في عيد ميلادها الـ73.. النصيحة التي غيرت مجرى حياة سميرة مُحسن

هالة أبو شامة

الممثل لما بيكبر بيرخص، والأستاذ لما بيكبر بيغلى“، جملة قد تقع على مسمع البعض منا، وتمر مرور الكرام، إلا أنها علقت في أذن الفنانة سميرة مُحسن، التي حولتها من مجرد جملة إلى منهج سارت عليه وانتهجته طوال حياتها، حتى أصبحت الفنانة، والأستاذة الأكاديمية، والمؤلفة، والمنُتجة.

تحتفل اليوم 14 يوليو، الفنانة سميرة حسن المصيلحي، المعروفة بـ “سميرة مُحسن“، بعيد ميلادها الـ73، وفيما يلي يستعرض “إعلام دوت أورج“، أبرز محطات حياتها:

نرشح لك: من هي سلمى الكاشف صاحبة صور رحمة حسن؟

نشأتها

وُلدت سميرة مُحسن، في 14 يوليو 1945، في منطقة مصر الجديدة في مدينة القاهرة، عاشت يتيمة الأب، الذي كان يعمل طيارًا حربيًا وتوفي وهو في سن الـ 23 عامًا، حيث كانت تبلغ من العمر حينها ثلاثة أشهر فقط، لكنها على أي حال لم تستمر كطفلة وحيدة لفترة طويلة، فصغر سن والدتها جعلها تتزوج مرة أخرى وتُنجب لها 9 من الإخوة والأخوات، لتعيش “محسن” فترة طفولتها بين أسرة كبيرة لا فرق بين أبناءها إلا في اسم الأب.

التحقت بقسم علم النفس والاجتماع في كلية الآداب جامعة عين شمس، وكان حبها للفن والتمثيل دافعًا قويًا لدراسته بعد تفوقها في علم النفس، فالتحقت بمعهد الفنون المسرحية وهي في السنة الثالثة في الجامعة، لتُصبح طالبة جامعية في الصف الثالث في نفس الوقت الذي كانت فيه طالبة في الصف الأول بالمعهد.

نقطة التحول

مثلت “محسن” أولى مسرحياتها “خيال الظل” في السنة الثانية في المعهد، كان أدائها في هذه المسرحية مبهرًا لدرجة جعلت الفنانة سميحة أيوب، تُطلق عليها لقب “خليفتها في المسرح”، وفي أحد أيام عرض هذه المسرحية شاهدها المخرج التلفزيوني إبراهيم عبد الجليل، ليطلب منها بعد ذلك أن تقوم ببطولة مسلسل “ميرامار” تزامنًا مع قيام الفنانة شادية ببطولة نفس القصة ولكن في السينما.

أوضحت “محسن” في لقاءها في حلقة برنامج “لقاء خاص” على شاشة القناة الثانية، أن الفنانة شادية كانت قد دعمتها بشكل كبير في مرحلة الانتشار حينما طلبت أن تتقاسم “محسن” معها أغلفة المجلات ومقابلة الأديب نجيب محفوظ، بالإضافة إلى ترشيحها لفيلم “شيء من الخوف”.

أضافت”محسن” في نفس اللقاء أنها قد اتخذت مبدأ مساعدة ودعم الوجوه الجديدة من خلال تجربتها مع الفنانة شادية، التي دعمتها بشكل كبير وهي ما زالت طالبة في السنة الثانية في المعهد، مُشيرة إلى فضل الفنانة سميحة أيوب، حينما ساعدتها في البداية ببعض ملابسها لكي تستخدمها في التصوير.

بعثة موسكو

تخرجت “محُسن” من معهد الفنون المسرحية، وهى الأولى على دفعتها، ورُشحت لهذا السبب لبعثة روسيا، إلا أنها في تلك المرحلة وقفت حائرة بين ضغوط أستاذها حسين كمال، الذي كان يُحاول إقناعها بأن سفرها سيُنقص من نجوميتها، وبين نصيحة خالها الصحفي الكبير عبد الرحمن الخميسي، الذي جعلها تُحب الفن والمسرح والقراءة منذ طفولتها، حينما قال لها: “الممثل لما بيكبر بيرخص، والأستاذ لما بيكبر بيغلى”.

