مونديال روسيا 2018.. موسم سقوط النجوم

إسلام وهبان

تتجه عيون وقلوب عشاق الساحرة المستديرة حاليا إلى بلاد الحرب والحب “روسيا”، التي تنظم في الفترة من 14 يونيو إلى 15 يوليو الجاري، النسخة الحادية والعشرين من “كأس العالم”، البطولة الأشهر والأكثر متعة في عالم كرة القدم.

نرشح لك : للمرة الأولى في تاريخها.. روسيا تصعد لربع نهائي المونديال

مفاجآت عديدة اعتدنا على أن نراها بالكرنفال الكروي الأبرز.. دموع وآهات، خروج للكبار وانتصارات غير متوقعة، مشوار ينتهي للاعبين وميلاد لنجوم جدد، إلا أن السمة الأبرز لمونديال روسيا 2018 هي سقوط أهم نجوم كرة القدم وعدم قدرتهم على العبور بمنتخباتهم إلى الأدوار النهائية، ليظهر جليا أن النجم الأول في مونديال روسيا هو اللعب الجماعي والمنتخبات المتماسكة.

محمد صلاح وصفر المونديال

مع وصول المنتخب المصري لكأس العالم في نسخته الحالية بعد غياب 28 عاما، وضع المصريون آمالا كبيرة على نجم منتخبهم الوطني والمحترف في صفوف ليفربول محمد صلاح، خاصة بعد الإنجازات الكروية الكبيرة التي حققها على المستوى الأوروبي وحصوله على جائزتي أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي وكذا هداف الدوري، فضلا عن مشاركاته القوية والتي ساهمت في  وصول ليفربول لنهائي دوري أبطال أوروبا.

إنجازات “صلاح” الأوروبية والدولية عرقلتها إصابته الشهيرة التي تسبب فيها لاعب ريال مدريد الأسباني سيرجيو راموس، والتي هددت مشاركة محمد صلاح بالمونديال، وأجبرته على أن يكون خارج التشكيلة الأساسية للمنتخب المصري بالفعل في أولى مبارياته أمام أروجواي، والتي تعد من أفضل المباريات التي أداها منتخب الفراعنة خلال مشاركته في مونديال روسيا رغم خسارته بنتيجة (0-1).

 

 

آمال المصريين عادت من جديد بعد تأكد مشاركة محمد صلاح في المباراة الثانية للمنتخب المصري أمام روسيا، والتي لم يقدم “صلاح” خلالها المتوقع منه، وذلك بسبب تأثره بإصابته وعدم اكتمال شفائه، لتخسر مصر المباراة بنتيجة (3-1) بعد أن أحرز صلاح هدفا من ضربة جزاء، وتتبدد آمال وصول مصر للدور الثاني، في الوقت التي لم يتبق لها سوى مباراة أمام المنتخب السعودي، والتي لم يستطع “صلاح” رغم إحرازه هدفه الثاني في المونديال، أن يقتنص الفوز لمصر، ليعود الفراعنة إلى بلادهم بدون نقاط أو حتى آداء متميزا، وأيضا دون أن يتمكن محمد صلاح في أن يكون عنصرا فعالا في معادلة المونديال.

 

 

ميسي والفشل الدولي

رغم نجومية الأرجنتيني ليونيل ميسي لاعب فريق برشلونة الإسباني، ومنافسته الدائمة خلال العشر سنوات الأخيرة على أفضل لاعب بالعالم، وحصوله على الكرة الذهبية عام 2015، فضلا عن كونه أسطورة برشلونة الأول، إلا أنه لم يتمكن إلى الآن أن يخدم منتخب بلاده ويصل بهم إلى نهائي كأس العالم.

 

 

رغم احتواء المنتخب الأرجنتين على العديد من نجوم كرة القدم مثل “دي ماريا” و”هيجواين” إلا أن كل الآمال كانت منصبة على نجمهم الأبرز “ميسي” الذي لم يستطع أن يقدم ما كان متوقعا منه، فتعثر أمام أيسلندا وتعادل بصعوبة بنتيجة (1-1) بعد أن أضاع ميسي ضربة جزاء، ثم سقط بشكل مروع أمام كرواتيا بنتيجة (3-0)، فيما فاز بصعوبة بالغة أمام نيجيريا (2-1)، بعد أن أحرز ميسي هدفه الوحيد في المونديال، وليصعب فريقه لدور ال 16.

