باسم مرسي.. والصعود إلى الهاوية

محمد حمدي سلطان

البعض يختار بمحض إرادته أن يتحول من مشروع نجم وشخص ذو حيثية وقيمة إلى مجرد أداة للتسلية، ليصبح “نكتة” و”إفيه” يتداوله الناس عبر مواقع التواصل الإجتماعى، كحدث ثانوى يأتي فى خلفية الأحداث المهمة. يستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير. يتركون نجومية الملاعب عن طيب خاطر، مفضلين عليها التحول إلى نجوم وأبطال على صفحات “الكومكس” محققين نجاحًا باهرًا فى ركوب “الترند” من بابه الخلفي بدلاً من ركوب موجة النجاح والتألق والنجومية.

في تعريفه للغباء يقول أينشتاين: “هو أن تكرر نفس الفعل منتظرًا الحصول على نتائج مختلفة”، لكن البعض لا يتعلم من تجارب الآخرين ليأخذ العبرة، فيسير على نفس درب السقوط السريع خلف من سبقوه، ليكرر التاريخ نفسه، وتعاد نفس الأحداث بتفاصيل مختلفة قليلاً. فمنذ أن وعينا على الكرة المصرية، ولا تخلو حقبة منها من لاعب من هذه النوعية، والنموذج الأحدث والأكثر عصرية هو الكابتن باسم مرسي مهاجم نادى الزمالك. الذي قدم أسوأ أداء ممكن في موسمه الأخير مع القلعة البيضاء، وبينما مصر كلها تقف على قدم وساق لتتابع الاستعدادت الأخيرة للمنتخب الوطني قبل انطلاق المونديال، خرج علينا باسم مرسى ليتحفنا بتصريح عجائبي، قائلاً بثقة لا يُحسد عليها: “بطولة كأس العالم بطولة عادية!”، ولا يوجد بالتأكيد أى داعٍ لنذكر بقية ما صرح به المهاجم الفذ، فهذه الجملة وحدها تكفى لنعرف إلى أى هاوية وصل باسم مرسى.

الذي لم يكتفِ بعدم تعلمه من أخطاء الآخرين، فهو لا يتعلم حتى من أخطائه الشخصية، ويكررها بعناد وغرور سيعجلان بنهايته المأساوية. فتصريحه السابق الشهير الذى أطلقه منذ عام ونصف، أثناء مشاركة المنتخب بكأس الأمم الإفريقية، وهى البطولة التى تم استبعاده منها على إثر أزمته الشهيرة بعد مباراة غانا. وعندما سئل باسم مرسى عن رأيه فى أداء المنتخب بالبطولة، رد باقتضاب والابتسامة تملأ وجهه: “مش متابع والله”. وهو التصريح الذى أثار ضجة كبرى على مواقع التواصل وتحول إلى “ترند” و”إفيه” ما زال صالحًا للاستخدام حتى هذه اللحظة.

نرشح لك- باسم مرسي: تصفيات كأس العالم أصعب من كأس العالم

الغريب أن باسم نفسه استفاد من هذه الضجة، وظهر فى إحدى الإعلانات ليقول هذه الجملة، وربما يطمح الآن فى الظهور مرة أخرى بإعلان جديد، يقول فيه كأس العالم بطولة عادية. فربما لا يهمه أن يتحول لمادة للسخرية، قدر اهتمامه فى أن يبقى تحت دائرة الضوء، بأى ثمن، وبأى طريقة كانت. ويا ألف حسرة على المهاجم الكبير الذى صعد إلى الهاوية وأصبح مجرد “نمرة” وفقرة كوميدية للتسلية في سيرك العالم الافتراضي..