد كبير من العاملين بالمجال، وهو ما يعد أحد أسباب استمرار نجاحه على مدار 22 عامًا.. بجدارة.