عبد الرحمن جاسم يكتب: حكي دراما (2) عن "فوق السحاب" و "أبو عمر المصري"

فوق السحاب للمخرج رؤوف عبد العزيز:

المسلسل مسلي جداً، فيه أشياء متناقضة للغاية، لكنه مسلّي جداً. هاني سلامة من نقاط المسلسل القوية بالتأكيد، توني ماهر وشادي ألفونس “مهضومين” كما نقول بالشامي هنا. كذلك يبدو أنَّ أمير شاهين قد بدأ يخرج من معتاده السيء السابق.

أحببت أغنية المسلسل جداً، التي كتبها وغنّاها سيد إمام، كما الموسيقى التي تشدك للغاية وهي للموسيقار عمرو إسماعيل بحسب تتر المسلسل، لكن مفاجأة المسلسل هي “ميرنا نور الدين”، في كل مشاهد آدائها تسحب النجمة الصاعدة البساط من تحت ممثلين أكثر مراس منها، فضلاً عن أنّها لا تتكل على جمالها في شخصيتها التي تلعبها في المسلسل، وهو أمر يحسب لها كثيراً. يطول الحديث بالتأكيد عن المسلسل، وهو يستحق المشاهدة بالتأكيد. “العم” محمود جمعة يخرج من عباءة الشخص الطيب المعتاد ويقترب من الشرير لأول مرة، لكنه يبقى شخصاً تحب مشاهدته. نقطة أخيرة.. عفاف شعيب وإبراهيم نصر لا يزالان يمتلكان كثيراً من التألق. نقطة أخيرة تانية.. لا أعرف من ستيفاني صليبا، سوى أنَّ شعرها أشقر.

نرشح لك : عبد الرحمن جاسم يكتب: حكي دراما (1) عن طريق وكلبش والسهام المارقة

أبو عمر المصري لأحمد خالد موسى:

بالتأكيد أحمد عز لديه مكانة خاصة في السينما المصرية، هناك نقاش حول نوعية هذه المكانة، وإن كانت فعلاً “كاريزمته” الشخصية مماثلة لمهاراته التمثيلية، شخصيته كما يسمونها بالإنكليزية “sleazy” غير مريحة، تشعر بأنه “يسخر منك” دون أن تعرف، مع هذا فأنت تحب تمثيله وتريد أن تشاهده أكثر. القصة مختلفة عن المعتاد، فيها أمور اعتيادية بالتأكيد، لكنها مختلفة.

أروى جودة ترسم شخصية مع ثيابها ومكياجها الذي يعود لخمسينات القرن الماضي، يمكن القول بأن وجود أروى في المسلسل يخفف كثيراً من سلبيات شخصية أحمد عز. منذر رياحنة لا يزال يلف ويدور باحثاً عن شخصية مختلفة بعيداً عن “الإرهابي” و”المجرم” التي يحشر نفسه فيها. هناك حشر لكثير من الممثلين الموهوبين مثل محمد الشرنوبي، ومحمد علي رزق، في شخصيات جانبية لا أهمية لها سوى أنّها تكمل المشهد، ما كانت الحاجة إليها؟ ملاحظة أخيرة.. عارفة عبد الرسول تعطي شعوراً بالراحة لمن يشاهدها تؤدي.

نرشح لك : مواعيد عرض أبو عمر المصري #مسلسلات_رمضان_2018

الواق واق للمخرج الليث حجّو:

المسلسل السوري الوحيد هذا العام الذي يمكن النقاش حول أهميته ومقدرته على الصراع بين الكبار. تخرج الدراما السورية هذا العام من الصراع أمام المصرية، وتخسر بالقاضية، لكن هذا المسلسل قد يكون بوابة الأمل لعودتها إلى مكانتها.

باسم ياخور عبقرية كوميدية بالتأكيد، خصوصاً مع نص لممدوح حمادة القدير الماهر، والذي عمل معه في مسلسلين سابقين (ضيعة ضايعة، والخربة)، نجح العملين بطريقةٍ كبيرة. رشيد عسّاف يمتلك الكثير ليقدّمه، لكنه يغرق في الكليشهات أحياناً، وينهك الجمهور معه، محمد حداقي وأحمد الأحمد يبذلان جهداً كبيراً. أما جمال العلي ووائل زيدان وجرجس جبارة قوة في أي عمل يحضرون فيه. تستطيع هذه الأسماء رفع أي عمل إلى مكانة مرتفعة للغاية. القصة بسيطة للغاية، ولكن الكوميديا السوداء المباشرة فيها قاسية للغاية أحياناً وإن كانت تشد الضحكة من الأعماق. العمل مهم للغاية للمشاهدة، وكأعمال حمادة حجو السابقة ستنجح وسيشاهدها الجمهور لسنواتٍ طوال بعد عرضها لأوّل مرة.