محمد فوزي يكتب: نوستالجيا المونديال (12).. كوبر اللي عدل المايل

فور توليه مسئولية تدريب منتخب مصر في بداية مارس 2015 حدد “هيكتور كوبر” أهدافه سريعاً وهي التأهل لأمم إفريقيا 2017 ولكأس العالم 2018. وبالنسبة لتصفيات أمم إفريقيا 2017 جاء منتخب مصر في المجموعة السابعة التي ضمت ثلاث منتخبات فقط (مصر – نيجيريا – تنزانيا) بعد انسحاب منتخب تشاد.

نرشح لك: محمد فوزي يكتب: نوستالجيا المونديال (11).. ما تيجوا نتعرف على كوبر

وبدأ منتخب مصر مبارياته الرسمية مع كوبر بالفوز على تنزانيا بثلاثية نظيفة على ملعب برج العرب، وجاءت الأهداف الثلاثة في الشوط الثاني، ويجدر الإشارة إلى أن المباراة شهدت مشاركة حازم إمام ودودي الجباس في التشكيلة الأساسية قبل ابتعادهما تماما عن المنتخب بعد ذلك، وكان حارس المرمى أحمد الشناوي هو الخيار الأول لكوبر في تلك الفترة.

ثم بدأ منتخب مصر مشواره في تصفيات كأس العالم 2018 من الدور الثاني بالخسارة أمام منتخب تشاد
بهدف للاشيء خارج الأرض ومن حسن حظ كوبر أن مباراة العودة كانت بعد 3 أيام فقط وتمكن منتخب
مصر من الفوز برباعية نظيفة ليتأهل إلى الدور الثالث والأخير من هذه التصفيات وتضعه القرعة في المجموعة الخامسة بصحبة منتخبات (أوغندا – غانا – الكونغو).

أصبح الشغل الشاغل للمصريين في هذه الفترة كيف سيتمكن كوبر من تخطي عقبة منتخب نيجيريا في
تصفيات أمم أفريقيا؟ وكيف سيتمكن من تخطي عقبة غانا في تصفيات كأس العالم؟ وإحقاقاً للحق لم يكن هناك تفاؤل كبير في الشارع الرياضي المصري استناداً لما سبق من ذكريات سلبية ماضية تحدثنا عنها من قبل في المقالات السابقة.

نرشح لك: محمد فوزي يكتب: نوستالجيا المونديال (9).. عقدة دي ولا مش عقدة!!

حتى جاءت مباراة نيجيريا في مارس 2016 في تصفيات أمم إفريقيا التي يمكن اعتبارها مباراة مفصلية في مسيرة كوبر مع منتخب مصر وفي إيمان المصريين بإمكانيات منتخب بلادهم وكان المنتخب النيجيري تعادل خارج أرضه مع منتخب تنزانيا بدون أهداف ليصبح لا سبيل أمامه سوى الفوز على منتخب مصر وشهد اللقاء تقدم المنتخب النيجيري بهدف في الدقيقة 60 لتنخفض معنويات لاعبي منتخب مصر تماماً ويسيطر لاعبو نيجيريا على مجريات الأمور في اللقاء، ويشنون العديد من الهجمات على مرمى أحمد الشناوي الذي تألق في التصدي للعديد من التسديدات الخطيرة حتى جاءت الدقيقة 84 من عمر اللقاء والتي شهدت الماستر سين بلغة أهل السينما في مسيرة كوبر مع منتخب مصر وكان بطل هذا المشهد اللاعب حمادة طلبة الذي كان يخوض مباراته الدولية الأولى وعمره 34 عاما و10 أشهر و7 أيام ليصبح اللاعب صاحب السن الأكبر فى مباراته الدولية الأولى مع المنتخب المصرى وكان المشهد كالتالي..

نرشح لك: محمد فوزي يكتب: نوستالجيا المونديال (10).. آخر الأحزان المونديالية

انطلق فيكتور موسيس كالسهم مخترقا الدفاع المصرى تاركا أحمد حجازى وعمر جابر ورامي ربيعة يسلمون أمرهم لتصاريف القدر ومتجاوزا الحارس أحمد الشناوي الذي تركه يمر خوفا من احتساب ضربة جزاء لينفرد موسيس بالمرمى الخالي وينتظر الجميع اهتزاز الشباك والإعلان رسميا عن غياب منتخب مصر عن نهائيات أمم إفريقيا للمرة الرابعة على التوالي ولكن لاعبا واحدا فى صفوف الفراعنة رفض الاستسلام لهذا الواقع المؤلم وركض بسرعة فائقة لا تتناسب مع عمره وتفوق سرعة العدائين العالميين في سباقات ألعاب القوى ليلحق بالكرة قبل أن تتجاوز خط المرمي ليحافظ على آمال مصر فى التواجد بأمم إفريقيا وهو ما حدث بالفعل بعد ذلك بفضل هذه اللقطة الإعجازية من لاعب مجتهد لم يدعي أنه يمتلك مهارة فائقة أو موهبة خارقة ولكنه جعل من الالتزام والقوة والصبر مؤهلات تفوق المهارة والموهبة في تأثيرها.

انقلبت المباراة بعد هذا الإنقاذ وعاد منتخب مصر للمباراة وتمكن البديل رمضان صبحي من إحداث الفارق في الآداء الهجومي ومرر تمريرة ساحرة اخترقت الدفاع النيجيري بالكامل لتصل إلى محمد صلاح ليودعها الشباك معلناً عن هدف التعادل في الوقت بدل الضائع، وكان من الممكن لصلاح إضافة هدف ثاني لولا أن حكم اللقاء أطلق صافرة الختام في الوقت الذي كان فيه محمد صلاح منطلقاً وحيداً نحو المرمى.

 

تصدر منتخب مصر المجموعة بعد هذا التعادل برصيد 4 نقاط.. وغداً باذن الله نكمل مسيرة كوبر مع متتخب مصر.

لمتابعة سلسلة “نوستالجيا المونديال” اضغط هنا