٣ محررات أحببن "عيش بشوقك" واختلفن على "تامر حسني"

رباب طلعت – نورا مجدي – نرمين حلمي

في نقاش ثري بين ثلاث محررات من أعمار مختلفة في “إعلام دوت أورج”، حول “عيش بشوقك” أحدث أغاني الفنان تامر حسني، اكتشفنا أنه لأول مرة اجتمعنا على رأيٍ واحد، فإحدانا تحبه “في كل وقت”، والأخرى “ساعات ساعات”، والثالثة “لأ”، بأن الأغنية “لطيفة”، ودون سرد تفاصيل كثيرة، قررنا خوض تجربة مختلفة للحديث عن تامر حسني، و”عيش بشوقك.

 

نورا.. تمورة الحب كله

على عكس الكثير من “كارهيه” أو حتى محبيه السابقين ممن يبررون انصرافهم عن حب تامر حسني وعدم الاستماع إلى أغنياته الحديثة بداعي أنها لم تعُد كالسابق اختلف معهم كثيرًا فتامر حسني موهبة تنضج بمرور الوقت والسنين، ويعتقد الكثيرون أن ألبومات تامر حسني القديمة هي الأفضل من ألبومات السنوات الأخيرة لكنني أتبنى وجهة نظر مغايرة، تامر حسني فنان موهوب لا يختلف على موهبته مُحب أو كاره لكن الاختلاف معه دائمًا ما يكون حول المضمون المُقدّم.

لن أتحدث عن هؤلاء الذين يمتلكون آراءً متعجرفة ضد “شخص” تامر حسني فهم لا يحبونه لأنهم لا يحبونه وكما قال الفنان الكوميدي محمد هنيدي “ديه آراااء”، لكني أؤكد أنهم لا يمتلكون من الخيال والمشاعر ما يؤهلهم لتقبل ما يقدمه “حسني”، بل هم أيضًا لا يستمعون إلى تامر المطرب كما نستمع نحن “محبي تامر حسني” له.

قد نكون متعصبين لفنانِنا المُفضل، وقد يرى محبوه أن كل ما قدمه “حسني” رائع ولا غبار عليه، وبصفتي أحد المتعصبين له أرى أن ذلك حقًا مشروعًا أن نشجع مطربنا بنجاحه وفشله، فكل فنان له “هفوات” واختيارات قد تصيب أو تخطئ ومن الوارد أن يقع ثم يعود وهكذا الحال مع الجميع، لكن قمة التناقض أن تحب فنانك في حالة نجاحه فقط أو لأنه يقدم ما تريد أنت الاستماع إليه فقط.

لن أتحدث عما قدمه تامر حسني قديما وحديثًا لأن الحديث قد يطول، لكن سأتحدث عن نجاح “عيش بشوقك” التي قدمها منذ عدة أيام ولم أر شخصًا واحدًا حتى الآن يهاجمه -كما هي العادة- نجاح تامر حسني في الجمع بين موهبته بالتمثيل وطريقته في الغناء بكلمات وجمل بسيطة تعبر عن حال المواطن العادي وفيها دعوة للتفاؤل والبهجة، أمر يؤكد عدم الاختلاف على الموهبة، ولقد قرأت العديد من “مبحبش تامر حسني بس الأغنية حلوة جدا” وهذا أمرٌ لو تعلمون عظيم.

وأخيرًا لقد نجح تامر حسني في النيل من كارهيه باستئصال اعترافاتهم بنجاحه وقدرته على تقديم عمل فني يُجبر من يشاهده على الاعتراف بموهبته مع الاختلاف مع شخصه الذي أؤكد أنهم لو عرفوه عن قرب لتحول هذا البغض إلى حب واحترام شديد.

 

نرمين.. ساعات ساعات

من “لما بتكون بعيد” في أول ألبوم فردي أصدره “حسني” عام 2004، مرورًا بـ ” ”come back to me في 2009، وصولاً بـ “دايمًا معاك” في 2011، واعتدت تمامًا مثل كثيرين غيري على انتظار جرعة الحُب التي نتذوقها من أغاني “حسني” بصفة خاصة، عندما يشكي ويحكي حاله في الحُب لمستمعيه، سواء كان مشتاقًا أو مجروحًا من هجر الحبيب؛ من خلال الألحان الهادئة أو “”slow إلى جانب الألحان المعتمدة على مزج الموسيقى بنوعيها الشرقية القديمة والغربية.

ظلً “حسني” يقدم العديد من أغاني الحُب والشوق والعتاب في ألبوماته، باستثناء ألبومه الديني “الجنة في بيوتنا” عام 2006، وبعض الأغاني الفردية الأخرى، التي كانت بعضها تُغنى للأم وأخرى في حُب الوطن مهداة لمصر، إلا أنني وجدت نفسي لم أعد أتابع أغانيه مثل السابق؛ لتكرار محتواها بشكلٍ أو باَخر، دون الشعور بأي تجديد في المحتوى أو فيما يُقدم؛ بل زاد الاعتماد على المقاطع الموسيقية في الأغنية الواحدة بشكل قد يغلب وجود الكلمات إلى حَد كبير.