ومع كبح العاطفة وتمكين العقل، كانت نصيحة خالها هي الأقوى، فسافرت “محسن” مع زوجها الدكتور فوزي فهمي، إلى منحة موسكو، وحصلت من خلالها على درجة الماجستير ودرجة الدكتوراه في علوم المسرح خلال أربع سنوات فقط.

أشارت “محسن” في لقائها في برنامج “تعالى إشرب شاي” مع الإعلامي مراد مكرم على أثير إذاعة “نجوم إف إم”، إلى أنها درست في موسكو التمثيل والإخراج وتاريخ الأزياء والديكور، وغيرها من الفنون والفلسفة، لافتة إلى أنها قبل سفرها للبعثة، كانت قد التحقت بالمعهد الثقافي الروسي حتى تُلم ببعض الكلمات التي تُساعدها في الدراسة هناك.

تحقق نبؤة حسين كمال

ومع مرور سنوات البعثة، تحقق ما كان يخشاه المخرج حسين كمال، حيث ظلت لمدة عامين كاملين بعيدة عن السينما، لكنها لم تقضِ هذين العامين في حالة من الخمول، بل بدأت في تطبيق ما درسته في موسكو حينما ألفت فيلم “المرأة والقانون” وفيلم “إلا أمي”، ومسلسل “أيام العمر”، وذلك بجانب تدريسها في معهد الفنون المسرحية.

عام 1979 عادت من جديد إلى السينما من خلال فيلم “الهروب من الخانكة”، قائلة: “أنا كنت بصحى 6 الصبح أطبخ واشغل الغسالة وانشر الغسيل وبعدها أروح المعهد وأرجع أغدي الولاد، وأنزل من 3 لـ8 تصوير للسينما، ومن 8 لـ 11 تمثيل في المسرح وبعدها أروح أنام”.

مرحلة الإنتاج السينمائي

أنتجت “محسن” ثلاثة أفلام هم: “سنة أولى نصب”، و”ملاكي إسكندرية”، و”غرفة 707″، لافتة إلى أنها اضطرت للتمثيل في فيلم “سنة أولى نصب” بالصدفة حينما اعتذرت الفنانة إنعام سالوسة عن أداء دورها في الفيلم قبل تصويره بيوم واحد بسبب ظروف خارجة عن إرادتها.

قالت “محسن” في لقائها في برنامج “لقاء خاص” إنها اتجهت للإنتاج بسبب حدوث هبوط في السينما المصرية، لكن ما أنار الأمل بداخلها وجعلها تميل للوجوه الجديدة هو فيلم “إسماعيلية رايح جاي” الذي كان من بطولة الفنان محمد هنيدي والفنان محمد فؤاد، هنا جاءتها فكرة إنتاج عمل شبابي يناقش مشكلة البطالة ويخاطب أصحاب رؤوس الأموال لمساعدتهم، مُشيرة إلى أن السبب الآخر لتحمسُها هو يقينها التام بأن المسلسلات تُحدث ضجة في وقت ما ومن ثم تُصبح في طيات النسيان، أما الأفلام فهي لا تموت أبدًا.

في نفس اللقاء، أشارت “مُحسن” إلى أنها كانت سببًا في شُهرة الفنان أحمد عز والفنان خالد سليم والفنانة داليا البحيري، من خلال تقديمهم في فيلم “سنة أولى نصب”، بالإضافة إلى أنها قامت بتقديم الفنان خالد النبوي حينما كان في العام الثاني في معهد فنون مسرحية، لزوج اختها المخرج محمد عبد العزيز، لافتة إلى أنها أيضًا اتفقت له مع “عبد العزيز” على أجره الذي تقاضاه وقتها.

أما عن رؤيتها في لما وصلت إلية من إنجازات، فهى فخورة جدًا بكونها أستاذة محترفة، وممثلة هاوية تمثل ما يعجبها ويناسبها ولا تضطر للقبول بأي دور حتى لا يتم نسيانها.