حازم ضياء الدين يكتب: زوجتي الثانية!!

من الغريب أنني فوجئت بمرور سنوات عديدة منذ بدأت أولى خطواتي في المجال الإعلامي، التي لا أستطيع أن أحدد متي بدأت.

هل بدأت عندما كنت صغيرا  في المرحلة الابتدائية اشتري الجريدة يوميا أثناء ذهابي صباحا  للمدرسة رغم أنها أكبر مني حجما ولم أكن استطيع فردها بين ذراعي الصغيرتين لقراءتها، فكنت ألجأ لفردها علي أرضية غرفة الصالون في منزل عائلتي للقراءة عندما يحين موعد نشرة الأخبار حتى اقرأ مثل مذيع النشرة الذي كنت انتظره لأنه يحمل اسما مشابها لاسم عائلة والدي -رحمه الله- فكنت متيقن أنه عمي.

الطريف أن مدرسين المدرسة كانوا يقرأون الجريدة ويعيدونها إلي حتي أبلغت إحدي المدرسات والدتي بذلك وهي كانت إحدي جيراننا في نفس الوقت، وفوجئت بوالدي يناديني لغرفة مكتبه -نعم أنا من زمن اجتماعات الوالد بأبنائه في غرفة المكتب بالمنزل- وسألني: “لماذا تشتري الجريدة يوميا رغم وصولها مع بقية الجرائد إلى المنزل؟!.. أجبته بأنني أريد أن أصبح مذيعا مثلك ومثل عمي فلان.

لن أنسى نظرته الحنونة الصارمة وابتسامته وقوله: “يا ولدي حتي تصبح مذيعا يجب أن تتخرج  في الجامعة، وفلان ليس عمك هو مجرد تشابه أسماء”، صدمتي كانت قوية لأنني لا أعرف ما هي الجامعة، فقد كنت في الصف الثالث الابتدائي، وان الشخص الذي تابعته لفترات طويلة ليس عمي

توقفت عن شرائها وبت أحاول قراءتها عند عودتي من المدرسة، وأصبحت أقلد كل المذيعين لكن هذه المرة لأنهم ليسوا أعمامي

حبي للقراءة تحول داخلي إلى نهم غريب، أصبحت اقرأ أي شيء وكل شيء، ومع ذلك حبي وتقديري للجريدة كان في ازدياد، فوجدت نفسي انضم للإذاعه المدرسية واقرأ  الأخبار يوميا، وكان مشهدا كوميديا يوميا لأني بالفعل لم أكن استطع فتح الجريدة على مصراعيها، لضآلة حجمي  فهل من هنا بدأت؟

لا أعرف..

هل بدأت عندما أصبحت أذهب مع والدي إلى مبنى الإذاعة والتليفزيون بماسبيرو أسبوعيا؟ فتحول اهتمامي إلى الانبهار بالمبنى وما فيه ومن فيه، وما أدراكم بما كان فيه من إمكانيات وأجهزة، ومن كان فيه من فطاحل في كافة المجالات. هناك رأيت يحيى العلمي وهو يخرج  للدنيا رائعته مسلسل رأفت الهجان، واشترك في برامج  ماما نجوي وبقلظ وماما سامية، وعندما اشتركت في إحدى حلقات بابا ماجد، لم أنم ليومين من انبهاري وانتظاري لإذاعة الحلقة.

رأيت نجيب محفوظ، وأنيس منصور، وسمعت الشريف خاطر وحمدي الكنيسي وفاروق شوشة، التقيت بنجوم الفن في مصر والعالم العربي، اشتركت بصوتي الطفولي في بعض الأعمال الإذاعية، وكنت أعيش حالة كاملة من الانبهار، لكن عندما نشر أحد اصدقاء والدي صورتي في ركن الأطفال بالجريدة كنت أنام والجريدة بجواري

هل من هنا بدأت خطواتي؟ أم بدأت عندما تخرجت في كلية الآداب وعملت في مجالات أخرى لا علاقة لها بالإعلام، ولكني قررت فجأة أن أترك عملي في مكان جيد جدا وبراتب ممتاز في هذا الوقت حتى انضم في بداية أول راديو أونلاين في مصر، وعملت فيه كمخرج إذاعي ومقدم برامج ومعد، وكانت جريدتي معي دائما في كل خطواتي، وتعرفت فيه علي مواهب شابة جميلة.

أم عندما انضممت إلى المدرسة التي تعلمت فيها

أسس ومبادئ الإعلان، وتحولت جريدتي إلى أحد أدواتي في هذا المجال طيلة 14 عاما إعلاميا وإعلانيا.

أعتقد أنني ما زلت أتحسس خطواتي في هذا المجال ومعي جريدتي..

نسيت أن أذكر أن جريدتي هي ضرة زوجتي

تعطيل العمل بالبنوك الاثنين المقبل