٣٠ سببًا.. هل تكفي لاستقالة اتحاد الكرة؟

محمد سلطان محمود

تميزت فترة هيكتور كوبر مع منتخب مصر؛ بالضبابية وعدم توضيح الحقائق، بخلاف تمتع كوبر نفسه بسوء التقدير الدائم للموقف وعدم قدرة الجهاز الفني للمنتخب على تقييم الأمور بشكل سليم أو اتخاذ القرارات الصائبة في توقيت مناسب، وفي ذلك عدة أمثلة.

لكن المسئولية الأكبر تقع على عاتق اتحاد الكرة، الذي منح كوبر حرية التخبط وإستفزاز الجماهير طوال 3 سنوات، دون أن يكون هناك أي شكل من أشكال المحاسبة أو محاولة امتصاص غضب الجماهير؛ وربما يعود ذلك إلى حالة الفشل التي تعاني منها منظومة كرة القدم في وجود اتحاد الكرة الحالي، الذي يفتقر إلى أبسط فنون إدارة الرياضة، ويؤمن مسئوليه أنهم فوق المحاسبة، ولا يصح مطالبتهم بالاستقالة عقب الكثير من الإخفاقات الإدارية التي حققوها. بالإضافة إلى التلويح الدائم بعدم إمكانية تدخل وزير الشباب والرياضة لحل الاتحاد حتى لا يتعرض النشاط الكروي في مصر للتجميد بواسطة الاتحاد الدولي لكرة القدم.

وبعيدًا عن الكارثة الإدارية المتعلقة بطائرة المنتخب، وكيف تفنن مسئولي اتحاد الكرة في تعذيب محمد صلاح قبل حل الأزمة، التي كانت تستوجب استقالة المسئول عنها، نستعرض 30 سببًا لا يراهم مسئولي اتحاد الكرة مبررًا لمطالبتهم من الجماهير ووسائل الإعلام بالاستقالة.

1- لا أحد يعرف حقيقة ما حدث مع حسام غالي، ومن هو عضو الجهاز الفني الذي تسبب في الوقيعة بينه وبين هيكتور كوبر. ولم يهتم الجهاز الفني للمنتخب أو اتحاد الكرة بإصدار بيان رسمي يفسر لماذا تم استبعاد قائد منتخب مصر؟ وهل تم إجراء تحقيق داخلي في الواقعة لبيان صحة إدعاءاته من عدمها؟

2- كما تم استبعاد حسام غالي فجأة؛ أصبح باسم مرسي مهاجم الزمالك وهداف المنتخب في ذلك التوقيت، خارج حسابات المنتخب طوال أكثر من عام ونصف. وبالرغم من تكرار اعتذار اللاعب للجهاز الفني، لم يتم استدعاءه؛ وهو ما دفع باسم مرسي لمهاجمة الجهاز الفني واتهام أحد أعضاءه بالتدخل لدى كوبر ليستمر استبعاده من المنتخب.

3- لا أحد يعرف سبب عدم تفضيل كوبر لاستدعاء عمرو السولية للمنتخب، فبخلاف مباراة ودية أمام منتخب مالاوي في أغسطس 2015، لم يقم الجهاز الفني للمنتخب باستدعاء السولية إلى معكسر رسمي أو ودي حتى بعد انضمامه إلى صفوف النادي الأهلي في يناير 2016.

4- ما حدث مع عمرو السولية، تكرر مع وليد سليمان الذي لم يلعب طوال فترة تولي كوبر مسئولية تدريب المنتخب سوى 29 دقيقة في مباراة ودية خاضها المنتخب أمام غينيا في أغسطس 2016.

5- بعد ضمان التأهل إلى كأس العالم، قام الجهاز الفني للمنتخب باستدعاء شيكابالا للمرة الأولى ليشركه أساسيًا في مباراة غانا، والتي انتهت بتعادل منتخب مصر إيجابيًا بهدف لشيكابالا، ليقرر كوبر من بعدها أن يكون شيكابالا هو بديل عبد الله السعيد.

6- قرار منح الفرصة لعدد من اللاعبين الجدد في معسكر المنتخب قبل الأخير، شهر مارس الماضي، والذي خاض فيه المنتخب مباراتين وديتين أمام البرتغال واليونان، وهو ما تسبب في خسارة المنتخب للمباراتين، وتقديم اللاعبين لجدد لأداء مضطرب بسبب صعوبة المباراتين.