 

 

مرور الأرجنتين بهذه الصورة للدور الثاني حطمه فوز الديوك الزرق بنتيجة قاسية (3-4)، حيث تألق المنتخب الفرنسي بآدائه الجماعي وكان ليونيل ميسي الحاضر الغائب، الذي لم يسعف بنجوميته ومهاراته الفردية منتخب بلاده من الخروج المبكر بالمونديال.

 

 

مهارات “الدون” وحدها لا تكفي

يعد كريستيانو رونالدو واحدا من أهم وأمهر لاعبي كرة القدم خلال تاريخ اللعبة، والذي استطاع أن يكون رقما صعبا في منتخب بلاده، خاصة بعد حصوله على بطولة يورو 2016، وحصد أول لقب لبلاده، فضلا عن إنجازاته المتتالية مع فريق ريال مدريد الإسباني منذ التحاقه بصفوفه وحتى الآن.تمكن رونالدو من تقديم آداء قويا بمونديال روسيا، ورغم تعادل منتخب بلاده أمام إسبانيا (3-3)، إلا أنه كان صاحب أول هاتريك في المونديال الحالي، واستطاع بسهولة أن يعبر بفريقه إلى الدور الثاني بعد الفوز على المغرب بنتيجة (1-0)، والتعادل مع إيران (1-1).

 

 

قدرات رونالدو ومهاراته الفردية لم تكن كافية للصمود أمام أوروجواي، الذي يتمتع باللعب الجماعي، ورغم تقديمه كل ما يمكن في كرة القدم إلا أن منتخبه ودع المونديال في الدور ال16 بعد هزيمة غير متوقعة بهدفين لهدف، ويخرج “الدون” بصورة غير لائقة بعد انفعالاته وعصبيته على طاقم التحكيم نفسه، بعد فشله في العبور بمنتخب بلاده لدور ربع النهائي.

 

 

نجوم “المانشافت” وعقدة صاحب اللقب

رغم حصول المنتخب الألماني على لقب المونديال في نسخته الماضية، إلا أن عقدة خروج صاحب اللقب قد لاحقته، ليكون خامس المنتخبات التي تخرج في الأدوار الأولى في البطولة التالية لحصولها على اللقب.منتخب الماكينات لم يتمكن من تقديم أي شيء في مونديال روسيا 2018، رغم ضمه لعدد كبير من أهم نجوم كرة القدم حاليا، على رأسهم توماس مولر وتوني كروس. فشل الألمان في تقديم آداء يليق بصاحب اللقب، حيث خسر في أولى مبارياته أمام المنتخب المكسيكي بهدف للاشيء، ثم الفوز على السويد بنتيجة (2-1)، ليسقط سقوطا مدويا أمام كوريا الجنوبية أحد أضعف المنتخبات في البطولة، ويخسر بهدفين نظيفين ويتذيل ترتيب مجموعته، ويخرج بشكل غير متوقع من المونديال.

 

 

دموع راموس تشفي غليل عشاق “صلاح”

جاء خروج المنتخب الإسباني اليوم أمام نظيره الروسي منظم البطولة، بضربات الجزاء الترجيحية، لتخلد دموع سرجيو راموس في ذاكرة محبي محمد صلاح، وتشفي غليلهم لاسيما بعد تسببه في إصابته وإقصائيه من نهائي دوري أبطال أوروبا.

 

 

المنتخب الإسباني بدأ مشواره بالمونديال بشكل قوي بعد مباراة قوية أمام نظيره البرتغالي انتهت بالتعادل (3-3)، ثم الفوز على المنتخب الإيراني بهدف نظيف، ثم تعادل صعب مع المنتخب المغربي بنتيجة (2-2)، وخلال الدور الأول ظهرت العديد من المشاكل التي يعاني منها الأسبان خاصة في الجانب الدفاعي، وعدم قدرة نجومه من المهاجمين في التسجيل بقوة في مرمى الخصم.

فرصة كبيرة كانت أمام المنتخب الإسباني اليوم لتخطي الدور الثاني، خاصة مع مواجهة منتخب ليس في نفس قوته، ومعاناة الروس من وجود خط هجومي قوي، إلا أن الإسبان صمموا على اللعب بشكل تقليدي يعتمد على الاستحواذ وعدم وجود ضغط هجومي قوي، ليخرج من المونديال بشكل غير متوقع من أكثر المتشائمين، ويودع راموس ورفاقه المونديال بدموع قاسية.