إن كان في أعمال “حسني” السابقة متنفسًا “للطرب”، فقد نجحت معظم أعماله الأخيرة لتكن متنفسًا “للرقص” أكثر من الطرب؛ كونها معتمدة بدرجة كبيرة على توزيع الموسيقى السريعة، وهذا اتضح بشكل كبير مع مقاطع الفيديو كليب، التي كانت تصدر مع تلك الأغاني، مثل فيديو كليب “يا مالي عيني” 2016 والذي لا يحتوي على بداية ووسط ونهاية ولا أي حدوتة صغيرة قد تُبنى عليها كلمات الأغنية، فوجدتني تلقائيًا أنصرف عن متابعة نمط “حسني” الجديد.

إلى أن جاء صدور كليب “عيش بشوقك”، كنقطة اختلاف وتحول كبير؛ بداية من محتوى الكلمات ذاتها، مرورًا بالألحان المتناسقة مع فكاهة الكلمات، وصولاً بإخراج المشاهد المصورة مع الفيديو كليب المصاحب للأغنية؛ والذي جاء وكأنه مشهد عابر من فيلم غنائي خفيف، له بداية محكمة ونهاية منطقية، لم تجعلني كمشاهدِ عابر للفيديو، بل مرافقًا لرحلة “حسني” وسط الأجواء المبهجة التي يختلقها لمن يمر عليهم أثناء غنائه.

أعادتني “عيش بشوقك” ببساطة للحِس الطربي في أغاني “حسني” وذكرتني بفكاهته التي غنى بها “لأول مرة” و”مليش بعدك” وغيرهن من أغاني سلسلة أفلام “عمر وسلمى” أو من الأغاني خفيفة الظل التي قدمها “حُسني” طيلة مشواره الغنائي أو السينمائي السابقة لما قبل عام 2012.

 

رباب.. مش كل البنات بتحبه

“كل البنات الصغيرين بيحبوا تامر!!”.. “لأ مش كلهم أنا بنات وصغيرين ومش بحب تامر!”…

بدأت ظاهرة تامر حسني في الانتشار تزامنًا مع دخولي المرحلة الثانوية في إحدى دول الخليج، بصورة تستحق الدراسة، ففي مدرستي التي تضم كل الجنسيات العربية تقريبًا، لم أقابل فيها من لا تحب الفنان الصاعد وقتها، إلا أنا و”شوية العواجيز اللي برة دول!”، حتى زميلاتي ممن كن “دراويشًا” لعبد الحليم حافظ صار “حسني” عندليبهم! وظللت وحيدة لسنوات منعزلة مع سماعات “الووكمان” -أيوة أنا قديمة كده- استمع فيها إلى عبد الوهاب وأم كلثوم ومكاوي، وغيرهم من “سلاطين الطرب” وإذا أردت مواكبة الحداثة من باب التغيير فقليل من ماجدة الرومي وكاظم الساهر لا يضر، لكن “تامر… تامر مين!” لست من “كل البنات اللي بتحبه” مع أني وقتها كنت من “الصغيرين” ممن تليق بهم كلمات الحب والغزل “الفكاهية اللطيفة”.

للمرة الأولى أرى صديقة لي تحمل جريدة مطبوعة مما دعاني للتعجب: “من امتى الثقافة دي؟! ثقافة إيه اقري كده المفاجأة دي: تامر حسني يًحيي حفلًا في الكويت”، منذ الإعلان عن تلك الحفلة وحتى انتهائها بأزمة لـ”حسني” بسبب تقبيل إحدى الفتيات له، لم أفهم حالة “الجنان” التي أصابت الفتيات لمجرد تخيلهم أنهن يستمعن له “لايف”، ليحضرني مقولة صديق والدي: “كل البنات الصغيريين بيحبوا تامر”.

لم أحب تامر كمغني، لم يطربني، لم يفعل بي ما فعله عبد الوهاب عندما سمعت منه: “قالولي هان الود عليك”، أو “كل ده كان ليه”، وغيرهما، ولم أستطع أن أتنهد مع آهاته مثلما فعلت أم كلثوم، “هو إيه اللي كل مرة أشوفك فيها يبقى نفسي آه!!”، ولكني “استلطفته” كممثل، وشاهدت “عمرو وسلمى” كأول فيلم أشاهده له، دون ملل مع أخي الذي يصغرني بـ17 عامًا لأن “هو كمان بيحب تامر!”، لكني لم أتقبله يومًا كمغني “ممكن اسمعه” إلى الآن، لأنه “مش لوني”، لكن ولأول مرة أعيد أغنية مرات كثيرة، ليس لاختلاف ذوقي، ولكن لأنها ببساطة “فرحتني”!

أعجبتني “عيش بشوقك” نظرًا لأني وجدتها “حالة” سواء بالتصوير، والألوان، والديكورات، أو حركات تامر “اللي بستلطفه كممثل”، وكذلك موسيقى الأغنية، وكلماتها البسيطة “اللي مش تافهة، بكل تفاصيلها، استطاعت الأغنية أن تصنع لونًا من “البهجة” التي نبحث عنها مؤخرًا للخروج من الضغوطات اليومية الروتينية.