7- استند كوبر إلى نتائج المباراتين لكي يتخلص من ضغوط الإعلام لضم عددًا من اللاعبين المتألقين مثل حسين الشحات ومحمد عواد ومحمد مجدي قفشة، وهو تقييم غير موضوعي، وبلغة كرة القدم؛ تعمد الجهاز الفني “حرق” اللاعبين.

8- بعدما أصبح من الواضح وجود أسباب خفية تتحكم في اختيارات اللاعبين، جاء وقت اختيار قائمة كأس العالم المبدئية والتي تضم 35 لاعبًا يتم تقليصهم إلى 23 لاعبًا يشاركوا في كأس العالم، لكن الجهاز الفني للمنتخب قرر أن يعلن عن قائمة ضمت 29 لاعب فقط، يشاركوا في مباريات المنتخب الودية الأخيرة قبل كأس العالم أمام منتخبات؛ الكويت وكولومبيا وبلجيكا.

9- في اليوم التالي لإعلان القائمة المنقوصة، قام الجهاز الفني للمنتخب بالإعلان عن قائمة ضمت 6 لاعبين استكمل بهم قائمة الـ35 لاعب، مع قرار عدم ضمهم إلى معسكر المنتخب وابقائهم في القاهرة، وهو قرار لم يتم تفسيره مثل كل القرارات المتعلقة بضم واستبعاد اللاعبين.

10- طرحت القائمة النهائية التي ضمت 23 لاعب يشاركوا في كأس العالم، عددا من التساؤلات حول اختيارات هيكتور كوبر ومعاونيه للاعبين، بعد استبعاد محمد عواد وضم شريف إكرامي البعيد عن المباريات، وضم علي جبر وعمر جابر ورمضان صبحي بالرغم من ابتعادهم عن المشاركة مع أنديتهم، وتذبذب مستواهم الفني في المباريات الودية التي خاضوها مع المنتخب.

نرشح لك: ياسر أيوب يطالب إيهاب لهيطة بالخروج عن صمته

11- قائمة مصر التي ذهبت إلى كأس العالم، ضمت لاعبًا لا يتحدث اللغة العربية، لم تشاهده الجماهير المصرية يلعب كرة القدم من قبل، يلعب في أحد أندية الدرجة الثانية الإنجليزية، يُدعى سام مرسي، ويبدو أنه ذو أهمية كبرى لكي يحصل على القميص رقم 5 في المنتخب.

12- قرر هيكتور كوبر الذهاب إلى كأس العالم بمهاجم واحد، بعيد عن مستواه الفني، وهو مروان محسن،ليثير المزيد من التساؤلات، خاصة في ظل إصرار الجهاز الفني للمنتخب على اعتبار محمود كهربا وعمرو وردة ومحمد صلاح كمهاجمين، بالرغم من أن مراكزهم مع أنديتهم مختلفة عن مركز رأس الحربة.

13- قرر المنتخب أن يخوض 3 مباريات ودية قبل كأس العالم، لعب كل مباراة منها في بلد مختلف، سافر إلى الكويت لملاقاة منتخب الكويت، ثم إلى إيطاليا لمواجهة كولومبيا، ثم إلى بلجيكا لمواجهة منتخب بلجيكا.

14- ولأن في السفر 7 فوائد؛ قرر اتحاد الكرة اختيار مدينة جروزني في الشيشان لتكون محل معسكر المنتخب، بالرغم من أن مباريات المنتخب في 3 مدن روسية بعيدة عن جروزني، وهو ما تسبب في تحقيق منتخب مصر للقب الفريق الأكثر قطعًا للمسافات خلال مرحلة المجموعات، حيث سافرت طائرة المنتخب حوالي 5288 ميل، وهي مسافة تقترب من 7 أضعاف المسافة التي قطعها منتخب كولومبيا لخوض مبارياته (761 ميل).

15- قبل السفر إلى جروزني، تفجر خلاف بين مجدي عبد الغني، عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة وهاني أبو ريدة، رئيس الاتحاد، تم على آثره إسناد منصب نائب رئيس بعثة المنتخب إلى عصام عبد الفتاح، واستبعاد مجدي عبد الغني من البعثة مع توعده بالتحقيق عقب كأس العالم.

16- خرج مجدي عبد الغني ليهدد مسئولي اتحاد الكرة بكشف ما يحدث داخل كواليس الاتحاد عقب كأس العالم.

