أحمد عبد الصمد يكتب: تحت القبة.. مؤتمر الشباب ونظرة للمستقبل

حالة .. هي بالفعل حالة مصرية فريدة من الحوار.. أصبحت جزء من الواقع السياسي والاجتماعي المصري، مؤتمرات الشباب، حوار بين شباب مصر وقادة الدولة وعلى رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤتمرات أثبتت واحدًا تلو الآخر أنها ليست مجرد كلام استهلاكي لإطلاق الوعود،  بل حوار صادق لتحويل الرؤى لواقع ملموس.

نرشح لك: تفاصيل مصرع ماكيير مسلسل رحيم

قمت بتغطية العديد من مؤتمرات الشباب بدءًا من شرم الشيخ ثم أسوان والإسماعيلية والإسكندرية، لكن انعقاد المؤتمر الدوري السادس للشباب تحت قبة جامعة القاهرة، كان له مذاق خاص، تصيبك الرهبة مع مجرد دخولك بوابة جامعة القاهرة، هي حقا محراب للعلم، رؤساء وزعماء وعلماء جاءوا متحدثين لمصر والعالم من قاعتها الرئيسية، لكنها المرة الأولى التي يتحدث منها شباب مصر.

ليس مبالغة أن ترى فى أعين المتواجدين والمشاركين في المؤتمر حالة من السعادة والحيوية والتفاؤل، وكأنهم ينتظرون هذا اللقاء الدوري قائلين: “نحن شباب مصر “، ولا عجب أن ذات النظرة تجدها في أعين الرئيس السيسي نفسه والمسئولين أيضًا، قائلين: “هؤلاء هم شباب مصر.. أمل مصر”.

بناء الإنسان المصري مصطلح بدأ تداولة مع خطاب التنصيب وأصبح حديث كل الجلسات في مؤتمر جامعة القاهرة، التعليم والصحة والرياضة والثقافة والاستثمار في البشر وفي العقول، عقول شابة لا تعرف الطاعة والروتين قدر ما تبحث عن الاختلاف والتميز.

“معندناش حاجة نخسرها” كلمات جاءت على لسان وزير التربية والتعليم خلال شرحه لمنظومة التعليم الجديدة التي تخشى منها معظم الأسر – ليس عن فهم – ولكن هي طبيعة المصريين التي ترفض التغيير حتى لو معندناش حاجة نخسرها، كلمات تعكس حجم الكارثة التي وصل إليها المجتمع المصري تعليميًا.

هي حالة كما ذكرت لكنها لا تتعدى كثيرًا حدود أسوار الجامعة، فخارج تلك الأسوار، شباب منهم من يحمل نفس جينات التميز والاختلاف لكنه لا يملك جراءه التغيير أو البحث عن بداية الطريق، شباب اختار لنفسه الروتين واكتفى بمشاهدة مؤتمرات الشباب وكأنهم من واقع آخر.

3000 شاب تقريبًا هم حضور مؤتمر جامعة القاهرة، أرى أن دورهم ليس فقط التواصل مع القيادة السياسية وفتح قنوات حوار معهم لمدة يومين، ولكن دورهم الموازي هو التواصل مع أقرانهم من الشباب، أصدقاء، وزملاء، وعمل، وجيران، ومعارف، وأقارب، بث روح الأمل التي تشبعوا بها خلال يومي المؤتمر وأسابيع الإعداد له.

على كل من آمن بحلم مؤتمرات الشباب وتحديدًا مؤتمر جامعة القاهرة، وأدرك أن قرار بناء الإنسان المصري اتخذ بالفعل وخطونا أولى خطواته، عليه أن ينشر روح التفاؤل العقلاني المبني على الأسباب أن يصبح سفيرًا لتلك الحالة ينشرها ويدعو لها، فبناء الإنسان المصري هو مشروع استراتيجي يتغير بالمجتمع من أجل المجتمع، مهمة أصعب ملقاة على عاتق كل من آمن بحلم التغيير “كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه”.