أحمد فرغلي رضوان يكتب: الضمير.. ما بين تايلاند وسانت كاترين!

لا أعرف لماذا ذكرني مثل الكثيرين حادث أطفال كهف تايلاند الذي تابعه العالم باهتمام غير مسبوق “تفوق على كأس العالم” بحادث الشباب الذين فقدوا فوق قمم جبال سانت كاترين في 2014 وتم العثور عليهم بعدما فارقوا الحياة “من شدة البرد” بسبب عدم الإهتمام باستغاثتهم، حينها بدى الاعتماد أكثر على الجهود الذتية لإنقاذ هؤلاء! دون تحرك سريع من الجهات المعنية، وتردد وقتها كلام “مؤلم” أن الجهات قالت لأصدقاء هؤلاء الشباب أنهم لن يستطيعوا تحريك طائرة للبحث عنهم لإنه ليس من بينهم أجانب!!

نرشح لك: إنقاذ جميع أطفال الكهف ومدربهم بتايلاند

الإهتمام في حالة أطفال الكهف بتايلاند تجاوز الحدود للعالم أجمع وحرك ضمير الإنسانية بشكل غير مسبوق تجاه الأطفال “سيئين الحظ” الذين علقوا في أحد الكهوف دون مقدمات ودون نتائج محسوبة، وجدوا أنفسهم هم ومدربهم غير قادرين على الخروج بعد هطول الأمطار وغرق الطريق داخل الكهف، ويحسب لمدربهم الشجاع الحفاظ عليهم والوصول بهم لمكان آمن داخل الكهف ولكن المفاجأة غير السارة أن الوصول إليهم بدى وكأنه مستحيلا بعدما وصلوا لمكان صعب داخل الكهف، الطريق إليه وعر للغاية ومن هنا بدأت الدراما في القصة تزداد تشويقا أكثر مما يكتبه المؤلفون.

نحو أسبوعين قضاهم الأطفال في هذا المكان يشربون من مياه الأمطار ويأكلون بقايا الطعام معهم! حتى عثر عليهم فريق إنجليزي وبدأت المهمة المستحيلة التي شاركت فيها دول مثل الصين واستراليا، هي لحظة نادرة تكاتف فيها العالم ليصبح أطفال الكهف ترند عالمي وسط تعاطف ودعاء الملايين لنجاح عملية الإنقاذ “سيتم تحويلها بالتأكيد لفيلم سينمائي” العالم أجمع أخذ يتسابق لتقديم المساعدة، لدرجة أنه تم اختراع أنبوب مائي خلال 4 أيام لنقل الاطفال داخله بين مياه الصخور التي تحتاج للغوص!

نرشح لك: تعرف على الحالة الصحية لـ “أطفال الكهف”

90 غواصا منهم 50 أجنبيا هم فريق الإنقاذ واعتبروها المهمة الأصعب في حياتهم لوعورة الطريق بين الصخور والمياه حتى الوصول لمكان الاطفال واليوم نجحت عملية الإنقاذ وسط احتفاء عالمي ووجهت الدعوة لهم لحضور نهائي كأس العالم.

الآلة الإعلامية

التضامن العالمي الغير مسبوق مع أطفال الكهف حركه الآلة الإعلامية العالمية بشكل سريع ومؤثر جعل الملايين تتعلق أنظارهم أمام شاشات التليفزيون لمتابعة عملية الإنقاذ! ساسة وأطباء ومهندسون وجمعيات حقوقية الجميع تحرك تجاه “بانكوك”، كل هذا بفعل الضمير الإنساني الذي يحاول إنقاذ أرواح أبرياء.

ولكن في نفس الوقت أثار الأمر الكثير من العرب المتابعين للأحداث بسبب تباين تعامل هذه الآلة الإعلامية “الجبارة” مع الحالة العربية التي بها كوارث مشابهة وأكثر، وهنا أقول نحن من نستطيع أن نحرك العالم وألا ننتظر الآخر، نصمت على مصائبنا وننتظر الاخر ليتحرك! للأسف الآلة الإعلامية العربية تعمل بجد واجتهاد فقط ضد بعضها البعض! وهي المسؤولة عن عدم وصول مآسينا للعالم فهي منشغلة أكثر بحسابات خاصة، فتشعر أن الآلة الإعلامية العربية “تتعطل” بفعل فاعل في أحداث معينة! حتى لو تحدث ضمير الآخر البعيد عنها!

قبل أن انتهي من المقال وجدت خبرا أمامي عن وجود ثلاث جثث لأطفال في “الهرم” تم سرقة أعضائهم!! هل حتى الأن لا يمكن ردع مافيا تجارة الأعضاء البشرية؟!!