21 تصريحا لـ منال الصيفي.. أبرزها عن علاقتها القوية بيوسف شاهين

شروق مجدي

تروي العلاقات الإنسانية غالبًا جزءا كبيرا من حكايات الأشخاص، ولكن تتلمذك على يد أحدهم يجعلك تخالطه على الجانبين، الإنساني والعملي، فتراه في لحظات انشغاله وإتقانه لما يفعل، وتلمس حقيقة الجانب الإنساني بداخله.

وهذا ما حدث مع المخرجة منال الصيفي، ابنة الفنانة زهرة العلا والمخرج حسن الصيفي، بتتلمذها على يد “الأستاذ” يوسف شاهين، ما جعلها شاهدة عليه مخرجًا وإنسانًا.

وفي الذكرى العاشرة لرحيل شاهين، الذي فارقنا في 27 يوليو 2008، بعد أن ترك لنا سجلا هائلا من أفضل أفلام السينما المصرية، قرر موقع إعلام دوت أورج أن يوثق عن قرب العديد من جوانب حياته من خلال أثره في المقربين منه، فأجرى حوارًا مع “الصيفي”، ضمن ملف خاص عن يوسف شاهين، وكانت تلك أبرز تصريحاتها خلال الحوار:

1 – بداية عملي مع يوسف شاهين كانت كمساعد “سكريبت” في فيلم “سكوت هنصور” بعد ذلك أصبحت مساعِد أول ثم أصبحت بجانبه في كل ما يفعل.
منال الصيفي
2- عملت معه في آخر أفلامه “هي فوضى” الذي استغرق منه قرابة السنتين، وكنت بجانبه خلال ذلك الفيلم منذ اللحظة الأولى للتحضير حيث كتابة الورق، وحتى اليوم الأخير من تصوير الفيلم، فلم أفارقه يومًا خلال ذلك العمل.

3- في بداية العمل لم يكن مريضًا، ولكنه كان يمر بحالات تعب ثم يعود مرة أخرى، فقد كان رجلًا لم ينوِ إطلاقًا أن يمتنع عن العمل في أي لحظة، وكان عمله هو ما يجعله يواصل  الحياة بشكل أو بآخر.

4- كانت علاقتي به علاقة أبوية بالدرجة الأولى خارج إطار العمل، فعند وفاة والدي، كنت أقوم بتحضير فيلم “الحياة منتهى اللذة” وأصر أن يحضر معي العرض الأول وألا يُعرض له كعرض خاص، حتى يُعوضني غياب والدي ويكون معي بدلًا منه.

5- ظل لفترات طويلة هو السند لي في الحياة بعد والدي، وعلى الرغم من علاقته الطيبة بكل من تتلمذوا على يده، إلا أنه كان يُفضلني بشكل ما، فكان يرى أنني أكثر من يفهمه، فكانت لدي طولة بال حتى أعرف ما يرغب بالتحديد.
منال الصيفي ويوسف شاهين

6- عملت كمساعد مخرج مع عدد كبير من المخرجين العظام، ولكنه كان مختلفا بصورة كبيرة، فلم أرى مخرجا يُحَضِّر “ديكوباج” لمشاهد 80% من الفيلم قبل أن يبدأ في التصوير حتى يكون دقيق أثناء فترة التصوير ولا يضيع أي وقت، ويعلم مواعيد كل مشهد ومتى سيصوره وكيف، وكان ينفذ الديكوباج بالضبط.

7- أتذكر أن التحضير كان يستغرق ما يقرب من سنة في بعض الأحيان، فعند بداية عملي معه في فيلم “إسكندرية نيويورك” لم أكن حامل بابني الأول، وعند حضوري العرض الأول في الفيلم كنت حامل في الشهر الثامن بابنتي الثانية.

8- لم يكن يقبل أي أعذار مرضية، فبعد ولادتي ليوسف بأسبوع طلب مني النزول للتصوير في فيلم “إسكندرية نيويورك” وعندما تعذرت بابني قال لي: “عشان يوسف الصغير هتسيبي يوسف الكبير؟”، وبالفعل بدأت في العمل وكان معي يوسف وعند خروجي من البلاتوه كنت أجده هو من يحمل يوسف.

