محمد فوزي يكتب: نوستالجيا المونديال (22).. منتخب العضاض ورفاقه

بلا شك ودون أدنى تفكير يعد الثنائي الهجومي لويس سواريز وإدينسون كافاني مصدر الخطورة الداهم في منتخب أوروجواي، ومن يريد الخروج سالماً من مواجهة السيليستي عليه أولاً كبح جماح هذا الثنائي وتحجيم قدراتهما التهديفية بقدر الإمكان.

نرشح لك – محمد فوزي يكتب: نوستالجيا المونديال (21).. أوسكار تاباريز الملقب بالمايسترو

ولكي ندرك قيمة وأهمية هذا الثنائي مع منتخب أوروجواي يكفى أن نذكر أن منتخب أوروجواي سجل في تصفيات كاس العالم 2018 اثنين وثلاثين هدفاً، نصفهم تقريباً للثنائي الهجومي المرعب سواريز وكافاني، بواقع 10 أهداف لكافاني و5 أهداف لسواريز.

ويتصدر سواريز قائمة الهدافين التاريخيين لمنتخب أوروجواي برصيد 50 هدف في 97 مباراة، ويليه مباشرة كافاني برصيد 42 هدف في 100 مباراة. ونترك الأرقام التاريخية ونركز مع الموسم المنتهي في الدوريات الأوروبية لنجد أن كافاني تصدر قائمة الهدافين في الدوري الفرنسي برصيد 28 هدف ليحتفظ بلقب هداف الدوري الفرنسي للموسم الثاني على التوالي، وكان قد سجل 35 هدف موسم 2016-2017، ومن أهم إنجازاته السابقة تصدره لقائمة الهدافين في الدوري الإيطالي موسم 2012-2013، عندما سجل 29 هدفاً بقميص نابولي. وكل ما سبق يثبت أن كافاني ماكينة أهداف متحركة تعمل في أي مكان وتحت أي ظروف ويعد كافاني نموذجاً مثاليا لمهاجم الصندوق المتمركز معظم الوقت داخل منطقة جزاء المنافس، مستفيداً من طوله الفارع وبنيانه الجسدي القوي، وسجل كافاني هدفين في كأس العالم من قبل بواقع هدف في كأس العالم 2010 وهدف في كأس العالم 2014.

وإذا انتقلنا إلى لويس سواريز سنجد أنه احتل المركز الثالث في قائمة الهدافين في الدوري الإسباني في الموسم المنتهي برصيد 25 هدفاً، تاركاً صدارة القائمة للثنائي ميسي ورونالدو على الترتيب، ولكن سواريز تصدر قائمة أخرى لا تقل أهمية وهى قائمة صانعي الأهداف في الليجا في الموسم المنتهي، برصيد 12 تمريرة حاسمة، وهي النقطة التي تميزه عن كافاني، فبخلاف القدرات التهديفية لسواريز يميل في طريقة لعبه للتحرك على الأطراف لسحب المدافعين وخلق مساحة لباقي المهاجمين مثلما يفعل مع ميسي في برشلونة أو مع كافاني في منتخب أوروجواي، وتمكن سواريز من هز شباك كأس العالم 5 مرات من قبل بواقع 3 أهداف في كأس العالم 2010 وهدفين في كأس العالم 2014.

مواجهة هذا الثنائي الخطير تتطلب جهدا كبيراً من مدافعي مصر وتركيز شديد ومنع الكرة من الوصول إليهم بقدر الإمكان، ومحاولة منع الكرات العرضية التي يتميز فيها كافاني لطوله الفارع، إجادته لضربات الرأس، وكذلك التنسيق الكبير بين كتيبة المدافعين، وتحديد من سيتولى رقابة سواريز عند اتجاهه لأطراف الملعب، هل يتحرك معه قلب الدفاع أم يتركه للاعب آخر.

ولا يمكن أن ننهي حديثنا عن سواريز دون الإشارة إلى سلوكياته الغريبة ولجوئه أكثر من مرة لعض منافسيه حتى أصبح لقبه “المهاجم العضاض”، وكانت البداية عام 2010 عندما كان لاعباً في صفوف أياكس الهولندي وقام بعض عثمان البقال لاعب أيندهوفن، لتتم معاقبة سواريز بالإيقاف 7 مباريات، والمرة الثانية كانت في 2010 عندما كان لاعباً في صفوف ليفربول وقام بعض ايفانوفيتش مدافع تشيلسي، وهذه المرة تم إيقاف سواريز 10 مباريات، والعضة الأخيرة كانت في كأس العالم 2014 عندما قام بعض المدافع الإيطالي كيليني ليتم إيقافه 9 مباريات مع الحرمان من ممارسة أي نشاط رياضي لمدة 4 شهور، وإذا أضفنا لوقائع العض الثلاث عنصريته تجاه باتريس إيفرا مدافع مانشستر يونايتد التي عوقب بسببها بالإيقاف 10 مباريات، سندرك أننا مهاجم غريب الأطوار لا يتوانى عن فعل أي شيء للوصول إلى هدفه، حتى إن كان غير شرعي أو خارج سياق القيم والأخلاق.

اللاعب البديل للثنائي الخطير سواريز وكافاني هو كرستيان ستواني الذى لفت الانتباه بشدة هذا الموسم، عندما سجل 21 هدفا في الدوري الإسباني، بالرغم من كونه مهاجماً في صفوف فريق جيرونا المتواضع، وبخلاف خط الهجوم الناري لمنتخب أوروجواي لا يمتلك منتخب أوروجواي أسماء رنانة أو نجوم من لاعبي الصف الأول في باقي الخطوط، وقائمته النهائية لكأس العالم 2018 تضم 21 محترف خارج أوروجواي ولاعبين فقط محترفان داخل أوروجواي.

وكل ما سبق يؤكد أن المباراة الأولى لمنتخب مصر أمام أوروجواي هي الأصعب خلال مشواره بالمجموعة، وأن الخروج منها بنقطة التعادل يفتح أبواب التأهل للدور الثاني بإذن الله تعالي.. وبكره بإذن الله هيكون كلامنا عن منتخب روسيا.