محمد حكيم يكتب: يوميات مراسل.. الطريق إلى قصر نخنوخ

صباح 28 أغسطس 2012

” خلي بالك كويس واتحرك بحذر” بيقولوا القصر مليان حيوانات مفترسة”

كانت هذه الكلمات ترن في اذني، بينما كانت سيارة القناة تقطع الكيلومترات سريعا على طريق مصر اسكندرية الصحراوي.

نرشح لك.. كيف خرج صبري نخنوخ من السجن؟

كنت في غاية التوتر، ليس خوفا من حيوانات قصر نخنوخ التي كثر الكلام عنها منذ القاء القبض عليه، ولكن بسبب قلة المعلومات المتاحة عن شخصية نخنوخ شبه الاسطورية، فكل ما هو متوفر عن هذا الرجل هو مجرد معلومات عامة متداخلة تقول إنه متهم بالتورط في قضايا تجارة مخدرات وسلاح وتسهيل الدعارة والقيام باعمال بلطجة، وفي المقابل هناك تصريحات لفنانيين ومطربين يؤكدون إنه رجل محترم وشهم وثري عرف عنه الكرم والجدعنه، والوقوف في صف الضعفاء، هذا طبعا إلى جانب عشرات الصور المسربة للرجل مع أهم رموز المجتمع.

اتوتر جدا من تلك التقارير التي لا استطيع تحديد موقف واضح من أبطالها، أتخوف بشدة من أن تقودني الهالة التي تحيط بالموضوع سلبية كانت أو إيجابية الى السير بالتقرير مع التيار، وبدلا من أن يقوم تقريري بدور معلوماتي ينور جزء مظلم من الحقيقة للمشاهد يتحول إلى مجرد دعاية للفكر العام السائد حول تلك القصة الخبرية.

نرشح لك.. محمد حكيم يكتب: جمالات شيحة.. وداعًا ملكة الموال

“وصلنا يا استاذ حكيم، القصر آخر الشارع ده” قالها أحد الزملاء في فريق العمل

غادرت أنا سيارة الكرو، وفي الطريق إلى القصر قررت ألا أخوض بتقريري فيما لا أعلم ، وما دمت أنا لا أملك من المعلومات ما يساعد المشاهد في تكوين موقف من القصة الخبرية فالأفضل لي أن اكتفي بجعل التقرير واصفا للواقع دون الخوض به في اشكالية التحليل.

سور شاهق عريض عليه كاميرات مثبته ترصد القادم من آخر الشارع، يتوسطه باب حديد شبه مصفح، ما أن تعبره حتى تجد نفسك داخل قصر شديد الفخامة يتألف من ثلاثة مباني يتوسطهم حمام سباحة كبير، ومجموعة من الأقفاص تضم حيوانات متنوعة.

ربما عادي أن تضم الأقفاص كلاب، ونوع نادر من الغزلان، وغريب قليلا أن تحوي نعام وثعابين، لكن الغير منطقي أن تضم تلك الأقفاص أسود مفترسة.

نرشح لك: محمد حكيم يكتب: يوميات مراسل.. تقرير شهيدة التحرش!!

كمراسل محترف تخل عن استغرابك سريعا، واستكمل رصد كل ما يمكن أن تراه عيونك أو عدسة كامرتك، اجري لقاءا مع أحد اقرباء نخنوخ فهذا سبق مهم، لكن احرص أن توضح علاقته القوية بنخنوخ في متن التقرير حتى لا يتعامل المشاهد مع تصريحاته بوصفها معلومات محايدة.

انقل كل ما يمكن رصده، ثم قل دون خجل أنك لا تملك معلومات موثقة، فشرف لك أن تقول أنك لا تعلم، وعار عليك أن تدعي العلم لمجرد السير مع التيار.