لماذا - ولله الحمد - تبخرت ظاهرة محمد كريم؟

رباب طلعت

بالرغم من الازدحام الرمضاني بأخبار الفنانين والأعمال الدرامية والإعلانات وغيرها من الاهتمامات الموسمية، إلا أن الظواهر الحقيقية والمؤثرة، مثل محمد صلاح، وكأس العالم، وغيرهما، فهما مستمران في خطف الأنظار لهما، ولكن “الفالصو” منها لم تنجح في الحفاظ على مكانتها، حتى من قبل حلول الشهر الكريم، ولنا في ذلك مثالًا “الفنان” محمد كريم.

نرشح لك.. لماذا استعانت ٥٧٣٥٧ بممثلين في إعلانات القصص الحقيقية؟

ظاهرة محمد كريم، لم تدم كثيرًا، وفشل في الاستمرار في جذب الانتباه، كما حدث خلال الآونة الأخيرة، وذلك منطقيًا، لأن الأضواء سقطت عليه بـ”الخطأ”، بسبب اهتمام السوشيال الميديا بما ينشره على حساباته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي من صورٍ وفيديوهات، مع مشاهير هوليود، والكثير من الأثرياء، في مختلف دول العالم، بالإضافة لمغامراته وسفرياته الكثيرة، التي جعلت الجمهور الذي لا يتذكر له عملًا فنيًا واحدًا على الأغلب، ليس لأنه يشارك في أدوار ثانية أو ثالثة بل لأنها ليست مؤثرة، ولكن يعرفه الجمهور كمقدم برنامج “the voice”، قبل أن يُنهي تعاقده مع الشركة المنتجة، ويقدمه غيره.

شهرة “كريم” لم يكتسبها كونه فنانًا أو مقدم برامج، وليس أيضًا لثراءه الموروث عن أسرته، فذلك الأمر اكتشفه رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب “بوستاته” المستفزة، مثل فيديو “الروب” الشهير، الذي نشره لنفسه وهو في غرفة بأحد الفنادق الفاخرة، دون أي داعٍ، فتحول لسخرية السوشيال ميديا، وبالتالي الصحف والمواقع الإلكترونية، التي حرص البعض منها على أن يحصل كل منها على تصاريحٍ “ملهاش لازمة” منه، ويرصدون سخرية بعض الفنانين والمشاهير منه، وبالتالي رده عليها وهكذا، إلا أن أصبح ظاهرة “ملهاش لازمة”، اختفت سريعًا، بمجرد أن انتهت ملاحقة رواد مواقع التواصل الاجتماعي له، وقل التفاعل على “بوستاته” من 500 و300 “كومنت” لاثنين أو ثلاثة على الأكثر من أشخاصٍ ثابتين، على الأرجح هم من أصدقائه.

الإشارة إلى ظاهرة “بوستات كريم” المندثرة، ليس للتذكير به أو استعادته، إنما للتأكيد أن مثل تلك “البوستات” الاستفزازية، والتي يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي لفترة ما، للسخرية منها، لا تستمر، ولا تجني ثمارها للصحفيين، لذا يجب ألا يدوم اهتمام الصحفيين بها وتجاهلها، حرصًا على عدم “تنجيم” من ليسوا نجومًا من الأساس، وشغل الرأي العام بهم، حتى وإن كان منشغلًا بهم، فيجب تجاهل تلك الظواهر لتندثر سريعًا.

تلك الظواهر السلبية، والتي يهتم بتتبعها الصحفيون مؤخرًا، حرصًا على “الترافيك”، وخوفًا من فوات “اللقطة”، والتي يصل بها الأمر لخلق قصصًا صحفية عنها، والعمل عليها أسابيع متواصلة، يجب التعود على تجاهلها، وعدم التركيز عليها لتختفي دون أن يلاحظها أحد، كما حدث مثلًا مع برومو البرنامج الديني “المفبرك” لسما المصري، والذي لم يهتم الصحفيون به وبنشره، لم يلقَ اهتمامًا من أحد، ولم تداوله السوشيال ميديا إلا البعض من مستخدميها، ما جعله لم يصل لقطاع أكبر، فمات سريعًا.