9- علمني الالتزام بالمواعيد بصورة كبيرة، فهو كان يقدس مواعيد العمل، حتى أنني أشعر بجرم عند تأخري عن المواعيد بصورة بسيطة واستمر في الإعتذار حتى لو كان تأخيري لن يتسبب في أية مشكلة.

10- لم يكن يبخل على أي شخص بأي معلومة ويهتم بإشراك الجميع في كل التفاصيل حتى يفهموا، وكان دائمًا ينصح في الحياة العملية نفس نصيحة الحياة الشخصية، فهو من علمني ألا أفعل شيئا غير راضية عنه، وأن ذلك يُعتَبَر إهانة، وألا أخرِج فيلم فقط من أجل الإخراج.

منال الصيفي

11- أرى أن المخرج يسري نصر الله هو أكثر من تشرب من فلسفة يوسف شاهين، وكل تلاميذه تعلموا منه، ولم يقلدوه، فكان يعلمنا جميعًا أن هناك سبب لكل “تكنيك إخراجي”.

12- هناك العديد من المخرجين الجيدين لكن لم يصل أحد إلى ما وصل إليه يوسف شاهين، فلم يهتم أحد اهتمامه بالسينما، فهو لم يهتم أبدًا بأي ماديات، حتى أنه لم يعرف أجره، فكان كله اهتمامه منصبًا بالسينما.

13- عندما كان يراني حصلت على سيارة جديدة كان يسألني هل أشتريتها أنا أم والدي جلبها لي، فإن كانت إجابتي أن والدي من اشتراها كان يرى أنه بذلك “بيدلعني” لكن لو كنت أنا من اشتراها كان يرى إني “مسرفة” طالما أنني لم أصرف تلك الأموال للسينما.

14- ذات مرة طلب مني أن أطلب من المدير المالي 700 جنيه، لأنه يتحرج أن يطلبهم منه لأنه مبلغ كبير، كنت في حالة ذهول، وذات مرة سألني: “تفتكري المفروض يبقى أجري كام؟”. كما أن جابي جوري، ابن شقيقته، هو من كان يقرر له أن يشتري السيارات الجديدة، من شدة عدم اهتمامه بتلك الأمور.
15- عندما قامت الثورة تذكرته، حيث أنه لو كان حي في تلك الفترة لأجبرنا على النزول والمشاركة فيها، فهو كان يأخذنا معه دائمًا في المظاهرات، فكان يهتم بكل ما يحدث حوله، ويتابع كل جديد.
16- كان يكره بشدة فيلم “أنت حبيبي” وكان يتضايق جدًا من حبي له، ويقول لي “انت حمارة مبتفهميش” ولكني كنت أعانده وأخبره ألا يُفرض عليّ أراءه.

19- لم أحضر عمل والدتي زهرة العلا، معه في فيلم “جميلة” ولكنه كان يُحبَّها بشكل كبير، ودائمًا كان يعبر عن عدم تصديقه أني بنتها لما أنا عليه من مشاغبة دائمًا فيقول لي: “أمك كانت جميلة ونسمة”، فأخبره أني لست هي حتى يقارنني بها.
20- كانت والدتي ترى أنه مجنون وكانت سعيدة جدًا بعملي معه، فقد كانت معارضة في البداية بصورة كبيرة للعمل في مجال السينما، ولكنها اطمأنت عندما عملت معه، وكانت ترى أنني حتى لو أخرجت العديد من الأفلام فأفضل شيء أن أعود وأعمل كمساعد مخرج ليوسف شاهين.

زهرة العلا وزوجها وبنتهم

21- في البداية كنت لا أرغب في العمل معه، لأنني كنت أعرف أنه يمكن أن يشتمني وكنت أعلم أنني لن أقبل بذلك وسأرد الإساءة، ولكن خالد يوسف وعدني أنه لن يفعل ذلك، وفي مقابلتي الأولى له عرفني “خالد” كمساعد اسكريبت، فقال يوسف شاهين إنه لا يحب السكريبت، فأخبرته أني أعلم ذلك بعند، فذهِل من ذلك وكانت صدمته أكبر عندما علم أنني ابنة زهرة العلا.

الذكرى الـ10 لرحيل المهاجر