17- في اليوم الأول لمعسكر المنتخب في جروزني، ذهب رئيس دولة الشيشان إلى الملعب ولم يجد محمد صلاح، الذي غاب عن التدريبات بسبب الإصابة، فما كان منه أن ذهب إلى فندق المنتخب وأصطحب محمد صلاح ليعود به إلى الملعب وسط عدسات المصورين، وهو كان المؤشر الأول أن بعثة المنتخب ليست في معزل عن التدخلات.

18- سافر مجدي عبد الغني إلى روسيا، وتواجد داخل تدريبات المنتخب، وفي المقصورة أثناء المباريات، بل وقام بالنزول إلى أرض الملعب في أحد التدريبات للصلاة، في حين كان يمكنه فعل ذلك في غرف الملابس أو حتى خارج الملعب.

19- ظهرت صور مجدي عبد الغني مع هاني أبو ريدة وعصام عبد الفتاح وهم في منتهى السعادة، في إشارة إلى أن ما حدث قبل السفر إلى جروزني أمام وسائل الإعلام، تم حله في الكواليس، وكعادة اتحاد الكرة، لا داعي للتوضيح.

20- أنباء عن بيع تذاكر المباريات بغير سعرها الرسمي، من داخل مقر إقامة اللاعبين والتذاكر تحمل عبارة توضح أنها خاصة بالاتحاد المصري لكرة القدم وعائلات اللاعبين.

نرشح لك: سبب اختيار “جروزني” لإقامة المنتخب في روسيا

21- الإعلاميين المصريين يؤكدوا عبر جميع وسائل الإعلام أن معسكر المنتخب يفتقر إلى الانضباط وأن الجماهير والضيوف يتواجدون داخل الفندق دون عزلهم عن اللاعبين.

22- تأكد وجود أسر بعض اللاعبين وإقامتهم في نفس الفندق، وهو ما حول معسكر المنتخب إلى رحلة عائلية لقضاء أجازة في روسيا.

23- قيام سعد سمير بفعل مشين مع زميله محمود كهربا، وهي الواقعة التي انتقد فيها مجدي عبد الغني الإعلام بسبب عرض اللقطة، التي يراها طبيعية في عالم كرة القدم، وكأن العيب في الإعلام، علمًا أنه تم عرضها إعلاميًا دون قصد.

24- ظهور اللاعبين في فيديوهات مصورة من داخل الغرف للحديث عن المباريات.

25- اللقطات التي تم عرضها من معكسر المنتخب عقب مباراة روسيا، أظهرت بوضوح أن الأمر أصبح خارج عن السيطرة، وأن اللاعبين فقدوا تركيزهم.

26- في ظل حالة الحزن داخل معسكر المنتخب، ذهبت بعثة المنتخب بالكامل لحفل عشاء أقامه رئيس الشيشان على شرف “محمد صلاح”، وهو ما تسبب في تعرض صلاح للانتقادات في وسائل الإعلام البريطانية، بسبب اتهامات منظمات حقوق الإنسان لرئيس الشيشان.

27- خسارة المنتخب بأداء هزيل أمام المنتخب السعودي الذي تلقت شباكه 8 أهداف في مباراتين، وسط تراخي عدد من اللاعبين وتقديم عدد آخر لأداء باهت طوال المباراة.

28- قبل إنطلاق صافرة النهاية في مباراة مصر والسعودية، كان مسئولي اتحاد الكرة مصممين على نفي أي أخبار عن رحيل هيكتور كوبر بعد المونديال.

29- بعد إنطلاق صافرة النهاية في مباراة مصر والسعودية، قام مسئولي اتحاد الكرة بتوجيه الشكر إلى الجهاز الفني للمنتخب، مع إعلان إقامة مؤتمر صحفي لتوضيح كل الحقائق.

30- جاء المؤتمر الصحفي الذي عقده هاني أبو ريدة، رئيس اتحاد الكرة، ليزيد من غضب الجماهير، خاصة مع قيام مجدي عبد الغني بمقاطعته للدفاع عن نفسه، والصياح في وسط القاعة، ثم خروج سعد سمير لينفي ما ذكره أبو ريدة عن تعرضه للعقوبة في واقعة النكز، مؤكدًا أنه كان يضحك مع أبو ريدة حول ردود الفعل.

نرشح لك: سعد سمير عن واقعة النكز: لا توجد عقوبة